أخبار عاجلة

مصير إضراب الجامعة: ماتت الرابطة عاش الأستاذ الجامعي الحر


* كتب د. نظير جاهل
بوابة التربية: على عجلٍ من أمرهم، وقبل إثنين الوعيد، وبعد دعوة الأحزاب الحاكمة أساتذة الجامعة اللبنانية إلى التراجع عن إضرابهم المفتوح وإلا الويل والثبور وعظائم الأمور، وبعد إقدام هذه الأحزاب على تهميشهم وتهشيم صورتهم وتحويل مجموعاتها الطلابية إلى فرق تطويع … عقد أعضاء اللجنة التنفيذية إجتماعاً لإنهاء الإضراب، إلا أن هذا الاجتماع كان في الواقع محاولةً لإنهاءً مبدأ الرابطة والعمل النقابي وموقع الأستاذ الجامعي وملاكه وثباته وحصانته وشأنيته، لاستكمال القبض على الجامعة وتحويلها بالكامل إلى آلية توزيع للتعاقد والشهادات. وذلك في ظل هجوم خارجي من قِبّل قوى السيطرة العالمية التي تُسمِّي نفسها تلطيفاً بالدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية “الراعية”. هجومٌ ارتكز إلى “رهنيّة” الدين العام للقبض مباشرة على الإدارة العامة وضرب التعليم الرسمي عموماً والجامعة الوطنية خصوصاً، وارتكز أيضاً على إلزام القوى الحكومية الحزبية بالتخلي عن مرونتها النسبية وقمع أي “رفض شعبوي” حتى وإن جاء من أساتذة الجامعة الوطنية.
فجأةً انكشف المعنى الفعلي لمزاج الرابطة الحزبية المهنية الهجينة بما هي مدخل لاستتباع المؤسسة الجامعية واستهلاكها لإعادة إنتاج النفوذ السياسي الحزبي. وفي ظل حماوة التهديد ووضع الجسم الأكاديمي بين مطرقة السلطان وسندان المجموعات الطلابية الحزبية تحوَّل أعضاء الهيئة التنفيذية للرابطة من مضغوط عليهم إلى آداة ضغط داخلية، وذلك بعد أن أمَّنَ لها الرئيس “جواً ديمقرطياً” وبات ينزعج من هتافات جموع الأساتذة والطلاب التي تدعمه وتطالبه بإرجاع القرار للهيئة العامة. غير أن هذه الأصوات المطالبة لم تكن ضجيجاً ولا ضوضاءً مزعجة بل هي أهم ما حصل في هذا الاضراب، فقد ردَّت سريعاً على انهيار شكل الرابطة الحزبية المهنية الهجينة وأسقطت شرعية الاستحواذ الحزبي عليها وعلى الجامعة، وحفظت معنى الأستاذ الجامعي واستقلاليته الحقيقية بلغة قانونية تنظيمية واضحة تستند إلى معنى التمثيل الفعلي الذي يسمح للأستاذ الجامعي بالمبادرة لأخذ مصيره بيده، وهذا هو المهم.
…………………………
* نظير جاهل: أستاذ متقاعد في الجامعة اللبنانية

عن mcg

شاهد أيضاً

الهيئة الوطنية للعلوم تفتتح غدا مباراة العلوم 2024 برعاية ميقاتي

بوابة التربية: دعت الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث لحضور الفعاليات السنوية الحادية والعشرين من مباراة العلوم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *