أخبار عاجلة

جوزيف نخلة: بين انتظارات الشباب بالهجرة و.. المحاصصة

بوابة التربية: كتب *جوزيف نخله:

بين انتظارات الشباب بـ”**الهجرة الى الخارج”، ومحاصرة جائحة كورونا لجغرافية وعينا، وسجية حركاتنا وتحركاتنا، وبين عالم فيروزتنا السحري اللامحدود ومنارة الرحابنة وانعكاساتها وسلاسل السياسيين الزميين والاقتصاد الراكد، بات الطموح اللبناني مقيداً بورقة فيزا وتوقيع سفير، يختصر تطلعات أجيال ووجع أهالٍ، استفاقوا يوماً على تخوم رصيف المصارف وألاعيبهم وسرقاتهم لتعب العمر وقجة الأحلام.

بئس وطن يسلب أجياله، وهم في هجعة العمر. وبئس زمن وصلنا إليه، يتطلع كل فرد فيه الى الحفاظ على سخافة بقائه دون الآخرين من ابناء جلدته، وهنا الطامة الكبرى: مجتمع متفكك، يتهالك اقتصادياً، يتفاعل مصلحياً، يتآخى زوراً وكذباً، للوصول لوهم كرسي، لا يزيد اللاهث اليه سوى احتقاراً، لخفة في الفكر ورجاحة في العقل وندرة في الحكمة والصبر وسؤ التقدير كرمى لمنصب مؤقت. ألم نتعظ من قولة نابوليون الشهيرة: “أنا والاسكندر والقيصر بنينا امبراطورياتنا بفعل القوة وكلها انهارت، وحده يسوع المسيح بنى امبراطوريته على المحبة وما زالت قائمة حتى يومنا هذا”.

متى نستولد صباحات مشرقة، صافية تستنير بها عميان طوائفنا قبل مستشرقي مستقبل أيامنا. فلا طائل لنا بعد في الرياء والتحاصص والتكاذب على أنفسنا وأهلنا وبعضنا في وطن يكاد يختنق الأوكسجين فيه، من قلة ضمائرنا وحياء شجعنا وانانية معظمنا.

نعم،

لبنان كَبُر على سواد سحنتكم يا حكام بلا احكام ولا حكمة، لكنه شاخ على ألمعية ادمغته، وتفرد مبدعيه، فلا رجاء لكم بسحقه، فهو كالزهور التي يميتها الخريف، فتزهر ربيعاً مقبلاً جمالاً وزهواً، يتراكض الجميع اليها لتعطير أنفاسه.

نعم،

أخرجوا يا أبالسة هذا الوطن، وثوروا يا أجيال اللحظة الآتية. فلبنان ما عوّدنا سوى احتقار عنجهية الدهر، وسخرية الازمنة لطالما لم ينحن أرز ولا وعر ولا سنديان على قمم جباله كرمى لعيون الحاقدين، والطامعين ومساوئ المغرضين، بل عزة ومقام لكرامة وعز جبين.

واختم بعبرة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني يقول فيها:  “ان زوال لبنان، سيكون من إحدى كبريات الخطايا التي سيندم عليها العالم، والحفاظ عليه هو من أكثر المهام الملحة نبلاً، والتي يتوجب على العالم اليوم الاضطلاع عليها”.

وعليه: تعالوا جميعنا نعود الى التوبة قبل اقتراف الخطايا، “قبل اقتراف الخطايا”…

*خبير في التكنولوجيا التعليمية

**تقدر مؤسسة «الدولية للمعلومات» للأبحاث والإحصاءات أن يصل عدد اللبنانيين الذين غادروا البلاد من دون عودة في عام 2019 إلى 61.924 مقارنة بـ41.766 في العام السابق أي زيادة بنسبة 42 في المائة.

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *