أخبار عاجلة

ندوة تاريخ الحركة الطلابية في لبنان..  تأثير ثورة 17 تشرين عليها

عماد الزغبي                                               (بوابة التربية)

بوابة التربية: أقام “المرصد الشعبي لمحاربة الفساد” ندوة بعنوان “تاريخ الحركة الطلابية في لبنان، تأثير ثورة السابع عشر من تشرين عليها” مع الكاتب الأستاذ عماد الزغبي والمحامي واصف الحركة.

جرى في خلال الندوة (عبر تطبيق زووم) تناول تاريخ الحركة الطلابية في الجامعة اللبنانية منذ خمسينيات القرن الماضي، وصولا إلى “ثورة” السابع عشر من تشرين 2019، وركز المحامي الحركة الذي تولى إدارة الندوة، على أهمية الفصل بين القوى السياسية المسيطرة على الطلاب، والحراك الطلابي، وضرورة دعم هذا الحراك وتأطيره للقيام بواجبه، وقدم الزغبي عرضا تاريخياً للحركة الطلابية منذ العام 1948، وحتى العام 2000، مروراً بسنوات عز الحراك الطلابي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وصولا إلى توقف انتخابات مجالس الفروع في الجامعة اللبنانية، حتى تاريخ الحراك الشعبي الذي انطلق في 17 تشرين الأول 2019، وساهم الطلاب في هذا الحراك مساهمة لافتة، ولكن من دون خريطة طريق، فضلا عن دورهم في تحقيق بعض الانجازات في انتخابات الجامعات الخاصة.

الزغبي

وجاء في مداخلة مدير موقع “بوابة التربية” عماد الزغبي: تدل بعض المؤشرات، أن الحركة الطلابية في لبنان، والتي عرفتها بعض الجامعات والمدارس منذ 17 تشرين الأول 2019، وعلى مدى عام من ذلك التاريخ، على وجود مخزون كبير من الطاقة الشبابية، يريد أن يفعل نفسه، لخدمة مجتمعه، وخير دليل ما قاموا به بعد الإنفجار الكارثي في مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، لأنه لطالما كان الطلاب في الجامعات رأس الحربة في أي عمل نضالي أو مطلبي أو خدماتي، باعتبار عنصر الشباب هو المحرك الأساس للمجتمع.

وهذا يرجعنا إلى تذكر الحركة الطلابية طوال السنوات السابقة، وأين هم طلاب لبنان، العصب الرئيس في أي تحرك مطلبي، والرافد القوي للأساتذه وللمؤسسات التعليمية، لمواكبة التطور العلمي.

فقد شكلت الحركة الطلابية، وتحديداً في الجامعة اللبنانية، نموذجاً لما هو عليه العمل الطلابي النضالي، علماً أن هذه الحركة لم تكن بمنأى عن الانقسامات السياسية منذ مطلع نشاطها المطلبي. فمنذ المؤتمرات الأولى لـ”الاتحاد الوطني للطلاب الجامعيين في لبنان” في ستينيات القرن الماضي، ظهرت ملامح الانقسام بين يمين ويسار، وكانت النقاشات الحادة بين الطلاب قد بدأت تتزايد على وقع الانقسام العالمي بين المعسكرين الشرقي والغربي. غير أن ذلك، لم يعن أن هذه الصراعات كانت تنقل إلى داخل الجامعة، على صعيد المطالب، فالخلاف السياسي كان يدور خارج أسوار الجامعة، بينما الأمور المطلبية فكان عليها توافق، وبنسب مختلفة، إن لجهة تحديد الأولوية، أو لضرورة تقديم طلب على آخر.

وهذا التاريخ المشرف، يذكرنا دوما، بضرورة إعادة إحياء الحركة الطلابية، وما أحوج الجامعة اللبنانية، إليها في هذه الظروف بالتحديد، والتي تتطلب حركة مطلبية شبابية، لمواجهة أزمات الوطن السياسية والاجتماعية والثقافية، ورفض الإذعان للأجندات السياسية والطائفية، ورفع الهيمنات الحزبية، التي بدل أن تحفز العمل الطلابي المطلبي، تحولهم إلى أدوات لتنفيذ المحاصصات السياسية، وبعض المكاسب.

وعلى الرغم من مرور نحو سبعين عاماً على تأسيس الجامعة اللبنانية، إلّا أنها لا تزال تعاني من محاولات ضربها وتهميش دورها من قِبل السلطة السياسية، عبر ضرب استقلاليتها وتقليص موازنتها والسيطرة على قرارها وبخاصة لجهة ملفات تعيين الأساتذة الذي يتم على أساس محاصصات طائفية ومذهبية وسياسية، وكذلك من خلال منع قيام حركة طلابية فاعلة، عبر تنظيم انتخابات الطلاب المعلقة منذ العام 2008، يعكس صحة التمثيل، ويطور أدائهم بما ينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة، على المستوين الأكاديمي والوطني.

بعد 17 تشرين تغير وجه الحركة الطلابية. فهم الطلاب أن السلطة السياسية تؤثر عليهم كطلاب، ولاحظوا أن الناس (المستقلون على الأغلب) تتفاعل معهم ومع مطالبهم. صحيحٌ أن المطالب تتعلق بالجامعة اللبنانية بشكل أساس، إلا أن الطالب هو مواطن أيضاً ولهذا فمن غير المستغرب أن يرفع الطالب شعارات تخص لبنان وتؤيد مطالب التظاهرات بشكل عام.

السؤال: هل حراك 17 تشرين أنعكس إيجاباً على الحركة الطلابية، وتمكن من إعادة توحيد صفوف الطلاب؟

الإجابة من منظور بعض الأطراف المعنية بالحراك تبدو مشجعة، أما بالنسبة إلى رؤيتي للموضوع، فهو لا زال قاصراً ولا يعتد به، فلا يمكن تسجيل بعض التحركات أو البيانات التي تصدر من وقت لآخر، بداية لحركة طلابية، طالما أن أجندات الأحزاب والقوى السياسية هي الطاغية، وطالما أن هذه الأجندات تركز على المكاسب التي تحققها، دون سواها.

وختم: غير أن ذلك، لا يعني أن علينا أن نرجم هذا الحراك، لأنه يمكن التأسيس عليه، في حال تمت رعايته، ورفده بنصائح ودعم توجيهي، لتصويب بوصلة النضال، كي تكون محددة الأهداف، لا أن ترفع شعارات لا يمكن تحقيقها، وبالتالي، دفع الشباب إلى اليأس، بل على هذه الحركة، أن تخطو خطوة تلو الآخرى، كي يسجل لها النجاح.

 

 

عن mcg

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *