أخبار عاجلة

تلامذة صفوف الروضات هم الحلقة الأضعف في زمن الكورونا

بوابة التربية: كتبت *نينات كامل

بعد فيروس كوفيد-19، وجدت البشرية جمعاء نفسها أمام نمط عيش مختلف يبعد كل البعد عن ما تعوّدنا القيام به خلال حياتنا اليومية قبل ذلك. لم يعد باستطاعتنا الخروج حين نشاء ومن دون كمّامة، الالتصاق بالأشخاص الذّين نلتقي بهم، حضور الحفلات وزيارة الأمكنة التّي تعجّ بالناس. نمط العيش هذا انعكس أيضًا تغيّرًا جذريًا على الدراسة. فأصبح الذهاب إلى المدرسة يشكّل خطرًا على التلاميذ وإخوتهم وأهلهم وأقربائهم.

عند بداية العام الدراسي 2020-2021 برز التحدّي الأعظم في النظام التربوي في لبنان حيث وجدت المدارس نفسها أمام المجهول بظلّ عدم وجود أي خطة من السلطة المتمثلة بوزارة التربية والتعليم العالي. فأخذت كل مدرسة بطاقمها الإداري القرار الذّي يتوافق مع إمكانياتها، وفتحت بعض المدارس أبوابها لاستقبال عدد من المعلمات وطلاب الحضانة، ولكن تبيّن عند البعض إصابة اشخاص من الطاقم التعليمي بالكورونا.

تفاديًا لكل هذه المخاطر وحفاظًا على صحة من نحبّ، يبقى التدريس المنزلي عن بعد الحل الأمثل في هذا الوضع. من أجل هذه الغاية، نجد عدّة منصّات تفاعلية أشهرها Microsoft Teams وGoogle Classroom وZoom. هذه المنصّات بدأت المدارس باستعمالها وتدريب الطلاب والأساتذة عليها، حيث يتفاعل الطلاب مع الأستاذ ويتشاركون الملفات والمعلومات.

لأن المنصّات المذكورة سابقًا لا تحتوي على نشاطات تفاعلية يفضّل فقط استعمالها للاجتماع مع التلاميذ والتفاعل، وهي تتناسب أكثر مع الصفوف الابتدائية والثانوية. ولكنّه يوجد مواقع عدّة تتضمّن برامج تفاعلية لأطفال مرحلة الحضانة ويمكنهم استعمالها للتعلّم. أهم هذه المنصات في لبنان هي طبشورة وهي منصة مصمّمة لمساعدة الأطفال للتعلّم بشكل مجاني، وتحتوي على عدة أنشطة مصمّمة حسب المنهج اللبناني للروضات، ويمكن استعمالها عبر هذا الرابط: https://kindergarten.tabshoura.com/.

بالإضافة لطبشورة يوجد مواقع عالمية تقدّم الكثير من الأنشطة التفاعلية للطلاب بلغات عدّة، والجدير ذكره بأن هذه العملية التعلمية يجب أن تخضع لمراقبة الأهل لإدارة تعلّم أطفالهم المنزلي ومساعدتهم للحصول على ما يناسب عمرهم، والحرص على حمايتهم من الخطر الذّي قد يتعرضون له عبر الانترنت. أمثلة عن هذه المواقع هي:

https://www.jeuxdecole.net/

http://www.opgaveskyen.dk/regning/

https://www.mondedestitounis.fr/apprendre-enfant.php

http://www.supercoloring.com/

للأسف، وبالرغم من توفّر كل هذه المواقع التفاعلية، إلّا أنّ عدد ضئيل من معلمي صفوف الروضات والأهل هم الذّين يدركون بوجودها ويتسعملونها. أمام هذا الضياع، ارتأى بعض الأهالي عدم تسجيل أولادهم في صفوف الروضة واعتماد التدريس المنزلي كون أن مرحلة الروضة ليست إجبارية في المنهج اللبناني. بالمقابل، أظهر بعض أهل الطلاب في مرحلة الروضات امتعاضهم أمام إقفال باب المدارس أمام أولادهم وبالتالي إجبارهم على تمضية الوقت معهم، على حساب مشاريعهم الخاصّة وعملهم، ومنهم من ذهبوا أبعد للمطالبة بفتح المدارس أبوابها واستقبال هؤلاء التلاميذ الصغار غير آبهين بالخطر الذّي قد يحدق بهم مقابل هذا.

نستنتج من كل ماذكر بأن الحلقة الأضعف في هذا النهج التعليمي هي مرحلة الروضات، حيث لا يتمتّع الطفل بعد بالمؤهلات المتقدمة التّي يحتاجها للتفاعل والتعلّم الذاتي، وبالتالي يحتاج لمساعدة أحد أفراد عائلته الذّين ينشغلون بالأمور الحياتية. والجدير ذكره بأنه خلال هذا العمر 3-5 سنوات لا يتمتّع الطفل بكافة المؤهلات للقيام بواجباته بنفسه ولذلك يجب على الأهل مساعدة ومرافقة أولادهم لتعلّم المهارات الأساسية من الأكل، الشرب، الرسم، التلوين، الكتابة… حتّى خلال الظروف الاعتيادية وليس فقط خلال الكورونا.

ختامًا، نتوجّه بالسؤال للمطالبين بفتح المدارس أبوابها، بماذا تفضلّون التضحية؟ ببعض الوقت والمعلومات أو بصحتّكم وصحة من تحبّون؟

*طالبة دكتوراه في تكنولوجيا التربية

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *