أخبار عاجلة

إعتراض على الحشو في علوم الحياة

 

life-science-third-year_page_01_0
كتاب علوم الحياة للصف الثالث ثانوي

بوابة التربية- خاص

 

خرج أساتذة مادة علوم الحياة عن صمتهم، ورفعوا الصوت إحتجاجاً على ما هو حاصل لجهة إضافة دروس جديدة إلى المنهاج القديم، الذي يعاني أصلاً من الحشو.

وجه 283 أستاذاً عريضة إلى كل من وزير التربية الياس بو صعب، ومدير عام التربية فادي يرق، وعقدوا إجتماعاً في المركز التربوي للبحوث والإنماء، بحضور رئيسة المركز د. ندى عويجان، ومديرة مكتب الإرشاد والتوجيه، ورئيسة دائرة الإمتحانات بالتكليف هيلدا خوري، من دون الحصول على أي نتيجة.

يستغرب الأساتذة كيف سيكون عامهم الدراسي الذي بدأ مثقلاً بالدروس، وكيف لهم إنهاء البرامج في 22 أسبوعا، وهم يحتاجون بحسب الدروس إلى 25 اسبوعاً؟

إستبشر الأساتذة خيراً بكلام وزير التربية بعد نتائج الإمتحانات الرسمية الأخيرة، بعدما تبين تدني في معدلات ونسب النجاح في مادة علوم الحياة (البيولوجي)، لدى الطلاب في كل من المرحلتين المتوسطة والثانوية، خاصة في فرع علوم الحياة، وهي مادة الاختصاص في هذا الفرع، فقد بلغ معدل المادة في الدورة الأولى في الفرع المذكور 11.75 من 20، فيما بلغ معدل مادة الرياضيات، وهي مادة الإختصاص في فرع العلوم العامة، 13.94 من 20.

 

هذا التدني والفرق الواضح بين معدلي مادتي الإختصاص في الفرعين عكس حجم المشكلة التي يعانيها أساتذة مادة علوم الحياة، وخشيتهم من المزيد من التفاقم والتدهور.

وعملاً بالقرارالصادرعن وزير التربية بتطوير المناهج وتبسيطها، قامت اللجان المولجة بهذا التعميم بتقليص عدد من الدروس والمحاور، منعاً للتكرار، وتسهيلاً للفهم والاستيعاب لتمكين الطلاب من النجاح  دخول الجامعة.

لكن المفاجىء، أن اللجنة المختصة في مادة علوم الحياة ، قد أضافت دروساً إلى المنهج القديم، (الذي يعاني أصلاً الكثير من الحشو و التعقيدات)، وبحكم تجربتهم في تعليم المادة رأى أساتذة هذه المادة أن هذا سيؤدي حتماً، إلى نتائج أكثر سلبية، وإلى المزيد من التراجع في مستوى الطلاب في هذه المادة، بالإضافة إلى عدم التمكن من إنجاز المطلوب في الوقت المتاح.

 

أما أبرز الملاحظات التي أبداها أساتذة مادة علوم الحياة هي: التأكيد على جميع التعديلات التي تجري على المنهاج في الصفوف الإنتقالية وصفوف الشهادات، طالما تصب في مصلحة الطالب. لكن الجدير ذكره، أننا خلال خمسة عشر عاماً، لم نتمكن من إنجاز الدروس المقررة في الصفوف الانتقالية والتي تشكل ثلث الكتاب، بسبب قلة عدد الساعات الأسبوعية وزحمة الأفكار والمفاهيم… فكيف سنخفف الأعباء عن الطلاب مع زيادة الدروس؟

إن إضافة دروس جديدة في هذه المادة ، حتى لو تم زيادة عدد الحصص الأسبوعية، سيؤدي الى المزيد من التعقيدات والإحباط  لدى الطلاّب حيال هذه المادة، مما سيدفع بهم إلى إهمالها واعتمادهم على غيرها من المواد التي تعتبر بنظرهم أسهل، وتضمن لهم علامات أكثر.

وفي ما يتعلق بتوصيف مواد الإمتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة والثانوية العامة: تم الحد من صعوبة الأفعال الإجرائية وتنظيمها كما تم توضيحها للجميع وهذا أمر جيد قامت به اللجان مشكورة. إلا أن لجنة البحوث، أغفلت التعليم الناشط، وهو أساس التعليم الحديث. كما أعتمدت فقط على الكتاب في تقسيم الساعات وهذا لا يجدي نفعاً.

ويوضح الأساتذة في إعتراضهم، “لا ندرس المعلومات الموجودة في كتاب المركز التربوي فقط، بل ندرس أكثر منها بكثير، لأنها بكل بساطة غير كافية. فحتى ننهي البرنامج نضطر إلى إنتاج صف صامت يسمع دون أن يشارك ويكتب دون أن يفهم، وعلى المسؤولين عندها تحمل النتائج”.

 

ويشير أساتذة المادة، إلى أن وزير التربية، سبق ونادى بتخفيف الأعباء عن الطلاب بما يتناسب مع التطور العلمي في العالم، إلا أنه حصل العكس تماماً في مادة علوم الحياة، وهذا ظلم كبير للتلميذ وللأستاذ معاً.

