أخبار عاجلة

هل نربّي بالقول أم بالفعل؟

بوابة التربية- كتب *أنطوان المدوّر:

ربما ستزعج هذه الكلمات التي أنشرها البعض، وأشدّد على كلمة البعض، كي لا أُفهم خطأً.

لن تكون مزعجة لأنّها مطلبٌ نقابيٌّ مزعجٌ، إنما تساؤلات تُطرَح، وتجعلني أحتار واسأل:

– الى متى سيستمرّ البعض في مخالفة القوانين، والمجاهرة في خرقها؟

– أيّ مثل نعطي لطلّابنا في مدارسنا، وفي الحياة؟

– أيّ تربية نربّي هؤلاءالطلّاب الذين يسمعوننا نعلّم ونعِظُ، ويروننا نخالف القوانين والأنظمة؟

– بأيّ طاعةٍ أواحترام  أوقِيَمٍ نكرر، وطلّابنا يراقبوننا نعصي ونخالف القوانين والأنظمة؟

– بأيّ التزام نبشّر، أو بأيّ انتماء إلى مؤسّساتنا ندعو، ونحن ننفرد ونتمرّد ونخالف القوانين والأنظمة؟

– ماذا نعلّم وكيف نربّي؟ ما هذا المثال الذي نعطيه للطلّاب وللناس؟

– ماذا ننتظر منهم في المستقبل؟

نقول ما لا نفعل. ونتصرّف عكس ما نعلّم.

وللأسف، نعم للأسف…. مؤسّسات تربويّة، رسميّة وخاصّةً، وتاريخ عريق في التربية والعلم والعطاء…

ولكن: المضمون، والجوهر؟

أين المضمون والجوهر؟

هل هي في الكتاب والدّفتر أم في الروح والمثل والتطبيق؟

آن الأوان أن يُعاد النظر في هذه الأمور، وأن يَسأل أصحابُ الشأن انفسَهم هذه الأسئلة، إلى متى نستمر في التّمرّد ومخالفة القوانين والعصيان، ونتباهى في ذلك؟ ونرفض دائمًا اي قرار أو أي قانون؟ وننتقد كلّ ما يصدر من قرارات ونخالفها؟

وخيرمثال على ذلك بالأمس القريب، قرارُ وزير التربية، ورئيس اتّحاد المؤسّسات التربويّة وأمين عام المدارس الكاثوليكية، ومكوّنات الأسرة التربوية كلّها في لبنان، قرّرت تعليق الدروس عن بعد، وهذا القرار يصبّ لمصلحة المؤسّسات حصرًا، ورأينا الكثير من المخالفين والمتباهين بالمخالفة، والمجاهرين بها…

أين الطاعة والاحترام؟؟ أين التواضع والالتزام؟

إلى متى نستمرّ في عصياننا وإحراج المسؤولين عنّا؟

إلى متى تستمرّ المؤسّسات التربويّة، الخاصّة والرسميّة، العلمانيّة والدينيّة، تمعن في ضرب القوانين عرض الحائط، وتخالف في التطبيق، وفي المقابل تعلّم الطلّاب احترام القوانين والملك العام والدولة والأنظمة….

سؤال برسم المخالِفين….والمجاهِرين والمتباهين بالمخالفة.

سؤال برسم من لم يلتزم بقرارات الوزارة والمؤسّسات…

نعم، ربما سؤال مزعج ولكن…… طفح الكيل، والسكوت عن الخطأ جريمة. فالمهالك التي وصل إليها  وطنُنا لأننا مسؤولون من دون أن ندري عن انحرافنا في التربية، من خلال إمعاننا في مخالفة القوانين.

نجتمع حيث يحلو لنا، ونتفرّق حيث لا يحلو لنا، كلٌّ بحسب مزاجه ورأيه، لا قوّة عندنا لأننا منقسمون دائمًا، ومخالفون دائمًا، وعاصون دائمًا، ومنتقدون دائمًا، ورافضون دائمًا، وعندما نكون في الإدارات، فنحن الآمرون الناهون المُطاعون الذين يأخذون القرار وينفّذونه، والويل لمن ينتقد او يرفض.

هل هذا يعني انّه يُمنَع الاعتراض وإبداء الرأي؟

 بالطبع كلّا.

 إبداء الرأي ضروري وواجب، وبخاصّة اذا كان مخالفًا، والاعتراض حق مقدّس،  انّما في النهاية يجب ان نخضع لرأي الأكثريّة، حتى وإن خالف رأيَنا، ويجب أن نطيع، وندافع عن رأي الجماعة وننفّذه، ونطيع قرارالمسؤولين، لنكون القدوة  والمثال أمام طلّابنا وأهلهم والمجتمع، هذه هي صفات المسؤول المربّي.

ما هذه الازدواجيّة في التعاطي، وما هو مفهوم الإدارة والسلطة عند هؤلاء……؟

ربّما يستحقّ الأمر اعادة النظر، وربّما آن الأوان أنْ نقوّم أنفسَنا وتصرّفاتنا ونطرح هذه الأسئلة… ونغيّر. والعودة عن الخطأ فضيلة، أمّا الاستمرار في الرفض والتمرّد، فهذا انحراف في التربية، وتدمير للمجتمع من دون ان ندري.

لا تكن تربيتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحق.

* عضو نقابة المعلمين في المدارس الخاصة

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

أعمال الصيانة والترميم في ثانوية فضل المقدم الرسمية تبدأ غداً

بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن المتعهد المكلف تنفيذ أعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *