أخبار عاجلة

قراءة تربوية في الأوضاع الحالية

خاص بوابة التربية: كتب د. بيار جدعون، عن قراءته لما نعيشه اليوم بعد المقابلة المتلفزة لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، جاء فيه:

إلى القراء الأعزاء ،

بالرغم من بعدي عن السياسة وعدم إلتزامي مع حزب سياسي معين، الا أن ما أعيشه كتربوي وباحث ومواطن يدفعني إلى كتابة هذه الكلمات:

عواصف بيئية وإقتصادية وإجتماعية تهزّ لبناننا الحبيب، وبعيدا عن حياتنا اليوميّة، أستخدم تاريخ التكنولوجيا التربويّة وإدارة النزاع في العلاقات البشرية لأقرأ ما يجري:

  1. عند استخدام الراديو ومن بعده التلفاز في التربية لم تنجح أغلبية المحاولات التربوية لإستخدامهما في عمليتي التعلّم والتعليم. وأبسط الأسباب هو البث المتواصل بإتجاه واحد وعدم قدرة المستخدمين متابعة البث بكامله عند انشغالهم بطارىء معيّن (كفتح الباب للجيران، أو غيره) فترة متابعتهم البث.
  2. مع استخدام الإنترنت، كانت الثورة التكنولوجية الحديثة الناجحة لأهمية التواصل بالإتجاهين بين مؤمّن الخدمة والمستخدم. فالتفاعل بينهما والتكنولوجيات الموجودة ساهمت بإنجاح التعلّم والتعليم عبر الإنترنت.

واليوم في لبنان نعيش تصادما بين طرحين: الأول يقترح حكومة تكنوسياسيّة والثاني يقترح حكومة تفاعليّة مع أهل الإختصاص، أولويتهم توقيف التجويع والفقر والبطالة والفساد. وأصحاب هذا الطرح الثاني لا يثقوا بعد سنوات طويلة بصدق أصحاب الطرح الأول.

أعتقد بأن أبسط إقتراح نستطيع أن نقدّمه للخروج من هذه الأزمة هو ما يفعله كل محبّ مع أي إنسان يحبه إن كان صديقه، رفيقه في الدراسة، زميله في التعليم، أو أي مواطن آخر…

ماذا يجب أن يفعل عندما يقول له صديقه أنت تزعجني؟

أعتقد بأنه يحاول باسم المحبة التي تجمعهما التفاوض ليرى كيف يستطيع عدم إزعاج صديقه.

ولكن إذا استمرّ الجواب: أنزعج من هذا العمل أو من غيره… فعلى المحبّ المزعج أن ينسحب لكي لا يزعج صديقه باسم المحبة التي تجمعهما. بالطبع ربما صديقه لن يفهمه هكذا ويحلل تواري صديقه المحب- المزعج ضمن مفاهيمه الخاصة، وتحليله غير المناسب لحقيقة تفكير صديقه المحب – المزعج إفتراضيا.

وهذا طبيعي جدا لأننا نعلم جميعا بأن كل سوء فهم للآخر، أساسه إفتراضات مختلفة.

إنطلاقا من هذه الأفكار نرى بأنه على أصحاب الطرح الأول البدء بالتفاوض الجدّي باسم المحبة التي تجمعهم مع اللبنانيين المنزعجين من سياساتهم الماضية. في الحقيقة نخاف من مترستهم على مواقفهم الوصول إلى إراقة أكثر للدماء البريئة وإفلاس الوطن.

كما ونرى أنه على أصحاب الطرح الثاني أن لا ينتظروا الوصول بسرعة إلى ردم الهوة الإجتماعية الموجودة على صعيد الفقر والبطالة والفساد. فهذا عمل طويل الأمد يتطلّب تغييرا جذريا في العقليات، ويتطلب جهدا كبيرا من الجميع يمرّ في تحويل الإقتصاد من إقتصاد ريعي إلى إقتصاد حديث منه الإقتصاد المعرفي المبنيّ على الكفايات… ويمرّ بتحويل التربية التقليديّة إلى تربية حديثة مبنيّة على الكفايات… وإلى عمل إجتماعي مستدام أضاءت شعلته إنتفاضة 17 تشرين الأول 2019.

الحكمة من هذه القراءة: ينجح لبنان بتفاعل وتعاون الجميع وبشكل مستمر على جودة الحياة والحد من الخسائر واحترام رأي وشعور الآخر وليس بالربح الدائم والتواصل الأحدي الإتجاه. والسلام.

بكل محبة،

د. بيار جدعون

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *