أخبار عاجلة

قبلان في تخريج طلاب الجامعة الاسلاميةصور: نطالب بحكومة وحدة وطنية سريعا

احتفلت الجامعة الاسلامية في لبنان بتخريج طلاب الجامعة – فرع صور للعام الدراسي 2017-2018، برعاية رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى رئيس مجلس امناء الجامعة الاسلامية في لبنان الشيخ عبد الامير قبلان وقد مثله المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، في حضور رئيسة الجامعة الدكتورة دينا المولى، الامين العام للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نزيه جمول، حشد من الشخصيات والفاعليات السياسية والإجتماعية والدينية ورؤساء بلديات وممثلي الأجهزة الأمنية والأندية الثقافية والإجتماعية والرياضية واهالي الخريجين.

نصرالله
وبعد مرور موكبي الخريجين ورئيسة الجامعة والعمداء والاساتذة، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني وتعريف من الدكتور محمد الشامي، القت كلمة الخريجين الطالبة فاطمة نصرالله شكرت فيها الجامعة، رئيسة وادارة واساتذة، على “جهودهم” وذوي الطلاب على “سهرهم وتفانيهم”.

ترحيني
والقى مدير فرع صور الدكتور انور ترحيني كلمة استهلها بالقول: “في هذا اليوم المفعم بالبهجة والاعتزاز،أرانا نتهجى بهاء المكان وعبق الزمان، في مدينة تولد من نفسها، وتتحول حشدا من التاريخ والتجدد. من صور حيث الموج المثقل بحبر الحروف. من مدينة يزنر خصرها اكليل ماء. من صخرة يهمس الزبد في أذنيها شيبة عمر. هي صور حباها الخالق بأحلى صورة على شاطئ الأبيض المتوسط، فيها تتجمع أفراح الناس من جهة الفجر إلى الجهة الأخرى. منها، من جراح الزمان أطل حكيم هذا الزمان، الامام المغيب السيد موسى الصدر، نادى التاريخ بأسمائه فتغير وجه الصباح، معه حضر كل المدى وأزهر حتى الصدى، وكانت بداية البعث والنهوض. وما حديقة العلم هذه، الا من ارتدادات صداه، تتفتح في كل عام زنابق على شرفة العلم والمعرفة”.

وخاطب الخريجين: “كونوا كأمواج بحر صور، ولترهب مرساة سفينتكم العواصف، ولتتخاصر أطركم الطرية، ترصف الأعماق، تمعن في توهجها فيتفقد الفتيل. بكم نثبت كيف يصير الحلم حقيقة تستدعى بالصبر والدربة والمثابرة. فكونوا فجرا مع الشمس يشرق, وإياكم أن تنسوا لغة حقول أرضكم وشدو يمامها. كونوا حيث يجب أن تكونوا، لتحقيق الهدف الإنساني الذي يثبت بالتجربة، وينمو بالثقافة، أنفقوا ساعات أعماركم لتضيئوا للإنسان مسالك الحياة الأرحب، وهذا لن يكون الا بالمزاولة والطلب والمحاولة. عليكم أن تفرّغوا ما في عقولكم وقلوبكم من طاقات، لتمنحوا الأرض الميتة حياة، كما تفعل الغيوم، تفرغ ذراتها بكرم على وجه الأرض فتحييها. واننا نرجو أن يكون عملكم في الحياة صلاحا نافعا لانساننا الحاضر والمستقبلي. والله نسأل، أن يجعل عملنا وعملكم في عين رضاه، وفي يد النفع لخلقه”.

المولى
وألقت الدكتورة المولى كلمة توجهت فيها ب”تحية التقدير الى روح امينة مكتبة الجامعة في صور المرحومة نادين هاشم”، و قالت: “بين مدينة الشمس بعلبك ومدينة الحرف صور قاسم مشترك جمعتهما ساحتا قسم ونحن اليوم نعيش ونستذكر تلك الأيام العصيبة التي حملت خبر إخفاء سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه. لقد سميت بجريمة العصر لأنه لم يسبق أن دعي في أي زمن مسؤول سياسي أو روحي لزيارة رسمية لدولة من رئاستها وأخفي هذا الضيف أو اعتبر مصيره غامضا أو حيكت مسرحية مغادرته تلك الدولة. 40 عاما يا سيدي الإمام على إخفائك. ودعوة أخرى غيرت مجرى التاريخ مضى عليها مئات السنين للإمام الحسين “أن أقدم علينا يا ابن بنت رسول الله” وخذل واستشهد مع أهله وأصحابه، جرائم لن يمحوها التاريخ باقية ما بقي فينا وفي الأجيال المتعاقبة روح ورمق.

وأضافت: “من مدينة صور، مدينة الإمام الصدر، مدينة العيش الواحد، النابضة بشبابها الذين يشكلون روح المجتمع، وهم العاملون والناشطون لخدمة بلدهم بعلمهم وتربيتهم وثقافتهم وأخلاقهم العالية. هذه أمامكم عينة صغيرة من أبناء هذه المنطقة هم الدفعة الثامنة من خريجي الجامعة الإسلامية في لبنان هذه الجامعة التي بنيت على الخير وللخير تحولت إلى صرح علمي شامخ أمام هذا البحر الواسع، وقدم من صاحب القلب الكبير واليد المعطاء وحامل الأمانة دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري أطال الله بعمره وسلم إلى الأب الراعي سماحة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان حفظه الله المجاهد بعد رحيل الإمام شمس الدين. لقد حققوا جميعا حلم الإمام المغيب السيد موسى الصدر. كل هذه السواعد تشابكت معا لتقديم الأفضل وللإرتقاء بهذه المؤسسة نحو فضاء الإزدهار والتقدم لتحقيق المزيد من التطور العلمي. وتبقى الغاية الأسمى خدمة الوطن بكل أبنائه من دون تمييز أو تفرقة فاستحقت أن تحمل تسمية “جامعة لكل الوطن “. وهذا من نهج ما قاله سماحة الإمام السيد موسى الصدر: ” لقد كنا رجال الكلمة، حملة الحرف، بناة الحضارات، معمري البلاد، بلد الجامعات، وطن التعايش، مختبر الثقافات، بوابة الشرق، مدخل الغرب، محور القارات الثلاث”. هكذا كنا عبر التاريخ الذي نتغنى به، صبح مساء، ولكن أين هو تاريخنا؟ أصبح في المتاحف، ويا ليتها المتاحف العربية، بل في الغرب، تاريخنا وحضارتنا وعلومنا هياكل صامتة في الغرب لا تنطق إلا بكلمات مخزية. نحن مخترعي الحرف والطب وعلم الرياضيات والفيزياء والكيمياء ومنا الشعراء والأدباء كله من الزمن العتيق فأين نحن منها اليوم؟ لقد انطفأ جزء من هذه الظلمة ببزوغ نور الجامعة الإسلامية في لبنان”.

وتابعت: “لقد خطا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى خطوة رائدة منذ عقدين ونيف من الزمن في إنشاء الجامعة الإسلامية في لبنان، مشروع خيري، لا يبتغي الربح، يعتمد على ذاته وعلى أقساط الطلاب فقط وفقط، فلا تقديمات لا مالية ولا عينية، ولا هبات ولا أي شكل من أشكال الدعم. ولأننا مشروع خيري وعلى رغم أن الأقساط هي الأدنى مقارنة بالجامعات الخاصة، فإننا نعتز بأننا نقدم المنح الى المتفوقين والأخوة والأيتام وأبناء الشهداء والجرحى, ومساعدات إجتماعية الى المستحقين وفق معايير شفافة. هذا المشروع فتح الآفاق أمام فئة كبيرة من اللبنانيين لدخول “جامعة ” في اختصاصات بقيت حكرا على طبقة معينة من المجتمع اللبناني، وساهم في انتاج مجتمع جديد متعلم، مثقف، حضاري، عصري، يتسلح بالتقنيات العالية. علوم ترتكز على جودة التعليم بأرقى المعايير الدولية. هذه الجامعة التي تتشرف باستضافتكم في أحد صروحها الممتدة من مدينة الحرف صور إلى مدينة الشمس بعلبك ومدينة الزهراء خلدة ومدينة العيش الواحد الرميلة – الوردانية، فهذه الجامعة سبقت زمانها وتنافس بالعلم أرقى الجامعات وانطلقت الى العالم شرقا وغربا وحفرت في تاريخ التعليم العالي موقعا مميزا. فقد أنشأنا رابطة الجامعات اللبنانية التي ضمت أرقى الجامعات اللبنانية وتسلمنا رئاستها لدورتين متتاليتين وبعدها رئاسة الشرف وكان مقرها في الجامعة في خلدة. هذه الرابطة التي ترسم سياسة التعليم العالي في لبنان مع وزارة التربية والتعليم العالي من خلال برامج جودة التعليم والبحث العلمي، والجامعة تمثل لبنان في برنامج الوكالة الجامعية الفرنكوفونية لريادة الأعمال”.

وقالت: “نحن نترأس اتحاد الجامعات الفرنكوفونية Confremo، وهو يضم 48 جامعة من 16 دولة في الشرق الأوسط وسننظم اجتماع الهيئة العامة الذي سيدرس طريقة انشاء المعاهد العليا للدكتوراه. نحن اليوم نترأس أيضا المكتب التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية ونترأس الدورة 51 للاتحاد بعد إستضافتنا لها في المجمع الجامعي في الوردانية. أوليس هذا مدعاة فخر لجامعة فتية؟ والوفاء لأصحاب مشروع الجامعة الإسلامية في لبنان؟ ولي كل الشرف برئاستها وأنا باقية على العهد أن أصل مع كل فريق العمل إلى حيث أرادوها جامعة لكل الوطن ولكل العالم. لقد نظمنا من خلال هذه المواقع القيادية اتفاقات تعاون في مجالات البحث العلمي وتبادل الأساتذة والطلاب ومتابعة الدراسات العليا المشتركة مع جامعات نيس، وليموج، وليون وباريس، وجامعات: طهران، الشهيد بهشتي، بغداد، القاهرة، ودمشق. وكان آخرها مع جامعتي سلطنة عمان وأبو ظبي وبدأنا مشاريع مشتركة وفتح آفاق لفرص العمل في الخارج وخصوصا في مجال الصحة والعلوم التمريضية، ونحضر لإتفاق تعاون مع جامعة كيبك – كندا وأرقى جامعات ماليزيا”.

وأضافت: “نحن في مرحلة نمو وتطور وما كان ذلك ليتحقق لولا ثقتكم الغالية بنا. أنتم جزء كبير من هذا النجاح وشركاء في تطور الجامعة ومستقبلها لأنها جامعتكم إنها لكم، بكم تزدهر، ولكم تتطور. هذا النجاح هو ثمرة جهود وعمل متفان من أهل الجامعة من أكاديميين وإداريين وموظفين ونتيجة للإحتضان الأبوي لسماحة الامام قبلان والرعاية الدائمة من دولة الرئيس نبيه بري، ففي هذه المرحلة نعمل على توفير فرص عمل جديدة للخريجين في القطاعين العام والخاص، فبادرنا إلى تنظيم دورات إعداد لدخول نقابة المحاماة والقضاء وكتاب العدل والوظائف العامة ومباريات مجلس الخدمة المدنية. انها دورات مجانية، نعم مجانية، بإشراف أهم الأختصاصيين في كل المجالات. كل ذلك لمساعدتهم على الانخراط في سوق العمل”.

وخاطبت الخريجين: “اسمحوا لي أن أتوجه إلى أهلكم بالتهنئة ونحن اليوم نكرمهم على عطاءاتهم وجهودهم وتربيتهم الصالحة لكم. فالفرحة بادية على وجوههم لأنكم وصلتم إلى هذه المرحلة، لقد عملنا بثقتهم لتحقيق حلمهم. أقول لكم المستقبل يفتح ذراعيه أمامكم ولن نترككم تواجهون بمفردكم هذا المستقبل، فالجامعة ستبقى في خدمتكم بهيئتيها الأكاديمية والإدارية مجندة دائما لرعايتكم، هذا وعد وقسم، ومن حفظ القسم المدوي في ساحة صور وبعلبك منذ عشرات السنين باق على العهد”.

قبلان
ثم ألقى المفتي قبلان كلمة استهلها بالقول: “لأن العلم لا ينفصل عن الإنسان، وعن وجوده ووظيفته وطبيعة أهداف الله فيه، قال النبي الأعظم محمد: “من طلب العلم فمات فقد مات شهيدا”، تأكيدا منه لعلو شأن العلم عند الله، وفي غيره أكد أن طلب العلم فريضة واجبة لا يجوز التنكر لها أو التهرب منها. والعلم المراد، كل ما هو مصلحة للإنسان ولهويته ولمعيشته ولتطوير حياته ولتأمين منافعه، ولأن العلم هذا المعنى من الإنسان، فقد قال الإمام علي: “جهاد النفس بالعلم عنوان العقل”، لأن العلم ضرورة العقل والوعي ووظائف الحياة. من هنا فإننا فخورون جدا بهذه الإنجازات العلمية، إلا أنها ليست كافية، لأن الحاجة أكبر ومتنوعة، والدعم الوطني ضروري جدا، وخصوصا على مستوى تنويع الاختصاص، ومنه كلية الطب وأصناف التحديث والتطوير كثيرة، فالعلم حاجة إنسانية وأخلاقية ووطنية ومصلحة رئيسية للبلد، وتمكين الأجيال منه ضرورة وواجب، وعلى رأسهم طلاب الأرياف، وبكلام صريح وواضح نحن ضد احتكار الجامعات، لكن مع تأكيد المعايير التربوية والمهنية ومنع الواسطة والتلفيقات والتجارة بالعلم، لأن المطلوب أجيال قادرة على الإنجاز والتطوير والاستثمار في الأسواق الوطنية، وهنا يأتي دور الدولة التي يفترض ان تكون سلطة علم، ومسؤولة عن الأجيال وتثقيفها، وعلى سلم أولوياتها رؤية تربوية ووطنية واضحة، وهذا ما نفتقده للأسف اليوم”.

وأضاف: “وأنا على منبر عمده الإمام الصدر بوجعه وعذاباته، أوكد أن هذه المنطقة بالذات، أكثر منطقة في حاجة الى الدعم الوطني والتمكين والرعاية التربوية، لأنها منطقة مواجهة وجبهة مقاومة وعزة بلد وصناعة انتصارات، أقول ذلك لأن التجارب مرة تاريخيا، وخصوصا أن هناك عقليات لا تريد لأحد أن يتعلم، كما لا تريد للبلد أن ينتعش بأجياله وناسه، والمطلوب أن نتحول رقما صعبا في المعادلة الوطنية، وهذا يتحقّق بالعلم وبالإنجازات وبطبيعة الاستثمارات وبدعم بعضنا بعضا، وبتعميم المشاريع العلمية والعملية وتنويعها، لأن مصلحة البلد متنوعة، ومن يتنكر للعلم يتنكر لدينه ولنفسه ولمجتمعه ولبلده. نحن أصحاب الهوية الوطنية، ناسنا وأهلنا وأجيالنا وامكاناتنا كلها في خدمة هذا البلد، ومن أجل هذا البلد، وسنبقى نناضل ونجاهد بالعلم والمقاومة والمواجهة والعمل على ما ينفع البلد ويرفع من شأنه، ويؤدي الى تطويره وتأسيس نظرية حكم ونهج سياسي، يتشارك فيه الجميع بوعي وقوة وبخلفية وطنية واقتصادية ومالية وعلمية تستنهض لبنان، لأن من يأكل ويشرب ويلبس ويرتبط بالخارج لن يهمه هذا البلد، بل سيتعامل معه كسوق أرباح وبورصة منافع، بعيدا من مبدأ التنازل وتقديم التضحيات من أجل وطن حاضن للجميع”.

وتابع: “من هنا نطالب بالتأسيس للأجيال بعيدا من اليأس، لأن من سار وصل، ومن زرع حصد، شرط أن تتحول كل الطاقات التعليمية الى وعي وطني وإنساني وأخلاقي، لأننا كطوائف نعيش في بلد واحد مخلوقون لرب واحد، علينا أن نتقاسم الهموم ونتشارك في المنافع كعائلة واحدة، وإلا فمن تفرق مزقته الفرقة، ومن عاش الأحقاد انقلبت ضده، نعم يجب أن نعيش الوعي والعلم كشراكة وطنية وكأساس للمواطنة وكضمان لحقوق الجميع، مسلمين ومسيحيين، ولن نرضى من أي سلطة إلا بهذا، وعليه فإننا ومن خلال هذه المناسبة ندعو الى الإسراع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، على أن يكون همها الأول والأخير هو مصلحة لبنان وليس الزواريب، شعب لبنان وليس الاتباع، تنمية لبنان كل لبنان، وليس احتكاره لمصلحة هذه المنطقة أو تلك، كفانا تمزيقا لهذا البلد المقاوم والمضحي، كفانا تقاسما لوزاراته ولخيراته – اذا بقي من خيرات – على طريقة بلد معروض للبيع، فالبلد باق ولن نسمح بإسقاطه او ببيعه لأحد، ما دام هناك شباب امثالكم يطلبون العلم ويبحثون ويضحون من أجل لبنان الوحدة والشراكة والسيادة والاستقلال”.

وختم: “هنيئا لكم، أيها الخريجون الاعزاء، ووفقكم الله لما فيه مصلحة بلدكم، والى المزيد ايتها الجامعة الإسلامية، رئاسة وإدارة وأساتذة، من النجاح والتطوير.

وفي الختام، تم تسليم الشهادات للخريجين وتثبيتهم.

عن mcg

شاهد أيضاً

طلاب الشهادتين المتوسطة والثانوية في صور طالبوا بإنصافهم في الامتحانات الرسمية

أرشيف بوابة التربية بوابة التربية: نفذ طلاب الشهادة المتوسطة والثانوية العامة في ثانوية العباسية الرسمية …