بوابة التربية: كتبت ليلي التوم: مما لا شك فيه أن أي تجربة جديدة، تحمل في طيّاتها بوادر ايجابية وأخرى سلبية.
في موضوعنا حول التعليم عن بعد وبحسب رصد آراء عدة حول ذلك، سواء لجهة التلاميذ أو لجهة الاساتذة على حدّ سواء (من خلال مقابلات) تبين أنها تجربة غير جيدة في لبنان، لوجود سلسلة من الثغرات، لا يمكن تلافيها في ظل أزمة تعاني منها البلاد، ومن إيجابياتها، أنها أبقت الطالب في أجواء الدراسة.
بادىء الامر كان العمل شاقا على الجهتين، بالنسبة الى نمط تعليمي جديد لم يعهده لبنان من قبل، وان من ايجابياته القليلة كان استكمال العام الدراسي والجامعي، وعدم اضاعة الوقت على الطالب، الذي عليه ان يكمل عامه بالظروف والاداوات المتاحة…
المنصات الالكترونية والادوات عديدة (Zoom, Teams, Google classroom, Edmodo…) ولكن مجموعة مشاكل حالت دون تأدية الغرض المنشود، على أكمل وجه من هذه الصعوبات، بحسب المستفتين.
اذ يواجه التدريس عبر الانترنت مجموعة من التحديّات، في بلد غير ميسّر فيه السرعة في الانترنت، وقلة دراية في استخدام المنصات الالكترونية، فمعظم الطلاب بعد ان سألناهم عن رأيهم بهذه التجربة
اجمعوا على الثغرات التالية:
– بطىء الانترنت، حتى اذا تم تحويلها الى تسجيلات صوتية بحاجة الى مساحة بالهاتف، ولا يملك الطالب المساحة الكافية في هاتفه.
– الصوت: معظم الاحيان غير صاف ورديء
– قلة الدراية من قبل الطالب والاستاذ على حد سواء في استخدام المنصّات الالكترونية
– سوء استخدام الوقت وادارة الحصة
– عدم الدراية بالفروق بين المحاضرة المباشرة والمحاضرة عبر المنصة الالكترونية
– كثرة المعلومات
– عدم توفر الانترنت لدى الطلاب كافة، وبخاصة الذين انتقلوا الى القرى في ظل الازمة، ولا تصلهم الشبكة أو لم يستطيعوا الاشتراك بها.
– كثرة استخدام المعلومات، وامضاء ساعات في هذه المنصات، بحيث ينتهي الطالب منها، ويكون غير قادر على القيام بفروضه كافة، لجهة الضغط الذي يتعرض له، خلال الاستماع الى الحصة عبر المنصة الالكترونية.
وتتلخص الايجابيات بحسب آراء المستفتين بالتالي:
1- وفّرت للطلاب فرصة اكمال العام الدراسي أو الجامعي، ضمن الامكانات المتاحة، برغم ان بعض التدريب قبل استخدام هذه الوسائل وحسن وتيسير استخدامها، ربما كان عاد بنتائج افضل على الطلاّب.
2- وفّر التدريس عبر الانترنت مغبّة التنقّل، وضرورة الالتزام بمتابعة الحصص في حينها، فمن يتعذّر عليه ذلك لسبب من الاسباب، فيمكنه دائما العودة الى احدى المنصات الالكترونية كالـ Teams والـ Google classroom، التي تسمح بذلك في اي وقت متوفر.
الا أنه، لا يجب أن ننسى، أن الازمة الوبائية التي استجدت فرضت هذه المنصات، ورغم وجود بعض التعقيدات والمآخذ عليها، فقد ادت الغرض المنشود منها، الى حد مقبول نسبيا…
ويجمع من تم أخذ آرائهم، أن تجربة التعليم عن بعد، غير جيدة وغير كافية، ولكنها حافظت على إبقاء الطالب في أجواء الدراسة، ولو بالحد الأدنى.