بوابة التربية: جاءنا بيان صادر عن الأساتذة في التعليم الثانوي الذين عادوا إلى التدريس، وفيه:
نحن أساتذة التعليم الثانوي الرسمي الذين كنا ممتنعين عن التدريس ورجعنا إلى التدريس نوضح ما يلي : – إن عودتنا إلى التعليم هي ليست بسبب قناعتنا بتحقيق مطالبنا أو حتى استعادة أدنى حقوقنا المسلوبة، لأنه تجلى لنا بشكل واضح بأنه لم نحصل على شيء من حقوقنا المسلوبة وتحديدا تلك التي تدخل في صلب حياة الأستاذ المعيشية، من راتب يؤمن أدنى مستوى من مقومات العيش، وكذلك التقديمات الصحية والاجتماعية، وهذان الشرطان لم يتحققا…
لقد عدنا على مضض، إلى التعليم من منطلق إنساني وأخلاقي فقط، وحرصاً على عدم تضييع العام الدراسي على التلاميذ، وإننا كأساتذة تعليم ثانوي نحرص أشد الحرص على مصلحة التلاميذ باستمرار العام الدراسي، لكن التساؤلات الذي تنتابنا: هل ستظل رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي راضية ببقاء متوسط راتب أستاذ التعليم الثانوي الرسمي بحدود ال 100 دولار حتى نهاية العام الدراسي الحالي؟؟ هل تظن الرابطة أنه سيكون ثمة عام دراسي مقبل ؟؟؟ هل ستكون القوى السياسية الداعمة لروابط المعلمين والأساتذة معنا؟؟ ووهل ستدافع عن التعليم الثانوي الرسمي الذي سينهار إذا لم يتم تثبيت رواتب الأساتذة عبر منصة صيرفة خاصة بهم من شأنها الحفاظ على قيمة راتب شهري تتراوح بين ال500 وال 700 دولار ما يؤمن للأستاذ أدنى مقومات عيشه ؟؟؟!!! هل ستقف رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي بوجه هذا الظلم الذي يتعرض له الأساتذة أو ستستمر بتحميلهم مسؤولية عرقلة انتظام العام الدراسي؟؟؟
أمام هذه التساؤلات نقول: نحن كأساتذة تعليم ثانوي رسمي قد نتحمل هذا الظلم ظرفيا وفي غياب انتظام المؤسسات الدستورية في لبنان، لكن عندما تنتظم هذه المؤسسات سيكون لنا حديث آخر، والنار ما زالت تحت الرماد، والأساتذة الذين عادوا إلى التعليم لم يعودوا عن قناعة ، إنما بدوافع إنسانية، وبسبب الضغوطات التي تمارس عليهم لناحية تحميلهم مسؤولية ضياع العام الدراسي… لذلك فإن المسؤولية الأساسية في انطلاق العام الدراسي القادم تتحملها روابط المعلمين والأساتذة والقوى السياسية الداعمة لها، والحكومة اللبنانية بشكل أساسي، فالتحركات الأخيرة أثبتت بأن الأساتذة الممتنعين ليس لهم غطاء سياسي… فهل سيترك التعليم الثانوي الرسمي يلفظ أنفاسه الأخيرة ؟؟؟ هل يتصورون أن ينتهي هذا العام الدراسي ويبدأ عام دراسي جديد من دون تأمين أدنى مقومات العيش الكريم للأستاذ ؟؟؟
نحن أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نؤكد لكم أنه إن لم يسارع المعنيون في الحكومة اللبنانية إلى وضع آلية واضحة لإعطاء الأساتذة حقوقهم المسلوبة على أساس صيرفة خاصة، تمكنهم من قبض راتب ثابت بالدولار الامريكي يضمن لهم العيش بكرامة، وإقرار آلية واضحة للاستشفاء والطبابة والتقديمات الإجتماعية، ستشاهدون تحركات احتجاجية لأساتذة التعليم الثانوي الرسمي كافة، من شأنها أن تقلب الطاولة فوق رؤوس الذين يستخفون بهذا القطاع التعليمي الرائد الذي تريد هذه السلطة تحويله إلى مؤسسة متعثرة ، فارغة من كوادرها التعليمية وخبراتها التي يشهد لها القاصي والداني بالتألق والتميز مقارنة مع المؤسسات الخاصة… ولا يظنن أحد بأن هذا التعليم الثانوي الرسمي سيترك ينزف، حتى يتم الاجهاز عليه بناء على إملاءات صندوق النقد الدولي ، وتسفك حقوق أساتذته ويتم تشريدهم بدم بارد وعن سابق إصرار وتصميم …. وإن حرمان الأساتذة من حقوقهم المشروعة، والقبول بذوبان رواتبهم، وفقدان التقديمات الصحية والاجتماعية لهو إجراء ظالم جدا بحق شريحة كبيرة في التعليم الرسمي، إنه سرقة مقوننة لأبسط حقوقهم ، بل هو بمثابة قطع لأعناقهم، فقطع الأرزاق يعادل قطع الأعناق .
لذلك لن نستكين في مواجهة هذا الظلم، ولن نسكت عن تحويلنا إلى مقصلة جماعية تستهدف وجودنا ووجود عائلاتنا…وسنكون عندئذ كالموج الهادر وسنصعد تحركنا في الشارع وصولاً إلى العصيان المدني ..