أبرز الملاحظات على زيادة الدروس هي:

في الصف التاسع أساسي، فإن عدد الحصص الذي كان معتمداً في السابق، حصتان في الأسبوع، وكان  هذا العدد غير كاف على الإطلاق، فتمت المطالبة لسنوات عديدة بزيادة عدد الحصص الأسبوعية إلى أن تعدل في السنة الماضية إلى ثلاث حصص أسبوعياً، مع العلم أن المدارس الخاصة قد سبق وزادت عدد الحصص إلى ثلاث. إلا أن المفاجأة كانت بزيادة محورين كاملين، ما يستدعي زيادة 12 حصة تعليم. وفي الأساس كان الأساتذة ينجزون البرنامج دائماً مع حصص إضافية حتى بعد رفع عددالحصص إلى ثلاث. فكيف سيتم إنهاء المنهاج هذا العام مع زيادة 12 حصة؟

الصف الثالث ثانوي:

في رسالة إعتراض مرفوعة إلى وزير عدد الأساتذة الخلل الحاصل في صفوف الشهادات، وخصوصاً في الصف الثالث ثانوي- علوم الحياة، ومما جاء في الرسالة:

1- إن الصف الثانوي الثالث (فرع علوم الحياة)، والذي يشمل المنهاج الأكبر والأوسع، يتطلب حقيقةً، ثماني حصص أسبوعياً على الأقل، وهذا ما تفعله أغلب الثانويات الخاصة. بينما نحن نعطي هذا المنهاج ب ست حصص أسبوعيا ً، ولكننا غالباً ما نغطي هذا النقص بساعات إضافية. و على سبيل المثال، فإن الدرس الاول في صف علوم الحياة، تم اقتراح له ٦حصص لإنجازه، بينما هو يتطلب فعلياً، ١٠حصص على الأقل لإنجازه بالشكل المطلوب. فكيف يتم إلغاء أجزاء مهمة من بعض الدروس ليستعاض عنها بأجزاء أكبر و دروس أكثر؟!

.2- إن ما تم تعليقه في مادة علوم الحياة في هذه الصف لا يمكن وصفه إطلاقاً بأنه غير مفيد أو بأنه لا يتعلق بحياة الطالب اليومية كما و أنه لا يمكن وصفه بالمتكرر أو غير الضروري للدراسة الجامعية: فالدرس المتعلق بالإخصاب (fertilization) يشكل تتويجاً للدروس المتعلقة بتكون النطاف (spermatogenesis and oogenesis) و تعليق هذا الدرس من ِشأنه أن يلغي الدراسة الوظيفية لأجزاء الخلية المنوية والبويضة فينعدم الربط بين الدراسة البنيوية والوظيفية لهذه الخلايا. كما أن لعملية الإخصاب أهمية كبيرة في فهم اكتمال عملية تكون البويضة البشرية (oogenesis) والتي لا تكتمل إلا بالإخصاب، بالإضافة الى ذلك كله، فإن الفهم العميق لعملية الإخصاب وشروطها وآليتها  يشكل الأرضية الأساسية للعلاجات المتعلقة بالعقم و الطرق المساعدة للحمل وهذا كله مما يحتاجه الطالب الراغب في اختيار الطب كمجال لدراسته الجامعية. كما وأن الامتحان الرسمي في دورة 2016 قد طرح سؤالاً مباشراً عن  تفاصيل عملية الإخصاب، فكيف يمكن بعد هذا كله أن يوصف هذا الدرس بأنه من قبيل الحشو أو أنه غير مفيد لدراسة الطالب الجامعية؟ مع العلم أنه لا يحتاج لأكثر من حصة تعليمية واحدة لشرحه!.

3- لقد ذكر مركز البحوث التربوي، أنه أجرى تعديلات بالبرامج بما يتناسب مع الحياة اليومية وبما يرتبط بالواقع. فقام بإلغاء درس الحساسية  (allergy) من  منهاج صف (علوم الحياة) ونسي أن غالبية الشعب اللبناني يعاني من الحساسية، إضافةً إلى أن هذا الموضوع الصحي يطال شريحة كبيرة من الناس، فإن له تطبيقات طبية و صيدلانية متعددة. ومن دون هذا الدرس، لا قيمة لدراسة خلايا (mast cells) الخازنة للهيستامين  ولا قيمة لدراسة الأجسام المضادة من النوع (IgE). كما قام بإلغاء درس الزلازل (volcanism) من صف الثامن أساسي مع العلم أن لبنان يقع على مراكز صدوع زلزالية. هناك تناقض حتماً!

تم حذف درس ونصف: حصه ونصف وتم زياده درسين بمحور جديد أي 4 حصص. وطلاب لا يتحلمون اي اضافات بعد الظهر أو أن نسرق لهم يوم عطلتهم مما يؤدي الى تقصير في درس باقي المواد.

 

من يعالج هذا الخلل؟ ربما علينا إنتظار تشكيل الحكومة، ومعرفة من سيتسلم حقيبة التربية؟

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …