أخبار عاجلة

التّعليم حق أساسي من حقوق الٳنسان ولا يرتبط لا بالمكان ولا بالزّمان ولا بالعمر

بوابة التربية: ينشر موقع “بوابة التربية- tarbiagate” المداخلة التي تقدمت بها الأستاذة في الجامعة اللبنانية د. ندى عويجان، حول “المناهج التّربويّة لتعليم الكبار”- في اطار مؤتمر برنامج الشّبكة العربيّة للتّربية الشعبيّة- الٳئتلاف التّربوي اللبناني – للتحضير للمؤتمر العالمي السابع لتعليم الك(CONFINTEA VII)، الذي سيعقد في المغرب في عام 2022

التّعليم هو أداء وسلوك واستراتيجيّات تعليم من قبل، المعلّم/الموجّه/المحفّز/المشجّع، تجاه المتعلّم/المتعلّمين مستعينا بالمواد التّعليميّة.

والتّعلّم هو أداء وسلوك واستراتيجيّات تعلّم من قبل المتعلّم، تجاه المعلّم، والمتعلّمين والمواد التّعليميّة.

– التّعليم والتّعلّم هي عمليّة تفاعليّة واعية بين المعلّم/الموجّه والمتعلّم/المتعلّمين والمواد التّعليميّة، في مكان وزمان وظروف محدّدة، تهدف الى تعزير قدرات المتعلّمّ وٳكسابه كفايات متنوّعة، حياتيّة وأكاديميّة ومهنيّة وغيرها، ليكون ٳنسان سعيد، ومتوازن وفاعل في محيطه الضيّق والواسع، وقادر أن يسهم في النمو المحلّي والعالمي.

– لا يمكن اعتماد الاستراتيجيّة نفسها ولا المناهج نفسها في تعليم الكبار وتعليم الصّغار.

– تلعب المناهج التّعليميّة وآداء المعلّم أدوارا اساسيّة في تحفيز المتعلّمين الصّغار وتوجيههم، أمّا فيما خص المتعلّمين الكبار فيكون الدّافع الذاتي أو الوظيفي هما الحافز والموجّه الأساسي للتعلّم.

– الطفل هو شخصيّة في طور النمو، بينما الراشد هو شخصيّة مكتملة الى حد ما.

– يتأثّر التّعليم بين الكبار والصّغار بالفروقات المتعلّقة بالوعي الذّاتي، بحريّة اختيار التّعلّم، بالحوافز، بالاحتياجات، بتوفّر الوقت، بطرق التّفاعل، بتقبّل المعلومات وبالٳندمج في التّعليم والتّعلّم، بالقدرة على الٳنضباط والٳنصات، بأنماط التّعلّم…، كما يتأثّر بالخبرات المتراكمة والمهارات المكتسبة والسّلوكيّات والخلفيّات والتصوّرات، وغيرها من تجارب الحياة المختلفة.

– اليوم لم نعد نتكلّم عن تعليم وتعلّم الكبار بالمعنى التّقليدي الضيّق، فقد أصبحت الحاجة ملحّة الى تعليم وتعلّم الكبار المستمر مدى الحياة. وذلك، من خلال بناء المعارف والمهارات والمواقف، بطريقة مستمرّة طوال حياة الفرد،على أن تكون مناهج التّعليم، مرنة ومتنوّعة ومتاحة، لجميع القطاعات وفي جميع الأوقات والأماكن المختلفة.

1- لماذا الاهتمام بموضوع تعليم الكبار؟

لتعليم الكبار مردود كبير على المستوى الشّخصي، على مستوى القطاعين الٳجتماعي والٳقتصادي وعلى مستوى الحوكمة.

*على المستوى الشّخصي:

– للٳكتفاء الذّاتي وتعزيز الثّقة بالنّفس،

– لتحسين مستوى الحياة،

– لتحقيق الأهداف،

– للتّرفيع في الوظائف،

– لتعزيز القدرة التنافسيّة.

*على مستوى القطاعين الٳجتماعي والٳقتصادي:

– لرفع مستوى الوعي في المجتمع وتفعيل المواطنة النشطة،

– لزيادة المشاركة في الحياة الاجتماعيّة والثقافيّة والسّياسيّة،

– لتطوير الكفاءات والقدرات والمهارات والسلوكيّات والمواقف عند اليد العاملة،

– لمواكبة التطوّر المحلّي والعالمي، وبالتّالي تلبية حاجات سوق العمل الدّيناميكي،

– للتحضّر والتكيّف مع أنواع العمل المطلوبة في المستقبل، سيّما الٳقتصاديات القائمة على المعرفة،

– لتصحيح الشرخ التّعليمي داخل المجتمع الواحد، وبين المجتمعات.

*على مستوى الحوكمة

– للوصول الى النمو الٳقتصادي-الٳجتماعي المستدام والشّامل،

– لتخفيف مستوى البطالة وتداعيات الفقر،

– لتحقيق الٳنصاف والٳندماج الٳجتماعي وتعزيز تكافؤ الفرص،

– لٳدارة التّغيير المستدام،

– لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من منظور شامل وواع.

للوصول الى هذه الغايات، لا بد من مقاربة شموليّة في تطبيق مبدأ الٳنصاف للجميع، وذلك  من خلال تأمين الٳتاحة وتكافؤ الفرص، والتّعميم والتّسهيل والوعي والتّحفيز والتّوجيه، للوصول الى المشاركة الفاعلة، ودمج جميع الكبار من جميع الفئات، في منظومات منظّمة ضمن دورة ٳجتماعيّة-ٳقتصادية مسؤولة.

ولا بد بالتّالي من تأمين برامج متخصّصة عالية الجودة، تتضمّن مناهج متنوّعة، مرنة، ومتناسبة مع حاجات الكبار ومع حاجات المجتمع.

فيما يلي، سنتناول مواصفات، أسئلة، وتوصيات مناهج تعليم الكبار.

2- مناهج تعليم الكبار

2-1- مفهوم مناهج تعليم الكبار:

تختلف مناهج تعليم الكبار ما بين:

– مناهج رسميّة وغير رسميّة،

– نظاميّة وغير نظاميّة،

– تعليم في المدارس، في المعاهد، في المراكز، في الواقع الافتراضي، وغيرها.

– حضوري، عن بعد، مدمج،

– ذاتي، فردي، جماعي،

– تعليم أكاديمي، تطوير مهني، تدريب،

– دورات تخصّصيّة مهنيّة، حياتيّة ٳجتماعيّة، لغويّة، تكنولوجيّة وغيرها،

– لتعليم مدى الحياة، لتعليم طويل المدّة، دورات متقطّعة مستمرّة وغير مستمرّة، وغيرها.

بحسب مالكولم نولز، يعتمد تعليم الكبار على منطلقات وأسس من المفترض أخذها بعين الٳعتبار، أهمّها:

– دافع المتعلّمين للتّعلّم، أي التّحفيز والحماس وتفسير أهميّة التّعليم/التّدريب بالنسبة للمتّعلّم،

– حاجة المتعلّمين إلى معرفة أهداف التّعلّم وطرائقه للتّفاعل على أساسه،

– استعداد المتعلّمين للتعلّم، خاصة في المشاركة الفاعلة وفي الأعمال التطبيقيّة وفي التّعلّم من الأخطاء،

– قابليّة المتعلّمين للتّعلّم خاصّة في بيئة محفّزة وآمنة،

– استقلاليّة المتعلّمين في التّعلّم، أي التّوجّه الذّاتي وربط ما يتم تعلّمه بالحياة اليوميّة والأدوار الحاليّة،

– تمتّع المتعلّمين بخبرة سابقة تساعدهم على فهم محتوى التّعليم، مع تحديد هذه الخبرة والاستفادة منها والبناء عليها،

– توجه المتعلّمين للتعلّم باعتماد المقاربة الاستقرائیة Inductive (الٳنطلاق من الواقع لفهم الأحداث…)

بدلاً من أن المقاربة الٳستنتاجیّة  Deductive(الٳنطلاق من الفرضيّات، والتأكّد منها من أرض الواقع).

في لبنان يوجد العديد من المؤسسّات الرسميّة التي تقوم بتعليم الكبار عن طريق ٳعداد وتدريب الكبار من موظّفي القطاع الرّسمي على مختلف فئاتهم الوظيفيّة. نذكر على سبيل المثال لا الحصر: المعهد الوطني للٳدارة، معهد باسل فليحان المالي والٳقتصادي، المركز التّربوي للبحوث والٳنماء، وغيرهم الكثير.

ويوجد أيضا، مؤسسات رسميّة تقوم بتعليم الكبار عن طريق ٳعداد وتدريب الرّاشدين من خارج الٳدارات العامّة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: مديريّة التّعليم المهني والتّقني، المؤسسة الوطنيّة للٳستخدام، وزارة الشؤون الٳجتماعيّة، وغيرهم الكثير.

كما يوجد العديد من المؤسّسات والجمعيّات والمنظّمات المحليّة والدوليّة التي تعمل على تطبيق برامج/مناهج تعليم الكبار، منها بطريقة منظّمة ومنها بطريقة غير منظّمة، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: اليونسكو،

لكل من هذه البرامج مناهجها وخصائصها ومكوّناتها،

ما هي المكوّنات والخصائص المشتركة التي يجب أن تتمتّع بها مناهج تعليم الكبار؟

2-2- مكوّنات المناهج بشكل عام:

– الغايات، والأهداف (العامّة والخاصّة)، والكفايات (المعارف، والمهارات والمواقف) والمخرجات المتوقعة عند المتعلّم،

– المحتوى (المواد التّعليميّة وتفاصيلها)،

– استراتيجيّات التّعليم والتّعلّم (المقاربات، الطرائق والوسائل)،

– الأنشطة (التي تساعد على تحقيق الأهداف وٳكساب الكفايات)،

– أسس التقويم وبرامج الدّعم (القياس والتّقييم الذي يقيس مخرجات التّعلّم).

المثلث الديدكتيكي

يبيّن المثلث العلاقات بين عناصر عمليّة التّعليم والتّعلّم (المعلّم، المتعلّم والمادة التّعليميّة)، وتـأثير العوامل الداخليّة والخارجيّة، الماديّة وغير الماديّة، على نوعيّة هذه العمليّة وتوجيهها.

انطلاقا ممّا تقدّم، من المفترض أن تتضمّن السياسة التّربويّة تشابك منظومات تعليم وتعلّم الكبار والصّغار، وأن تنسجم مع سياسة الدّولة العامّة لتأمين التّنمية المستدامة.

فتتحقّق الفلسفة العامّة لمناهج تعليم الكبار، والاستراتيجيّات المتّبعة، على أنواعها وأشكالها ومستوياتها، سيّما جاجات الكبار، وحاجات المجتمع وغايات التّخطيط العام.

2-3- سبعة أسئلة تحدّد مناهج تعليم الكبار:

1- ما هي مواصفات الجّودة في مناهج تعليم الكبار؟

2- من هي الفئات المستهدفة؟

3- لماذا ستتعلّم ؟

4- ماذا ستتعلّم؟

5- كيف ستتعلّم؟

6- متى ستتعلّم؟

7- أين ستتعلّم؟

1- ما هي مواصفات الجّودة في مناهج تعليم الكبار ؟

على مناهج تعليم الكبار أن تتميّز:

– بالجودة وبالتّنوّع من حيث الأهداف والمحتوى والطّرائق والوسائل والتّقييم،

– بالإنصاف لجهة تكافؤ الفرص في التّعميم والمشاركة، والتّحفيز والتّوجيه،

– بالمرونة بحسب الحاجة، وأنواع المتعلّمين وأنواع التّعليم والتّعلّم،

– بالتناسق مع التّعليم النّظامي،

– بالإتاحة في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن ولجميع القطاعات، داخل وخارج الإطار التّقليدي للتّعليم والتّعلّم،

– بالإستمراريّة لتحقيق أهداف التّعلّم مدى الحياة،

– بالإلزاميّة في بعض الأحيان،

– بالتّطوير والتّقييم المستمرّين من خلال البحث العلمي،

– بالإستقلاليّة والبنائيّة، بحيث تكون وحدات تعليميّة مستقلّة، ويمكن أن تشكّل مسار تعليمي/تدريبي كامل ومتكامل،

– باستشراف المستقبل، والإنسجام مع التخطيط العام،

– بالتّشبيك فيما بينها ومع المنظومات التّربويّة الأخرى،

– باحترام الإختلاف، مع الإبقاء على جزع مشترك بين التّدريبات، كموضوع الرّيادة، والذّكاء العاطفي/الإنفعالي والمهارات الحياتيّة والثقافة الرّقميّة والمواطنة الفاعلة.

– بتحسين ظروف التّوظيف،

– بالقابليّة للتطبيق،

– بالكلفة المقبولة،

2- من هي الفئات المستهدفة؟ المتعلّم/المتدرّب:

– فوق 15 عاما.

– الٳناث والذكور، سيّما المهمّشون منهم،

– أصحاب المهن الحرّة،

– الموظّفون والعمّال، في القطاعين الرّسمي والخاص،

– العاطلون عن العمل واللذين يبحثون عن عمل لأوّل مرّة،

– ذوو الٳحتياجات الخاّصة،

– المجموعات الضّعيفة والمتعثّرة، والمساجين، والمهاجرين، واللاجئين، والنازحين،

– مجموعات متنوّعة الخبرات والاهتمامات والأهداف، ومتفاوتة في القدرات،

– المجموعات التي ما زالت تتابع التّعليم النّظامي، أو تتابع التّدريب بطريقة مستمرّة أو متقطّعة، أو انقطعت عن كل أنواع التّعليم والتّدريب، المتسرّبة من التّعليم، أو لم تتابع التّعليم/التّدريب.

3- لماذا ستتعلّم ؟

لدوافع شخصيّة مباشرة وغير مباشرة، يمكن لهذه الدّوافع أن تساعد في عملّيّة التّحفيز في وقت لاحق: للٳكتفاء الذّاتي،  للشّعور بالفخر والإنجاز واحترام الذّات، لتعويض فاقد تعليمي من مرحلة الدّراسة، لتطوير الكفايات على أنواعها، وتعزيز القدرة التنافسيّة وفُرص التّوظيف، وتحسين مستوى العيش.

4- ماذا ستتعلّم؟

– المنهاج الذي يعطي المتعلّم/المتدرّب الفرصة كي يكون سعيد ويعيش بشكل أفضل،

– والمنهاج الذي يثير فضوله، ويتضمّن مواضيع تتّصل بحاجات المتعلّمين ومطابقتها مع الواقع أو بمشكلات المجتمع والرّغبة في حلّها.

– مواضيع المنهاج الذي يعطي رغبة في التّدريب المستمر والتّطوير المهني.

– يمكن رصد مجالات متعدّدة ومجموعة واسعة من البرامج والتّدريبات: دورات محو الأميّة القرائيّة والكتابيّة، محو الأميّة الرقميّة، دورات تمهيديّة، دورات تعليميّة مدى الحياة، تطوير مهني، مهارات حياتيّة، مهارات مهنيّة (طبخ، طرش، زراعة، ميكانيك، تزيين، خياطة، كهرباء، نجارة …)، ملحق مناهج دراسيّة، مناهج مكثّفة للمناهج النّظاميّة، وغيرها الكثير.

– ويمكن لهذه البرامج والتّدريبات أن تشمل، التّدريب على المهارات الحياتيّة (التفكير الٳبداعي، والتفكير الناقد، صنع القرار وحل المشكلات، الٳتّصال والتّواصل، الحوار، العمل الجّماعي، التّفاوض، ٳدارة التّعامل مع الضّغوط، ٳدارة الذّات)، والمهارات الأكاديميّة الأساسيّة (القراءة والكتابة واللغات والرياضيّات) ومهارات الريادة والقيادة والمواطنة الفاعلة، والمهارات الثقافيّة والرقميّة، وتكنولوجيا المعلومات والٳتّصالات، وغيرها. ٳضافة الى التّوعية على الحقوق القانونيّة، وحقوق الٳنسان والمواطنة الفاعلة.

– على أن تبنى مسارات تدريبيّة متناسقة فيما بينها وطبقاً للتخصّصات.

5- كيف ستتعلّم؟

من الضّروري التعرّف الى التصوّرات والمعارف والخبرات السّابقة للمتعلّمين/المتدربين، واستخدامها كموارد تعليميّة والٳنطلاق منها للوصول الى التّعليم والثّقافة المشتركة/المدمجة، ووضع الأهداف الذّكيّة وربطها بحياتهم وحاجاتهم، ومن ثم التمكّن من استيعاب أنواع المتعلّمين، للوصال الى تغيير/تحسين/تطوير ايجابي مستدام، للمعارف والمهارات والسّلوكيّات وطرق العمل عند المتعلّمين/المتدربين.

– ومن ثم وضع استرتيجيّة للتّعليم يتم فيها تحديد خطوات التّحضير ما قبل التّعليم، وخطوات سير عمليّة التّعليم، وخطوات ما بعد التّعليم، سيّما التّقييم والتصويب.

– على استراتيجيّات التّعليم/التّدريب:

* أن تكون متنوّعة، من حيث المقاربة والأساليب والطّرائق والوسائل المستعملة،

* وأن تأخذ بعين الٳعتبار، التنوّع والٳختلافات والٳهتمامات والذّكاءات المتعدّدة في المجموعات

* أن تكون مرنة، مع تطوّر المجموعة المتدرّبة،

* أن تعتمد التّعليم/التّدريب الفردي والجّماعي، وتراعي أنماط التّعلّم المختلفة،

* أن تتنبّه لنضج الكبار ومقاربتهم للتعلّم،

* مع تّأكيد ضرورة اعتماد الطرائق النّاشطة والحديثة، والتي تعتمد على الحواس المتنوّعة، والتي تسمح باستعمال كل أنواع التّقويم، سيّما التّشخيصي والتّكويني والنّهائي.

– من المستحسن أن يرتكز تعليم الكبار على المشاغل وورش العمل، والأعمال التّطبيقيّة والتّجريبيّة العمليّة، والتّعليم المتمحور حول المشكلة والملاحظة والبحث عن الأدوات والوسائل التّعليميّة المتاحة والمناسبة بحسب الظروف. فالطّرائق التي تعتمد على التّعلّم من الآخرین والممارسة والتجارب وحل المشكلة والمناقشة، تسهم في ٳنجاح التّعلّم عند الكبار، وتغيير سلوكياتهم وطرق عملهم، أكثر من الطرائق الأخرى.

– ٳضافة الى التّعليم المباشر أو المدمج، يمكن الٳعتماد على التّعلّم عن بعد. وفي الكثير من الأحيان على التّعلّم الذّاتي كفُرص للتّعلم لمختلف الفئات خاصّة مع استخدام تكنولوجيا المعلومات والٳتّصالات والشّبكات الإلكترونية وشبكات التّواصل الٳجتماعي، أو على تطبيقات الهاتف المحمول، أو على شاشة التلفزيون، أو على شكل قُرص مدمج (CD)، ممّا يزيد الٳستفادة من فُرص التّعلّم في أي وقت وفي أي مكان وزمان.

– من هنا أهميّة تمكين المتعلّمين/المتدرّبين من استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات كوسيلة أساسيّة في التّعليم/التّدريب.

– كما يمكن أيضا إنشاء معهد ٳفتراضي لتعليم/تدريب الكبار للتّماشي مع الواقع الٳفتراضي القصري.

– ومن الضّروري تمكين المتعلّم/المتدرّب من استراتيجيّات تعلّم الكبار.

6- متى ستتعلّم؟

على المناهج أن تكون مرنة، بحيث تفسح للمتعلّم/المتدرّب أن يتعلّم متى يشاء وبحسب وقته وخياراته. هنا تأتي أهميّة تكنولوجيا التربية بين التّعليم المباشر والمدمج، والتّعلّم عن بعد المتزامن والغير متزامن.

– مع ضرورة البدء بالتّعلّم/التدرّب بأسرع وقت ممكن.

7- أين ستتعلّم؟

على المناهج أن تكون مرنة بحيث تعمل على ٳزالة الحدود الجغرافيّة.

فيمكن أن يكون التّعلّم في كل الأماكن المتاحة، معهد افتراضي لتعليم/تدريب الكبار، الجامعات، المدارس الفنيّة، المعاهد، المراكز المتخصّصة، البلديّات، البيوت، ومراكز العمل، الجمعيات، المنظّمات، السجون، وغيرها.

3- ٳقتراحات وحلول:

تدل الٳحصاءات العالميّة أن عددا قليلا من البالغين يشاركون في برامج تعليم الكبار. وذلك ٳمّا لعدم الرّغبة في ذلك، وٳمّا لجهل تفاصيل البرامج وانعكاساتها الٳيجابيّة. من هنا ضرورة وضع بعض الٳقتراحات للوصول الى الغاية المنشودة، وتوفير فرصة ثانية لتحديث المهارات الأساسيّة عند الكبار، وتوفير فرص جديدة لديهم، وتعزيز خطّة التنمية المستدامة لعام 2030، وتمكين جميع المواطنين ليصبحوا أفرادا فاعلين في التّغيير الايجابي في مجتمعهم، ومشاركين في القرار السّياسي.

لمواجهة التحدّيات، وتحقيق أهداف تعلّم الكبار لا بد من:

1- وضع خطّة طوارئ عامّة وجامعة بين القطاعين الرسمي والخاص، الحكومي وغير الحكومي،

2- وضع رؤية واضحة الأهداف، واسترتيجيّة ٳستشرافيّة مرنة ومستدامة، قابلة للتّنفيذ،

3- اعتماد البحث العلمي كمرتكز للفهم، والقياس، والتّخطيط والتّقييم والتّطوير،

4- ٳنشاء قاعدة بيانات ومركز رصد لتعليم الكبار، مع وضع آليّة لسريّة المعلومات، وللتّقييم والتّطوير المستمّرين،

5- تعزيز التّشبيك، على المستوى المحلّي والعالمي، للتّعاون والتّنسيق وتوحيد الجهود، سيّما في مجال الحوكمة وتبادل الخبرات الناجحة منها من أجل النمو المتوازن بين البلدان.

6- إنشاء المجالس الوطنيّة لتعليم الكبار والتّواصل مع الجّهات الرسميّة والمنسّقين الوطنيين،

7- تأمين التّمويل اللّازم من الدّاخل والخارج،

8- السّعي ٳلى وضع التّشريعات اللازمة،

9- العمل على إنشاء معهد ٳفتراضي لتعليم/تدريب الكبار مع كامل مستلزماته،

10 – تعزيز المعاهد المهنيّة ومناهج تعليم الكبار والعمل على تأمين المستلزمات،

11- بناء وتنمية قدرات المعلّمين/المدرّبين على مقاربات وطرائق تعليم وتعلّم الكبار،

12- العمل على نشر ثقافة التّعلّم مدى الحياة، وثقافة ادارة التّغيير،

13- زيادة مستوى الوعي الٳجتماعي والتحسّس بالمسؤوليّة، لجهة الآفاق المستقبليّة لتعلّم الكبار وتعليمهم،

14- استعمال وسائل الٳعلام، وإصدار المنشورات والفيديوهات، والأنشطة التنافسيّة، وجميع الطّرق المتاحة للتّحفيز والتّرغيب، المادّي والمالي والمعنوي، على المشاركة في التّدريب.

15- العمل على تعزيز وتوسيع نطاق المشاركة في تعليم الكبار، والجّمع بين المتعلّمين/المتدرّبين وفرص التّعلّم وفرص العمل.

16-وضع نظام حوافز للمشاركة، كالٳعتراف بكل أشكال تعلّم الكبار، في مجال العمل والتّرقية الوظيفيّة، وفي اعتماد نظام الأرصدة/الوحدات (credit) عند معادلة بعض الدّورات في التّعليم النظامي،

17- خفض تكاليف المشاركة قدر الامكان،

18- العمل على استحداث مناهج رديفة لاستكمال المسارات التّعليميّة/التدريبيّة،

19- العمل على استحداث جزع مشترك بين التّدريبات،

20- العمل على نشر ثقافة التّعلّم الذاتي والثقافة الرّقميّة،

21- إعادة صياغة الأولويات،

22- دعم الابتكار والتميز،

23- اعتماد المنهاج الذي يتّسق بالجّودة والتّنوّع والٳنصاف والتّناسق والٳتاحة والٳستمراريّة والتّطوير والتّقييم المستمرين، واستشراف المستقبل، والٳنسجام مع التّخطيط العام، والتّشبيك والبنائيّة، والٳستقلاليّة، واحترام الٳختلاف، وتحسين ظروف الحياة وظروف التّوظيف، والقابليّة للتطبيق.

التّعليم حق أساسي من حقوق الٳنسان، وهو لا برتبط لا بالمكان ولا بالزّمان ولا بالعمر.

وهو يؤثّر على كل مجالات وقطاعات الدّولة، ويسعى الى التّطوير والتّحسين المستمر للكفايات اللازمة لتحقيق الذّات، وتعزيز فرص العمل، وتجديد العقد الٳجتماعي والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

لنصل ٳلى مواطنين فاعلين، منفتحين وتشاركيّين للإسهام في التّطوير الحاصل وفي صنع مستقبل الوطن والأمة.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

“المجلس الأرثوذكسي” طالب بتعديل مذكرة وزارة التربية عن عطلة الفصح

بوابة التربية: رفض “المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني” في بيان، مذكرة وزارة التربية المتعلقة بعطلة الفصح …