أخبار عاجلة

من يتآمر على طعن جامعة الوطن والفقراء؟

بقلم د. أنور الموسى
خاص بوابة التربية: لم يشهد لبنان إجماعاً رسيماً وحزبياً على نهب مال المواطن والموظف كما هي الحال اليوم، تحديدا مع موازنة وصفت بالدهاء والمكر ومد اليد على الجيب، أو موازنة محاربة الجامعة اللبنانية وكادرها المتعلم والمثقف والمكافح!
ويبدو أن شهرا كاملا من الإضراب المفتوح، أو ربما عاما، لا يحرك ضمير أحد من أهل السلطة وزعماء الأحزاب! فبات الدكتور الجامعي متخلى عنه من جميع الأطراف، أو بتعبير أدق، أضحى مطعونا حتى من حزبه ومرجعيته إن كان محزبا! وباتت كل الأحزاب تتخلى عن أساتذتها المحزبين بلمح البصر! وتترك مناصربها الطلاب في مهب الريح، متناسية وقوف شرائح مهمة منهم معها في الاستحقاقات الانتخابية أو الاحتفالية!
فالطلاب الذين يتجاوز عددهم في جامعة الوطن ٨٠ ألفا، لهم الله! وباتوا في مهب الريح بعدما أغمض الجميع عينه عن مستقبلهم!
حتى وزير التربية بات في دفة المزايدين على قضم حقوق الجامعة وأهلها! غير مكترث بأطول إضراب مفتوح في تاريخ الجامعة اللبنانية، وغير معني برفع الصوت عاليا نصرة للحق! والأغرب ايهامه الرأي العام أن الأساتذة اضربوا بناء على إشاعة، ثم القول مؤخرا إن موازنة الجامعة لم تمس! متناسيا ضرب المنح ورفع سن التقاعد وحقوق المتعاقدين بالتفرغ وغير ذلك من المس بالمكتسبات! ومتجاهلا وعود سلفه بانصاف الأساتذة في سلسلة الرتب والرواتب،…!
والأغرب تلك الأصوات غير المسؤولة من بعض النواب الذين يدعون أن راتب الأستاذ الجامعي مرتفع جدا، (أوصلها سوق المزايدة إلى ١٧مليون شهريا) مقدمين للرأي العام أرقاما خيالية كاذبة!… والأسوأ أصوات بعض النواب الذين يطالبون بأن يدخل أبناء الأساتذة في التعليم الرسمي لا الخاص! معيدين التفكير إلى زمن الاقطاع وارستقراطية التعليم… وضرورة تعلم ابن الإقطاعي فقط!
والأخطر تلك الأصوات التي تحرض الطلاب على أساتذتهم، مدعية أن الأستاذ يتسبب بانهيار العام الجامعي.. بسبب طمعه بالمزيد من المال والرواتب!
والأغرب إصغاء بعضهم إلى هذه الأصوات، ولوم الأستاذ بدل السلطة على وقف الدرس والتحصيل!
وتناسى الناقمون على الجامعة اللبنانية أن حربا شعواء تشن عليها من مؤشراتها الواضحة  التلويح بقضم الراتب مرورا بالصندوق التعاضدي والمنح والأخطر تقليص ميزانية الجامعة.. ما يعني أن الطالب مثلا سيكتب مسابقته على ورقة ينخرها السوس، وسيجلس على مقعد مساميره ظاهرة وسيسبح في الشتاء بالماء والنش والعفن.. بسبب خطف الموازنة عاما بعد عام!
والملاحظ اللعب على الكلام وتمويه الحقائق وتضليل الراي العام من المسؤولين بين الفينة والأخرى! وكثرة الوعود العرقوبية الكاذبة التي تصل إلى حد السخرية من الأستاذ والجامعة، كما حصل العام الماضي عندما وعد وزير التربية السابق بال٣درجات، ووقع على وعده نواب الكتل..!
وطالت يد النهب المتقاعدين المهددة رواتبهم بالشفط.. وكذلك رفع سن التقاعد إلى ٢٥سنة، ما يعني حرمان الأستاذ من الاستقرار بعد التقاعد ودفعه إلى مد اليد إلى الآخرين كي يتعالج لا سمح الله!
يبدو أن الأحزاب الممثلة بالسلطة أصلا، وجدت أن الأستاذ الجامعي والموظف… تجارة غير مربحة! وأن الجامعة اللبنانية ضد مصالحها، غير ملتفتة إلى الطبقة الفقيرة إجمالا التي تجد في الجامعة اللبنانية المتنفس الوحيد للتعلم! وغير ملتفتتة إلى مناصربها من الأساتذة والطلاب!
وهناك من يتهم تلك السلطة ومن خلفها الأحزاب بأنها تريد تجهيل الناس لكي تستمر في حيلها ومصها دم الناس، وبالتالي الإبقاء على الفساد!
والغريب أن الإعلام يتناغم ولعبة السلطة.. فتجده متحيزا إجمالا أو أعمى!
وبعد، ألا تدرك الأحزاب أن ما يحصل لجامعة الوطن وصمة عار في تاريخها؟ وكيف ستقنع أنصارها في الجامعة اللبنانية وغيرها أنها تهتم بالتعليم والتربية والتطور؟ ولكن السؤال الكبير.. متى يعي الشعب أن عليه التحرك قبل أن يلتهمه الذئب؟!

عن mcg

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *