أخبار عاجلة

تجمع جامعيون مستقلون يستغرب غياب المبادرات لطرح قضية “اللبنانية”

بوابة التربية: أستغرب تجمع “جامعيون مستلقون من أجل الوطن” غياب المبادرات من قبل القيّمين على الجامعة اللبنانية لطرحها قضية رئيسة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، وقالت في بيان لها:

يعيش البلد أسوأ أزمة في تاريخه المعاصر نتيجة أداء سياسي يسهم، بالتكافل والتضامن بين كل مكوّنات الطبقة السياسية، في زيادة الانهيار الاجتماعي بعد تسبّبه بالانهيار الاقتصادي. أمام المخاطر الداهمة التي تهدّد المجتمع تبقى الجامعة اللبنانية في غياهب الظلمة مع إهمال ممنهج من قبل المسؤولين السياسيين وفي غياب أي مبادرة من المسؤولين عنها. 

إننا، جامعيون مستقلون من أجل الوطن، نعي أن الأزمة عامة والمواطنين يمرّون في أحلك الظروف، وندرك أن حقوق أساتذة الجامعة ليست أولوية على حقوق الشعب اللبناني. لكننا أيضاً متيقّنون من أن الجامعة اللبنانية تواجه تحدّيات وجودية قد تؤدّي إلى انهيارها. 

فإن كانت نضالات الطلاب والأساتذة في أواسط القرن الماضي قد انتزعت تأسيس وتطوير الجامعة تكريساً لحق الطالب في الحصول على التعليم العالي الجيد، فلن تتمّ المحافظة على هذه الحقوق إلا بنضالٍ واسعٍ، نقابي وشعبي، للدفاع عن حقوق الناس وحقوق الجامعة كمؤسسة بمن فيها من أساتذة وطلاب وإداريين.

لم تكن بنود مشروع الموازنة سوى تأكيد على نيّة السلطة السياسية بتدمير هذا الصرح الوطني، وورقة تسقطها في جدول مفاوضاتها مع المؤسسات المالية الدولية. إن هذا المشروع يثبت تجاهل أهل السلطة لقضايا الجامعة، ورغبتهم بالإطاحة بتلك المؤسّسة التي تشكّل الملاذ الأول والأخير للمواطن اللبناني مع ازدياد الأزمات وتراكمها، إنها السبيل الوحيد للمحافظة على رصيد الدولة الإنساني. من هنا، يستغرب جامعيون مستلقون من أجل الوطن غياب المبادرات من قبل القيّمين على الجامعة لطرحها قضية رئيسة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، كما يستغربون غياب أي رؤية مرحلية تبلورها خطة واضحة تسهم في استقرار طلابها وأساتذتها، من خلال انتظام العمل الأكاديمي، وبرنامج واضح لإجراء امتحانات الفصول المفردة. 

 يعتبر جامعيون مستقلون من أجل الوطن أن الإهمال المتراكم والتحاصص السياسي الذي انتهجته السلطة داخل الجامعة أدّيا إلى تغييب الكفاءات، من ناحية، والى غياب القرار بتكريسها المرجع العلمي لتقديم الحلول والصرح النضالي للدفاع عن الوطن ومؤسّساته، من ناحية أخرى. فكانت النتيجة غياباً واضحاً للشباب اللبناني كبوصلة واعية تسهم في انتشال الوطن من المخاطر التي تهدّد شعبه.  

يبارك جامعيون مستقلون لطلاب الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية تحرّكهم القضائي لحماية حقّهم بالتعلّم في مواجهة المتاجرة بمصيرهم. فالقرارات الصادرة عن إدارات تلك الجامعات تخالف فيها القوانين، وتجعل من الحقوق الرئيسة للطلاب رهينة في لعبة تجارية مشبوهة. هذه الإدارات نفسها التي طالعتنا في العام الماضي بخطاب تدّعي فيه الإصلاح والثورة، وهي تتباكى على الأزمات المالية في وقت ضجّت فيه الصحف بأخبار الفساد داخل أروقتها. 

من المؤسف والمعيب أن يتناسى الممسكون برقاب البلاد والعباد مسؤولياتهم الأخلاقية، إذ لم يعد من المجدي مطالبتهم بضرورة الإصلاح وانتهاج خطواتٍ وقائيةٍ بعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه. 

في هذا الظرف الخطير، يهمّنا أن نؤكد من موقعنا، نحن جامعيون مستقلون من أجل الوطن، على أن الجامعة هي من بين الفاعلين الأوائل في الاقتصاد الوطني من خلال رفدها كافة القطاعات المنتجة بالكفاءة العلمية الضرورية لبناء الدولة وتطوير المجتمع. إن هذا الدور الوطني، الذي لن يستوي إلا باستعادة استقلالية الجامعة وصلاحياتها كاملة، وترشيد إدارتها، مما يفترض أن يجعل من أروقتها المكان الأول للتلاقي والنقاش والبحث والإنتاج. إنها الضمانة في مواجهة مخاطر الانقسامات الاجتماعية واستعادة اللحمة الوطنية.

لن يقف نضالنا قبل إنصاف الجامعة من خلال جعلها من أولويات الاهتمامات في السياسات العامة، التي عليها أن تستجيب لحاجاتها الأكاديمية والاجتماعية، بخاصة مع توافد الأعداد الكبيرة الإضافية من الطلاب. يجب عدم التأخّر في مواجهة هذه المرحلة للمحافظة على ما تبقّى من الوطن، وتأسيس النواة لإعادة النهوض في المرحلة المقبلة.

إن إعلان حالة الطوارئ بشأن الجامعة، أساتذة وطلاباً وموظفين، هو ضرورة قصوى بعيداً من كل أشكال التحاصص والمذهبية المقيتة. لا تستقيم هذه الخطوات إلا بإقرار مراسيم تنصف الأساتذة المتفرّغين، والمتفرغين المتقاعدين الذين هم خارج الملاك، وبإقرار التفرّغ للمستحقين، لما لهذه الخطوات من قيمة أساسية في المحافظة على كيان الجامعة.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *