أخبار عاجلة

الأبحاث لفائدة اجتماعية قضية بروفيسور حياة الخطيب!

 

ريتا بولس شهوان- بوابة التربية: البيئة البحثية في لبنان نشيطة، وعلى الرغم من ان هناك بيئة موازية تتفاعل أكثر واكثر وهي بيئة المجتمع المدني الذي بدأ يجذب أكاديميين في السنوات الأخيرة كما ناشطين اجتماعيين ينظرون الى السياسة كنشاط لا يحده من في السلطة أو الشارع. تواكب البيئة البحثية القضايا الاجتماعية والانسانية. يمكن لدكتور جامعي أن يتحول الى ناشط اجتماعي من حيث هو، من منبره، بين كتبه، بالقلم والفكر فهكذا أصبحت البروفسور حياة الخطيب رئيسة قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة العربية المفتوحة مع اكثر من 30 بحثًا منشورًا يعتنق قضايا تخص الانسان ناشطة إجتماعية باطار عملها بالابحاث فبالنسبة إليها “جمعيتها تضم طلابها وزملائها من الباحثين والمحاضرات والمؤتمرات التي حفزت فيها لعب دور، من خلال الفائدة الاجتماعية التي تنتجها هي ام ينتجها زملائها الذين يتشاركون معها في الحوارات الفكرية”.

هنا في هذا الوسط للفكر كلمته وللمشاكل لذة فهي تتحول الى “إشكاليات” بحثية تتوزع على محيط يتشارك في “العقل” وكأن هذه الشريحة تحيا في غرفة مفتوحة على أفق تطوير الذات فبنظر بروفسور حياة “الابحاث تطور عقل الانسان وتساهم في تثقيف جيل وانا اؤثر بالناس فاجعلهم يفكرون اكثر فيكون لهم عالمهم الخاص الافضل من الواقع الذي يرزحون تحته”   فهي التزمت الحوارات البحثية في بحثها عما يعود بفائدة علمية وإجتماعية على محيطها.

طورت د. حياة توجهًا شخصيًا من خلال المسار المهني نفسه  فما كان يقبله وعيها منذ 15 عامًا أصبح يصنفه اليوم بالسطحي، فربما للزمن أثر ام ربما الخبرة العلمية تقدمت بها فاثرت على تصرفاتها وكلامها ليوائم الاخير النتيجة التي تريد الوصول اليها من خلال عقلها، هكذا اصبحت تتحكم باللغة في مسار بناء العلاقات ام في سبيل الاقناع او حتى اظهار المعتقدات وهذا يعود في الاصل الى تخصصها في الألسنيات واللغة الانجليزية فـ”الادب تمظهر وظاهرة للسانيات. فاللغة منتشرة في كل مكان وعلى تماس مع كل تصرف وتلامس كل العلاقات الانسانية اكنت تتعاملين مع المسؤول عنك ام في المنزل ام الصداقات او في العلاقات البناءة وفي محاولة لتصوير الواقع في كل ما نفعل”. تخبر “اخترت اللغة الانجليزية لانني عشت في بريطانيا لـ 20 سنة. اللغة اثارتني كلغة للتواصل وتجنب عثرات سؤ الفهم  كما ان الحاجة إلى الانجليزية منتشرة في كل اطياف العالم حتى أصبحت متلازمة مع مصطلح المتعلم”.

هكذا اصبحت قدراتها الشخصية تتلاءم مع المتطلبات المهنية لها والاجتماعية فارتبط النمط البحثي بالانساني فأدركت اهمية التواصل مثمنة “السياق” الاجتماعي، السياسي والاقتصادي المتلازم مع اللغة ومسؤولية التعبير  “فلا لغة خارج السياق إذ أن الاجتماعي يتغذى من الثقافي والثقافي بالانثروبولوجيا” هكذا تميل نحو “التفهم” أكثر من التشبث بآرائها الشخصية “فلا يوجد وجهة نظر واحدة مطلقة، كل إنسان يحق له إعتماد حقيقته النسبية والمرتبطة بوضعه ككل ” هكذا مع انها تترك رأيها الشخصي جانبًا إلا ان هذا لا يلغي العلاقة بين نمط الشخصية والمهنة فحتى تصرفها المهني يكشف عن طبعها الهادئ وما هو الا سمة من سمات الشخصية الشغوفة بالتعرف على الحضارات، والتفاعل مع المجتمعات المحلية والدولية حتى العالمية وتعيد الفضل بذلك الى الجامعة العربية المفتوحة التي مكنتها من ذلك عبر “مركز الدراسات اللغوية  Centre for Applied Linguistics Research ”  وهو المركز البحثي للالسانيات التطبيقية الذي انشاته في 2008 فيقدم مضمون بحثي اكاديمي من خلال مؤتمرات وندوات بحثية تشارك فيها معظم الجامعات اللبنانية وبعض الجامعات العالمية مثل جامعة أوكفورد  ويقوم  من خلال مجموعات مركزة بدراسة مستقبل اللغة وما تقدمه اللسانيات لمستقبل اللغة  فتصبح الخبرات التي يتشارك بها الاساتذة والمتعلقة باللغة أداة للمقارنة بين التيارات الحديثة في اوروبا واميركا وتؤكد ان “هذه فرصة قدمتها لي الجامعة من ناحية دعم البحث العلمي والمشاركة كخطيب اساسي في مؤتمرات عالمية امتدت من جنوب افريقيا الى استراليا واوروبا  وبحثت في اللغة ومحاور تتفرع منها مواضيع اجتماعية وإنسانية وسياسية” لا تنسب هذه الانجازات الى شخصها بل تعيدها الى الحوار الذي يحدث والتفاعل لزيادة الوعي والمعرفة بين المتحاورين فبالحوار “تتطور طريقة التفكير وبالتفاعل بمحيط الآخرين نتعلم ونصبح براغماتيين متطورين”.

تختلف اللسانيات التطبيقية عن مفاهيم اللغة العامة بالنسبة الى محاور الإهتمام وربط اللغة وممارساتها بمحيطها الإجتماعي والثقافي فتهتم بتحديد مصادر سوء التفاهم  في الحوار او غايات الخطاب السياسي لشحذ الدعم او استراتيجيات التسويق لفكرة إلى ماغير ذلك  اذا هي محيط لحل “احتمال اشكاليات التي قد نواجهها ويمكن ذلك من خلال التمعن في المسائل والتقدير ما يمكن ان تكون ردات الفعل” على حد تعبيرها فالفرد يصادف اللغة في الحياة بتطبيقاتها أكان في الخطابات السياسية، صف المحاضرة، في محيط العمل تشرح ان “اللغة ليست تطبيق فقط لما هو صحيح وغير صحيح، بل هي سلوك مطبق ومحسوب لشخص مدرك الى اين يمكن ان يؤدي حوار ما”. ما طورته  بروفسور حياة الخطيب إرتكز على برنامج تطرحه الجامعة العربية المفتوحة في اللغة الإنجليزية وآدابها “نطبق برامج جامعة المملكة المتحدة المفتوحة، فالادب كل ما هو متعلق بالكتابة اما باطار اللسانيات فهو اشمل والبرنامج يتم تحديثه كل اربع سنوات فنقدم نفس المنهج البريطاني ويشمل اللسانيات التطبيقية”.

وعن الفرق بين تخصص الاعلام والتواصل مع اللسانيات التطبيقيةعلى لغة الصحافة تقيّم الفرق بان الثاني ينظر الى سبب اختيار هذا الكلام في الصياغة والتركيب في المقال بالنسبة الى ما ترك جانبًا من خيارات وما يريد الكاتب اظهاره والتركيز عليه وكيف يقارب الواقع واختيار الدلالات والحقول المعجمية التي تخدم تسويق ايديولوجيا معينة والبحث في سبب اطلاق هذه التسمية دون اخرى لذا نرتكز على الاستعارات التقييمية المرتبطة باللغة لاهداف محددة وذلك يعتمد على الاجندة السياسية او الخط السياسي او الايديولوجي الذي له علاقة بصحيفة ما، وضمن هذا نركن الى تحليل الخطاب السياسي الذي ينظر فيما لم يتم قوله ويقرأ بين الاسطر ولا يأخذ الامور كقيم مكتسبة ويقاوم التموضع عبر اللسانيات التطبيقية. اذا اللسانيات تبحث في السبب في الادلاء بهذا القول مرتبطًا بابعاد اخرى اجتماعية اقتصادية ايديولوجية أما في الاعلام والتواصل تتطور المعرفة حول اسباب انقطاع التواصل ومصدر سوء التفاهم. ماذا عن اللسانيات التطبيقية كتخصص منفصل؟ تجيب عن هذا السؤال بعمق وتردف السبب الى التطور في العمل على تخصص اللسانيات التطبيقية كتخصص منفصل يعتمد على وزارة التربية والتعليم العالي فهذا التخصص جديد نسبيا ولا زال العمل فيه بالسنوات الاولى كما انه عمليا يتداخل مع كل تخصصات اللغة.

 

 

 

عن mcg

شاهد أيضاً

عميد المعهد العالي للدكتوراه يفتتح حفل أسبوع المطالعة في ثانوية الرحمة

بوابة التربية: نظمت ثانوية الرحمة (كفرجوز-الجنوب) التابعة لمدارس المبرّات، الأسبوع الثقافي التاسع عشر ومعرض الكتاب  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *