أخبار عاجلة

رئيس الجمهورية لأساتذة اللبنانية: ما يعترض العمل على تحسين اوضاع الجامعة هو الوضع المالي الراهن

بوابة التربية: استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفد رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة الدكتور يوسف ضاهر، الذي القى كلمة عبر فيها عن “تقدير أساتذة الجامعة لجهود رئيس الجمهورية ماضيا وحاضرا ومستقبلا”، واضعا أساتذة الجامعة بتصرفه “للمساعدة في ورشة البناء الكبيرة التي اطلقتموها منذ تسلمكم سدة الرئاسة”.
ضاهر
وقال: “نشكر لكم استقبالكم لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية.

جئنا نعبر لكم، كأساتذة في هذه الجامعة الوطنية الوحيدة، عن تقديرنا الكبير لجهودكم المميزة، كرئيس للجمهورية، في تثبيت عزة وكرامة هذا الوطن العزيز. ونحن نعلم كم قدمتم من تضحيات عبر تاريخكم المشرف للدفاع عن لبنان واسترجاع وحدته وسيادته واستقلاله والحفاظ على نظامه الديمقراطي الوحيد في شرقنا المأزوم.

جئنا يا فخامة الرئيس كذلك لنضع أنفسنا بتصرف فخامتكم للمساعدة في ورشة البناء الكبيرة التي أطلقتموها منذ تسلمكم سدة رئاسة الجمهورية. تعلمون أن أساتذة الجامعة اللبنانية كلهم دكاترة وفي أكثريتهم الساحقة يحملون دكتوراه فئة اولى. ولقد درس معظمهم في أعرق جامعات العالم وعادوا إلى وطنهم ليخدموه ويتفانوا من أجله وليعيشوا مكرمين معززين. هؤلاء الأساتذة متخصصون في كل المجالات التي تحتاجها الجامعة والدولة، فمن اقتصاديين إلى حقوقيين إلى مهندسين و فيزيائيين وكيميائيين وأطباء وصيادلة وعلماء اجتماع و نفس وخبراء محاسبة وسياحة وفنانين على انواعهم، يستطيعون أن يقدموا خبراتهم وأبحاثهم للدولة للمساهمة في تعزيز جميع مرافقها وتحسين الإنماء المتوازن في شتى المجالات والمناطق. ونحن نتساءل كأساتذة نملك كل هذه المهارات، لماذا تستغني الدولة عن خدماتنا وخبراتنا، وذلك منذ نشأة الجامعة تقريبا؟ فبينما معظم الإعلاميين والمدراء العامين ومدراء المصارف والخبراء وعدد كبير من السفراء و النواب والوزراء هم من خريجين هذه الجامعة، وبينما عشرات آلاف الخريجين يعملون في الداخل والخارج ويشكلون أهم اركان البناء اللبناني في الاقتصاد والعيش الوطني والوجه الحضاري، نرى أن السلطات المتعاقبة كانت دائما لا تعير اهتماما كبيرا لهذه الجامعة التي هي ثاني أكبر مؤسسة بعد الجيش الوطني، إذ فيها ما يقارب مئة ألف مواطن بين طالب وأستاذ وموظف. ولهذا سميت بحق الجيش الوطني الثاني، لما لها من دور وطني جامع مساعد على تعزيز الوحدة الوطنية بين الطلاب وبين الأساتذة وبين الموظفين داخل الكليات والفروع في كل أصقاع الوطن. اليوم يا فخامة الرئيس يشكل عدد أساتذة الملاك في الجامعة ١/٦ من مجموع أساتذتها، وقد تصبح هذه النسبة أقل بقليل إذا ما طبق على الأساتذة منع التوظيف الوارد في المادة ٧٨ من الموازنة العامة، مما قد يدمر الجامعة.

هذه الجامعة يا فخامة الرئيس، رغم مشاكلها الكبيرة، ما زالت تعطي أفضل وألمع الشهادات وبشهادة الجامعات الكبرى والشركات والمؤسسات التي توظف خريجي الجامعة الوطنية. لكن عدا شهاداتها، فهي بحاجة لعناية الدولة الفائقة على جميع الصعد. ففيها مجمع جامعي واحد في الحدث وربع مجمع في الفنار وربع مجمع جديد في راس مسقا جنوب طرابلس. اما في باقي المناطق في الجنوب والبقاع وجبل لبنان وعكار، فالجامعة تستأجر مبان مهلهلة متصدعة وبمبالغ طائلة تصل إلى حدود ال٢٠ مليار سنويا. فلا وجود لسكن جامعي للطلاب ولا منح تعليمية لهم ولا ملاعب ولا إنترنيت مقبول، وغالبيتهم يأتون من عائلات متواضعة. وفي هذا الإطار، نتساءل لماذا لا تخصص مبالغ من أموال مؤتمر سادر للمجمعات الجامعية، ونحن نعرف بأن هذه الأموال مخصصة للبنى التحتية. أليست الجامعة من أهم البنى التحتية؟ لماذا لا يبنى مجمع الرئيس ميشال عون في ضبيه، ونحن نعلم بأنكم على علم بهذا الموضوع.

الجامعة يا فخامة الرئيس بحاجة لإصلاحات عاموديا وأفقيا، فبالمباشر هي بحاجة لتعيين عمداء جدد ليستقيم العمل في مجلس الجامعة. بحاجة للامركزية تكاملية لكي تهون وتتسرع مهماتها في المناطق البعيدة، بحاجة لقانون جديد ولنظام مالي جديد بعد مرور أكثر من ٥٠ عام على قانونها الحالي. بحاجة لاستقلالية أقرها القانون لها كما أقرتها توصيات مؤتمر الاونيسكو التي وافق عليها لبنان. ونحن نحلم بأن تبعد عنها التدخلات الخارجية وأن تعود إليها معايير الكفاءة من ضمن التوازن الوطني.

فخامة الرئيس، إن أهل الجامعة أساتذة وموظفين وطلابا لديهم مطالب عديدة لكي يشعروا بالإرتياح النفسي، فينصرفون إلى عملهم الأكاديمي متفرغين و مكرسين جهودهم للجامعة والوطن. والأساتذة لهم خصوصيتهم لوحدهم في الجمهورية اللبنانية، إذ أنهم يخضعون لقانون التفرغ الذي هو غير قانون الموظفين. وهم متفرغون كليا لجامعتهم إذ، لا يسمح لهم القانون بالعمل خارج الصرح الجامعي. كما يودون الشعور بأن كرامتهم وأوضاعهم وحقوقهم المكتسبة مصانة. يأملون بان تتعزز موازنة جامعتهم لتعزيز المختبرات والأبحاث وصيانة الأبنية. ولقد استشاركم في هذه المواضيع معالي وزير التربية ونقل لنا دعمكم للمطالب وهي تتمحور حول سبعة نقاط أطلعكم عليها معاليه. ونحن نشكركم جزيل الشكر على ذلك. يتمنى عليكم  الأساتذة الذين تم ترفيعهم حسب القانون ١٢/٨١ بأن توافقوا على مرسومهم الذي أصبح في الرئاسة بعد أن تمت الموافقة عليه من كافة السلطات.

الأساتذة يا فخامة الرئيس يدركون مدى عمق الازمة التي يمر بها الوطن وهم مستعدون للتضحية من أجله، لكن ضمن العدالة بين المواطنين. كما يعتقدون بأن الحل الناجع والطويل الأمد يكمن في الاستثمار في العقول وفي الإنسان وفي الحفاظ على الأدمغة والحيلولة دون خسارة الوطن لها.

الجامعة والاساتذة والطلاب يعولون على دعمكم كأب لجميع اللبنانيين. ولكم منا جزيل الاحترام والمحبة والتقدير.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مشددا على “اهمية الجامعة اللبنانية للبنان ككل وحاجتها تاليا الى التطوير، في ظل وتيرة تقدم العلوم السريعة التي لا تنطبق بالضرورة على عملية تطوير الجامعة”.

واذ اعاد التأكيد على “ارث لبنان الثقيل من الدين العام”، اعتبر ان “ما يعترض العمل على تحسين اوضاع الجامعة هو، وبالدرجة الاولى، الوضع المالي الراهن، ذلك انه حيث لا مال لا امكانية لتحسين الوضعين الاقتصادي والتعليمي، كما تنتفي امكانية التجديد عامة”.

ونوه رئيس الجمهورية ب”مستوى بعض كليات الجامعة اللبنانية التعليمي العالي والتي يتفوق طلابها في عدد من الجامعات الاوروبية”، لافتا الى ان “هؤلاء الطلاب هم بمعظمهم ليسوا من ميسوري الاحوال، بل عصاميون يسعون الى العمل والاجتهاد كي يحققوا مبتغاهم”، مشددا على ان “هؤلاء العصاميين هم من يتكل عليهم في النهوض بالمجتمعات لحرصهم على الاستمرار بمسيرتهم واجتهادهم في العمل كما على مقاعد الدراسة”.

وختم الرئيس عون بالإشارة الى “اختلاف الجامعة اللبنانية عن سائر الجامعات في لبنان من ناحيتي عدد طلابها ونوعيتهم”، مؤكدا متابعته وسعيه الدائمين “لتعزيز اوضاعها”، متمنيا “ان ينعكس تحسن الاوضاع الاقتصادية في البلد في المقبل من الايام تحسنا في أوضاعها وتطويرا لكلياتها”.

بيان الرابطة

أعلنت الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية في بيان اثر اجتماعها الدوري في مركز الرابطة، برئاسة الدكتور يوسف ضاهر، أنها “قيمت إيجابا لقاءها مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي أبدى اهتماما كبيرا بالجامعة اللبنانية”، مشيرة الى أن رئيسها “عرض على فخامته أوضاع الجامعة، متحدثا عن دورها الوطني ومساهمتها الكبيرة في الإنماء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وعن مستواها العلمي الرفيع وشهاداتها المميزة في الداخل والخارج. كما تحدث عن حاجة الجامعة الوطنية الى إصلاحات عديدة على مستوى قوانينها وأنظمتها المالية وتسهيل إدارة الملفات مع مختلف الوحدات والفروع في كافة المناطق، وعلى مستوى النقص في الأبنية والمجمعات الجامعية”.

ولفتت الى أن “رئيس الهيئة تحدث عن الطلاب الذين يأتون بمعظمهم من عائلات متواضعة ليحصلوا تعليمهم بجدية لافتة. وفي الحديث عن الأساتذة، وبعد أن تطرق الى اختصاصاتهم ومهاراتهم المتعددة وشهاداتهم المميزة، تساءل رئيس الهيئة عن تغييب الدولة لدورهم وعدم الاستعانة بهم لإجراء الدراسات ورسم الهندسات الاستراتيجية في مختلف المرافق الحيوية. ثم تناول المطالب من زاوية السبع نقاط، التي عرضها معالي وزير التربية على فخامته، كما تمَ الحديث عن مرسوم ترفيع الأساتذة من ضمن القانون 12/81 الذي ما زال بحاجة الى موافقة فخامته”.

وأشارت الى أن رئيس الجمهورية اعتبر من جهته، أن الجامعة اللبنانية لها أهميتها الكبرى لكونها أهم مؤسسة وطنية، وقد عمل هو الكثير ولا يزال لتعزيزها، كما نوه بالمستوى المميز للشهادات في العديد من كلياتها وتطرق الى جدية طلابها وعصاميتهم وهم يشكلون أحد أهم أعمدة الوطن، وبأنهم سيستمرون بالعمل بذات العصامية في مختلف المواقع التي سيحتلونها. كما قال فخامته بأنه لا شك بأن الأزمة المالية التي تمر بها البلاد تعيق تنفيذ تطلعاته الى الجامعة اللبنانية، كما قال بأنه يمكن الاستفادة من برنامج سيدر لاستكمال إنشاء المجمعات الجامعية. وشكرت الهيئة الرئيس وتمنت له دوام النجاح كأب لجميع اللبنانيين”.

وذكر البيان أن “الهيئة تطرقت الى المتابعة والمواكبة المستمرة من قبلها للمطالب والحقوق أكان في التعديلات في لجنة المال والموازنة أم في رفع المشاريع الى الهيئة العامة لمجلس النواب. وفي هذا الإطار علمت الهيئة أنه تم استثناء أساتذة الجامعة اللبنانية من أحكام المادة 78 من مشروع قانون الموازنة العامة، التي تمنع التوظيف والمادة 83 لجهة إمكانية استكمال العام الجامعي للمتقاعد وسط العام الجامعي، كما تم تعديل المادة 90 بحيث يستفيد من المعاش التقاعدي من خدم 15 سنة وما فوق. كما علمت الهيئة أن تعديلا ما قد تم على المادة 22 لجهة تخفيف الضريبة على المعاش التقاعدي. واطلعت الهيئة على اقتراح مشروع القانون الجديد للثلاث درجات الذي سجل في مجلس النواب وتابعت مسار مشروع الخمس سنوات وملفي التفرغ والدخول الى الملاك”.

وأكدت أنها “تكثف اتصالاتها مع العديد من المسؤولين ورؤساء الكتل النيابية لدعم المطالب وإقرار ما يجب إقراره في الهيئة العامة لمجلس النواب وخاصة في ما يتعلق بصندوق التعاضد”، مشيرة الى أنها “ستواكب جلسات مجلس النواب بالمشاركة مباشرة”.

وأبدت ارتياحها الى “عدم التناقص في أعداد الطلاب الذين ترشحوا الى مباريات الدخول في عدد من الكليات، مما يدل على تمسك الطلاب بالجامعة اللبنانية لمستواها الجيد ولأنها السبيل الوحيد لهم للتحصيل العلمي”.

وأخيرا، أعلنت أنها “بدأت بالتحضير لإقامة مؤتمر شامل عن الجامعة اللبنانية وعينت لجنة مهمتها التحضير لإقامة هذا المؤتمر”.

 

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *