أخبار عاجلة

للغة الانكليزية قصة في الجنوب… خبير تربوي يرويها

كتبت ريتا بولس شهوان:  العمل مع منظمة الأمم المتحدة، وتحديداً مع قوات الطوارىء الدولية هدف لكل الشباب المتعلم وغير المتعلم في جنوب لبنان، بدأ منذ أنتشار هذه القوات جنوبي خط الليطاني.  كيف يمكن لفرد، حتى لو كان دكتورًا، التوجيه إلى منطقة شهدت إعتداءات إسرائيلية متكررة نحو النجاح في هذا الهدف؟ لا بد ان هناك قصة في مكان ما، وهي رحلة الدكتور المتخصص في اللغة الانكليزية والعلوم التربوية توفيق عجاقة، التي بدأت في الجنوب.

معرفة نتائج الحرب المادية والبشرية من دمار ودماء تحصيل طبيعي، فلا يغيب عن البال أثار العدوان الإسرائيلي فيما سمي بـ”حرب تموز” من العام 206، وفظائع العدو الاسرائيلي، ولكن الآثار النفسية والاجتماعية عملية يصعب رصدها ويمكن ان تكون مؤشر لتصنيف هذه المنطقة ام تلك بالمنطقة المهمشة. كيف اذا الحال بالنسبة الى اللغة الانكليزية في منطقة عاشت الحرمان والعدوان؟

يتناول د. عجاقة خياره الشخصي للغة الإنكليزية العالمية، والتي تصنف بأنها لغة التواصل العالمية، ولغة الطب، وايضاً لغة الانترنت، فيعلل اختياره لهذا التخصص خلال فترة الحرب بانه “بسبب شغفي بهذه اللغة اولاً، وتقديري لمدى اهمية التواصل مع العالم كوننا في نظام عولمة”. هكذا سافر الى اميركا للتعلم واكتساب خبرة تعليمية في بلاد الاغتراب في اللغة الانكليزية التي هي اللغة الام في اميركا وايضا في المعلوماتية. قصته تختصر بتحوله الى مرجعية جنوبية في اللغة الانكليزية ويقول: “العام 1996 حينما عدت إلى لبنان، شعرت بالتماهي مع الشباب اللبناني المقيم في هذه المنطقة الذي تقل لديه فرص نيل التعليم الجيد او السفر. لذا اسست معهدا باسم “معهد نعمة الله للكمبيوتر واللغات” مرخص من وزارة التعليم العالي بموجب مرسوم جمهوري. في ذلك الوقت كان الحاسوب بالنسبة إلى هذه الشريحة المهمشة يعادل جهاز التلفاز بسبب  الجهل للمعلوماتية وايضا عدم وجود مدارس في اللغة الانكليزية باعتبار أن التركيز كان على اللغة الفرنسية. ويتابع: “دورنا، أعني انا وعائلتي والدي واختي التي هي حاصلة على دكتوراة في الادب الانكليزي من بريطانيا عن المراة في العصور الوسطى، بان نساهم في انماء القدرات في هذه المنطقة المحرومة والتي كانت محتلة من قبل العدو الاسرائيلي، ونتيجة لهذه الرسالة أستفاد الكثير من الطلاب الذين التحقوا بالجامعات في المدينة وفتحت لهم افاق وابواب العمل والوظائف والاندماج والانخراط في سوق العمل المتطور سريعاً واعتماد اللغة الانكليزية التي هي لغة الحاسوب بصورة عامة”.

تحول وجود هذه العائلة في هذا الوسط الذي يعيش في ضيقة نعمة بسبب الخدمات المجانية التي قدموها من ترجمة وتصحيح وتدقيق وتفسير للمحيط، فاشتهروا بهذا في كل المناطق المحتلة حينها من حاصبيا الى الناقورة مصنفًا نفسه بالمرجعية اللغوية الانكليزية بالنسبة للسكان وايضا في المعلوماتية يوضح “كوني اتبعت دورات في الكومبيتور مع شركة مايكروسفت دربت مهندسي شبكات بشركة المايكروسفت  كان هذا حتى عام هروبنا في 2006 “حرب تموز”، حيث اضطررنا الى المغادرة والالتحاق بالجامعات للتعليم وثبتنا على هذا”. هكذا أتى تموز ليهمش الجنوب اكثر فاكثر فاصبح للعمل في هذه المنطقة المهمشة نتيجة الحرب معنى فيربط التهميش في هذه المناطق بالحرمان من العدالة والمساواة بالمدن بسبب  “نقص في الخدمات التعليمية والمهارات بالاضافة الى التهميش بسبب الحرب والظروف على الحدود او بسبب الفقر”. والتهميش يقصد به شريحة كبيرة من المجتمع مثلا النساء الذين هن 50% من المجتمع اضافة الى الشباب وطور النمو اي مرحلة المراهقة”. المعنى المكتسب هذا حمّل التعليم رسالة اعمق من تطوير قدرات الطلاب بل جعلهم أفراد متساويين باطفال المناطق الاخرى فمثلا الطفل في الجنوب لا يتلق مستوى الخدمات التعليمية كالطفل في كسروان أو العاصمة. تتضمن هذه الرسالة مساعدة الناس على الوصول الى فرص متساوية في العمل والاجر وفي حرية اختيار العمل الذي يتلازم باختيار الجامعات في المدينة او خارج لبنان خصوصا “ان سوق العمل في لبنان يواجه ازمة ومتطلبات الوظيفة زادت فتعلم اللغة الانكليزية والمعلوماتية هي ضمانة لفرصة موازية في سوق العمل”. استطاع هذا الفرد، أي دكتور عجاقة، في القلم والتعليم ان يتوسع من المستوى الفردي الى الاجتماعي والاقتصادي عبر التحضير والتهيئة للدمج الاقتصادي والمهني، اليست هذه خدمة اجتماعية؟

 

 

 

عن mcg

شاهد أيضاً

ثلاث طاقات متخصصة من الجامعة اللبنانية عمداء في جامعات بريطانية

بوابة التربية: عين رئيس جامعة التايمز البريطانية المفتوحة في لندن، السيناتور البروفسور مخلص الجدة، Thames …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *