أخبار عاجلة

اعتصام لأساتذة اللبنانية أمام التربية ولقاء مع الوزير وبدران والحلبي: لا يمكن إبقاء الطلاب خارج الجامعة

أساتذة الجامعة بإنتظار الموعد من وزير التربية (بوابة التربية)

بوابة التربية: بعد ثلاثة أسابيع على إضراب أساتذة الجامعة اللبنانية من دون الحصول على أي جواب على مطالبهم، نفذ الأساتذة (ملاك، تفرغ وتعاقد) إعتصاماً أمام وزارة التربية مطالبين بتحسين أوضاعهم المعيشية وحق المتعاقدين بالتفرّغ مع بداية العام الدراسي. وهددوا بالتصعيد وعدم البدء بالعام الدراسي الجديد في حال لم تسمع صرختهم. وتوجه المتعاقدون إلى الرؤساء، مطالبين التحضير لمؤتمر إنقاذي يشكل إقرار التفرغ العصب الرئيس له.

وخلال الإعتصام حضر مستشار الوزير لشؤون التعليم العالي الدكتور نادر حديفي، وطلب من المعتصمين تشكيل وفد للقاء وزير التربية والتعليم عباس الحلبي ظهراً، بحضور رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران.

اللقاء مع الوزير

وعقد الإجتماع ظهراً في مكتب الوزير بحضور وفد من رابطة الأساتذة المتفرغين والمتعاقدين برئاسة الدكتور عامر حلواني، ورئيس الجامعة الدكتور بسام بدران، ود. حديفي، وتابع مع الرابطة المطالب التي قاموا بالإعتصام من أجلها امام الوزارة.

ورحب الوزير بهم وبالإجتماع الأول مع رئيس الجامعة بعد  تسلمه مهامه، واكد لهم التزامه بالمطالب المحقة التي يعبرون عنها، وأولها بعدما نجحنا في تعيين الرئيس في الوقت المناسب، سيكون بالتعاون معه لتشكيل مجلس الجامعة بعد رفع ملف العمداء، ومن ثم إدخال المتفرغين إلى الملاك، وإدخال المتعاقدين المستحقين إلى التفرغ والعناية بالموظفين.

ووضعهم في أجواء مشروع القانون الهادف إلى تأمين دعم اجتماعي يشمل موظفي الإدارات العامة والمؤسسات العامة أي الجامعة اللبنانية. وأكد الوزير أن أي ملف يرفعه إليه رئيس الجامعة سوف يرفعه إلى مجلس الوزراء ويسعى إلى وضعه على جدول الأعمال.

وطلب من الأساتذة العودة إلى التعليم الجامعي وإنقاذ العام الجامعي لكي يكون هو صوتهم في مجلس الوزراء ومجلس النواب ومع الجهات المانحة، مشددا على عنايته الخاصة بالجامعة اللبنانية كونها القاعدة الأساسية للتعليم العالي. وكرر الوزير أنه يعرف دقة الظروف ولكن لا يمكن إبقاء الطلاب خارج الجامعة فيما نشهد انتقالهم بالآلاف إلى الجامعات الخاصة وإلى الخارج. كاشفا أن طرح أي ملف مطلبي في ظل الإضراب يمكن ان يعيق الملف. وقد تم طرح رفع قيمة بدل النقل والمنحة الإجتماعية كون رفع الرواتب والأجور لا يمكن أن يمر في ظل أزمة نقدية ومالية واقتصادية غير مسبوقة.وان الخزينة غير قادرة على تعديل الأجور.

وأكد الوفد ان وقفتهم اليوم ليست موجهة ضد الوزير ولا ضد رئيس الجامعة بل للتأكيد على شمولهم بالعطاءات وتحقيق المطالب.

اسماعيل

وفي الإعتصام الذي أقيم أمام مبنى وزارة التربية، تحدث بدايةالدكتور بشار اسماعيل باسم المتعاقدين، فقال: “مؤلم جدا أن نكون اليوم هنا بدلا من أن نكون في صفوفنا وبين طلابنا لنطلق عاما جامعيا جديدا. ومؤلم أيضا أن نضطر إلى الاعتصام لنذكر المسؤولين بإنقاذ جامعة الوطن التي باتت عاجزة عن الاستمرار في ظل لامبالاة المسؤولين والقيمين عليها”.

اضاف: “أيها المسؤولون، كيف يمكن لجامعة تضم مئة ألف طالب وموظف وأستاذ أن تستمر بموازنة زهيدة، في ظل أزمة تلتهم الأخضر واليابس. وكيف يمكن للجامعة أن تستمر والمسؤولون يشاهدون نزف أدمغتها وهجرة كوادرها ولا يحركون ساكنا لتعزيز صمودهم. وفوق ذلك كله، كيف يمكن أن تستمر الجامعة وقد أضحت تقوم على أكتاف أساتذة متعاقدين باتوا يشكلون أكثر من 70 في المئة من كادرها التعليمي. هؤلاء يعملون في ظروف تشكل وصمة عار على جبين الدولة وحكوماتها المتعاقبة التي لم تنصفهم. وكيف يعقل أن يرضى المسؤولون بعمل أستاذ جامعي مقابل راتب زهيد يدفع مرة كل سنة ومن دون أي تقديمات صحية أو منح مدرسية أو بدل نقل. لقد صبر الأساتذة المتعاقدون كثيرا، وضحوا واستمروا يقدمون من اللحم الحي لكي تبقى الجامعة”.

وتابع: “مرت ولاية كاملة على رئاسة الجامعة وأربع حكومات، ولم يبصر فيها التفرغ النور. فماذا تنتظرون؟ لقد شبعنا وعودا عرقوبية وكلاما زئبقيا، وشبعنا تسويفا ومماطلة، و مللنا الأوراق والمستندات واللجان، وسئمنا تقاذف ملف تفرغنا ذهابا وإيابا بين إدارة الجامعة ووزارة التربية مع الوعود الخادعة بحتمية التفرغ”.

وقال: “اليوم، وبعد سنوات من الصبر والتضحيات، تداعى متعاقدو الجامعة اللبنانية إلى التصويت على مصيرهم ومستقبلهم، وشاركوا بكثافة من كافة فروع الجامعة وكلياتها وقد أجمعوا في تصويتهم على ما يأتي: “المتعاقدون لن يعودوا إلى التعليم إلا بعد إقرار تفرغهم بشكل ناجز ونهائي”. ونعد أبناءنا الطلاب بتعويضهم ما قد يضيع نتيجة تأخر السلطة في إقرار تفرغنا، ونحمل كل معني بالجامعة وملفاتها مسؤولية تأخير العام الجامعي الذي لن يبدأ إلا بعد إقرار التفرغ وتحقيق مطالب الأساتذة وتعزيز موازنة الجامعة و بحث سبل دعم موظفيها وطلابها”.

واضاف: “وعليه، نتوجه إلى الرؤساء الثلاثة للعمل على حماية جامعة الوطن والتحضير لمؤتمر إنقاذي يشكل إقرار التفرغ العصب الرئيس له”.

وتوجه الى وزير التربية بالقول: “أنتم تعلمون أن إنقاذ هذا البلد يبدأ من بوابة جامعته وأهلها وطلابها، فهم جيش الوطن الثاني ورواد تنميته وركيزة نهوضه. نتوجه إليكم، وأنتم أهل العدالة، ونثني على جهودكم لإنصافنا بإقرار التفرغ سريعا لتحدوا من نزف الكفاءات وتوقفوا مسلسل تدمير الجامعة”.

وختم: “إن الجامعة اللبنانية اليوم في خطر وجودي محدق، ونحن هنا اليوم لنعلن أننا لن نسمح بانهيارها، وأن الجامعة التي تخرجنا فيها وعدنا إليها وحملناها على أكتافنا لا يمكن أن نسمح بسقوطها وسيظل حراكنا المطلبي مستمرا إلى أن يستجيب المسؤولون لمطالب الجامعة وأهلها وعلى رأسها إقرار تفرغ الأساتذة المتعاقدين”.

حلاوني

ثم ألقى رئيس الهيئة التنفيدية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية الدكتور عامر حلاوني كلمة بالمناسبة، اعتبر فيها ان “الجامعة هي بمثابة العقل المفكر للمجتمع، ويقع على عاتقها مهام عظام، سواء في المجالات العلمية أو المهنية كما يقع على عاتقها مهمة النهوض بالمجتمع وتطويره. وعلاقة الجامعة بالأستاذ هي كعلاقة الجسد بالعقل. ونظرا لأهمية أستاذ الجامعة ومكانته ودوره الفعال في تحقيق أهداف الجامعة والتي هي التدريس الجيد والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وتزداد أهمية الأستاذ الجامعي في مجتمعه كلما ازدادت متطلبات الحياة العصرية في ظل المتغيرات العلمية المتسارعة، لأن الأستاذ يعتبر قائد المجتمع بقدراته ومهاراته العلمية ومقوماته الشخصية التي تمكنه من تربية أجيال فيدخلهم الى معترك الثورة العلمية والتكنولوجية والانفجار المعرفي بما يتناسب ومتغيرات العصر”.

وقال: “بناء على ذلك، فإنه ليس من الطبيعي لمجتمع سوي يفكر في مستقبله أن يهمل الأستاذ الجامعي ويضعه في الدرك الأسفل من مدارج المجتمع”، متسائلا: “أيعقل أن نجعل الأستاذ الجامعي الذي هو الواجهة الحضارية للبلد في أدنى سلم أولوياتنا. أليس من المعيب أن نجعل أساتذة الجامعة يقفون في الطريق يستجدون أبسط الحقوق، حق العيش بكرامة. تحسين الوضع الإقتصادي والإجتماعي لأستاذ الجامعة اللبنانية أمر لا مفر منه لحماية وتحصين هذه الجامعة وحماية دورها. أيعقل أن نتعاقد مع حملة الدكتوراه من أرقى جامعات العالم ثم ندفع لهم فتاتا بدل أتعابهم لا تفيهم حقهم ولا تغنيهم من جوع”.

اضاف: “لقد آن الأوان لتفرغ الأساتذة المتعاقدين، فالجامعة بحاجة ملحة اليهم وقد أدى الإنهيار المالي الذي حصل في البلد ويأسهم من قرب الفرج الى هجرة العديد منهم. الجامعة بحاجة اليهم اليوم وقد خسرت أشخاصا منهم لا يعوضون. لم يعد لدينا ترف الوقت فنحن نسابق الزمن في هذا المجال. آن الأوان لأن يدخل الأساتذة المتفرغون الى الملاك ليشعروا بانتمائهم الكامل لجامعتهم وليشعروا بالأمان الوظيفي وإن لم يعد وللأسف أي أمان في هذا البلد”.

وتابع: “العار كل العار يكمن في أولئك الأساتذة الذين خدموا الجامعة سنوات طوال ثم بلغوا سن التقاعد دون أن يدخلوا الى الملاك فوجدوا أنفسهم دون معاش تقاعدي ودون ضمان صحي. وكانت قد جرت العادة على أن يدخلهم مجلس الوزراء الى الملاك تلقائيا وقد تقدم بعض النواب باقتراح قانون لحفظ حقهم بدخول الملاك فأقر الإقتراح في لجنة التربية وما زلنا ننتظر منذ أشهر طويلة عرضه على لجنة الإدارة والعدل”.

وتوجه الى وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي طالبا منه بأن “يجعل الجامعة اللبنانية نصب عينيه وأن يخصص لها الوقت الذي تستحق، فمشاكل الجامعة كثيرة وباتت مزمنة ولكن بالإرادة والحكمة اللتين يتصف بهما ليس من الصعب تجاوزها وايجاد الحل لها. تستحق هذه المؤسسة الوطنية الكبيرة منك ومن الحكومة كل العناية والرعاية”.

وقال: “لقد أعلنا آسفين عن عدم قدرة الأساتذة بالظروف الراهنة العودة الى التعليم في الجامعة، ونرجو من طلابنا الأحباء الذين ليس لدينا أغلى منهم أن يتفهموا بأن الدفاع عن كرامة الأستاذ الجامعي انما هو دفاع عن الجامعة وكرامتها وديمومتها وحسن سيرها وعن كرامة المتعلمين والمثقفين في هذا البلد، ونرجو أن يقفوا معنا في معركتنا هذه، لأن في اتحادنا قوة وتاريخيا لم يتحقق مطلب من مطالب الجامعة الا بنضال أهلها وعلى رأسهم الطلاب”.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

اعتداء وسرقة في مبنى للجامعة اللبنانية في البقاع

بوابة التربية: اقدم مجهولون على اقتحام مبنى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية -الفرع الرابع في …