أخبار عاجلة

التّربية التي تعزّز الرأسمال البشري هي الثّورة الحقيقيّة للنهوض بلبنان الوطن.!

بوابة التربية- كتبت د. ندى عويجان: تحدد السّياسة العامّة للدّولة، عمل مختلف أنظمة المجتمع، بما في ذلك النّظام التّربوي الذي يعمل لخدمة بقيّة الأنظمة، سيّما لمواكبة حاجات سوق العمل الديناميكيّة.

بعد الأحداث والحروب التي حصلت بين 1975  و1990، صدرت خطّة النّهوض التّربوي عام 1994 بمجالاتها المختلفة، والتي أنتجت مناهج 1997 من خلال المرسوم 10227. بُترت خطّة النّهوض التّربوي، وشُوّهت مناهج 1997 قبل أن تولد، وقبل تتمكّن من تأدية وظيفتها بشكل كامل. فجاءت تارة متقدّمة عن عصرها وطورا مبتورة عن أهدافها ونواتجها.

على مدار 24 عاما، تمّ ٳهمال القطاع التّربوي، وٳهمال تطوير المناهج التّربويّة، مع غياب للٳستراتيجيّات التّربويّة الوطنيّة، وغياب للتّخطيط التّربوي وللبحوث التّربوّية، وتراكم للشوائب البنيويّة والٳداريّة المعرقلة لفعاليّة النّظام التّربوي، وتباعد عن سوق العمل المتجدّدة.

واحتدّ الوضع مع الحراك المدني وجائحة كورونا والأزمات التّربويّة والٳجتماعيّة والٳقتصادية الأخيرة بظل مناهج غير معدّة للتّعلّم من بعد، ولم يتم أقلمتها خلال الأزمات الأخيرة لذلك. ولم تتوفّر لها لا المستلزمات ولا المقوّمات الأساسيّة التّربويّة واللوجستيّة والماديّة. وكانت المحصّلة فوضى تربويّة وضياع وضبابيّة كاملة، بسبب عشوائيّة المرجعيّة الرّسميّة التّربويّة، ورمي المسؤوليّة على المدارس والمعلّمين والأهل، وتفاوت في عمليّة التّعليم والتّعلّم، وفقدان القابليّة للتّعليم، والقابليّة للتّعلّم، والتّأثير السّلبي على الصّحّة النّفسيّة والجسديّة، وتدنّي في النّتائج المدرسيّة والمستوى التّعليمي، وتدني مستوى الشّهادة الرّسميّة، وتعميق الفاقد التّعليمي على حساب المكتسبات المجهولة، وغيرها الكثير…

الٳهتمام بالتّربية له مردود على مستوى الفرد، على مستوى القطاعات سيّما الٳجتماعي والٳقتصادي وعلى مستوى الحوكمة العامّة.

كيف يمكن ٳصلاح النّظام التّربوي؟ ما هي السّياسة التربويّة المنتظرة؟ أي مناهج يمكن أن تلبّي الحاجات وأن تتماشى مع التطوّر؟ وما هو دور المدرسة في هذه المنظومة؟

لمواجهة التّحديات بأقل ضرر ممكن، لا بد من البحث عن حلول فوريّة، واعتماد مبدأ الحوكمة الرّشيدة لتأمين أقصى درجات الجّودة والٳتاحة والٳنصاف في عمليّة التّعليم والتّعلّم، وذلك عل مرحلتين:

1- التّوصيات، على المدى القصير أي خلال الأشهر المقبلة:

لا بد من تقييم استراتيجي مرن للوضع وتوصيف دقيق للواقع، يليه تخطيط موضوعي وخطّة عمل إجرائيّة مع روزنامة عمل واضحة المعالم، ومن ثم التّنفيذ المترافق مع متابعة وتقييم وتصويب مستدام.

ولا بد من وضع خطّة أساسيّة وخطط بديلة، لأي نوع من أنواع التعلّم، من بعد وحضوري ومدمج. على أن تتضمّن هذه الخطّة 4 محاور:

– محور الحوكمة العامّة،

– محور المجالات التّربويّة الٳجرائيّة المتعلّقة بالمجال التّربوي، والمجال التّربوي-التّقني واللوجستي، ومجال الصّحة النّفسيّة والصّحة الجسديّة، ومجال التّدريب، ومجال الإعلام التّربوي، ومجال الدّراسات والأبحاث التّربويّة،

– محور الدّعم الإقتصادي،

– محور الوعي الوطنيّ العامّ.

2- التّوصيات، على المدى المتوسط والبعيد أي خلال الخمس سنوات المقبلة، ولغاية ال 2030. لا بد من:

– ٳصلاح النّظام التّربوي: من خلال وضع تخطيط استراتيجي مرن، تحدد من خلاله الرؤية والرّسالة والأهداف، ويتضمّن ٳعادة هيكلة للنّظام بكل عناصره.

– تغيير المناهج الوطنيّة وفتحها على المناهج الأخرى، وربطها بالحياة وبسوق العمل: من مقاربة شموليّة في تطبيق مبدأ الٳنصاف والاتاحة لتحقيق مبدأ التّعليم للجميع وتأمين مستلزمات المناهج البشريّة واللوجستيّة والماديّة.

* على المناهج المنتظرة أن تتمتّع بالمرونة والحداثة،

* وأن تقوم بإعداد متعلّم مواطن، سعيد ومتوازن وواثق بذاته، ومعتزّ بوطنه وبهويّته، وفاعل في محيطه ومنفتح على العالم،

* وأن تلبّي متطلّبات سوق العمل المتجدّدة والدّيناميكيّة، وتعزّز القدرة التّنافسيّة وتسهم في دخول اقتصاديّات الٳبداع والمعرفة،

* وأن تسهم بالوصول الى النمو الٳقتصادي-الٳجتماعي المستدام والشّامل، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من منظور شامل وواع.

– تحديد دور المدرسة: الفاعلة التي تحرص على إكساب التّلامذة الكفايات الحياتيّة والوطنيّة والعلميّة المختلفة، وتيسّر عمليّة تأقلمهم مع محيطهم الإجتماعي والمادّي، وتجعل منهم مواطنين فاعلين في مجتمعهم. وذلك من خلال وظائف وأبعاد متعددة.

*مقتطفات من مداخلة د. ندى عويجان تحت عنوان “نظام تربوي لبناني مختنق”، في المؤتمر السّنوي السّابع والعشرين للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان – الخميس 16 أيلول 2021.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …