الجمعة , ديسمبر 13 2024

أفاق طرائق التعليم الجامعي في القرن الحادي والعشرين

%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%85%d9%86%d9%8a%d9%85%d9%86%d8%a9
د. علي منيمنة

 

 

  • البرفسور علي منيمنة

في البداية أرغب في توضيح مصطلح أصبح شائعاً ولايمكن تغيره وهو إستخدام التعليم العالي الذي يعني التعليم الجامعي، السؤال ما هو التعليم الأدنى؟ ولذلك أفضل إستخدام التعليم الجامعي متابعة لحلاقات التعليم: الروضة، الإبتدائي، الثانوي، فالتعليم الجامعي.

يقوم التعليم الجامعي في هذا القرن الحادي والعشرين على الركائز التالية:

1- التكوين العلمي الجيد والمتلائم مع إحتياجات سوق العمل والبحث العلمي.

2- الطرائق الحديثة للتعليم (التكوين).

3- إستخدام التقنيات الحديثة في المعلوماتية والإلكترونيك كوسائل للإيضاح والبحث وليس وسائل أساسية في التعليم.

4- ان تخضع المؤسسة الجامعية الى التقييم المستمر الداخلي (اي من المؤسسة نفسها) والخارجي من مؤسسات عالمية متخصصة في التقييم الجامعي تبعاً لمعايير محددة.

سوف نتطرق في بحثنا هذا النقطتين الأولى والثانية أما الثالثة والرابعة لهما أبحاث ودراسات مستقلة ومنفردة .

التكوين العلمي الجيد والمتلائم مع إحتياجات سوق العمل والبحث العلمي

يعد التعليم الجامعي بشكل عام المصدر الأساسي الداعم لسوق العمل (وطبعاً منها الجامعات) بالكوادرالبشرية. وفي ظل المتغيرات السريعة والتطورات الإقتصادية والعلمية والتقنية والإعلامية وغيرها، مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحادي والعشرون أصبحت سوق العمل تتطلب كوادر بشرية ومهارات متخصصة ، تسهم بشكل كبير في النمو الإقتصادي والتنمية الشاملة والتطور التقني والبحث العلمي بما يضمن تتطور المؤسسات العامة والخاصة.

أقتصر التعليم الجامعي في القرن الماضي (إلا في السنوات الأخيرة) والقرون السابقة على

الإختصاصات (مسارات) التقليدية الكلاسيكية حسب كل كلية أو معهد .

ولكن منذ السنوات الأخيرة للقرن الماضي وبداية القرن الحادي والعشرون بدأ العالم يتغير بسرعة مذهلة، والبشرية في سباق دائم مع التحولات وقد راكمت  من المعرفة في العقدين الأخرين  ما راكمته طوال مئات السنين.

أصبح لابد من إعادة النظر في التكوين العلمي للطلاب ووضع هيكلية جديدة، يجب أن يحرص على   تزود  بالمرونة، والقابلية للتأقلم مع الحداثة، والموائمة مع حاجات سوق العمل لضمن تتطور المؤسسات العامة والخاصة (نكرر وعلى رأسها حاجات الجامعات من الكودر البشرية المتطورة)

هذا التكوين يشرف عليه أساتذة متخصصة جامعية ومن كوادر ذات خبرة علمية ومهنية من سوق العمل.

الطرائق الحديثة للتعليم (التكوين)

يعتمد حتى الأن في التعليم الجامعي نقل المعرفة الى الطلاب وسيلة التلقين المباشر في قاعة التدريس دون أحداث أي نوع من التفاعل بين الأستاذ والطلاب سوى إعادة الشرح المختصر لبعض الفقرات من المحاضرة التي لم يفهمها بعض الطلاب وزد على ذلك بدأت أغلبية هيئة التدريس تستخدم برامج في المعلوماتية لكتابة المحاضرات مسبقاً (أو نقلها من المنصات المتخصصة) وقرءتها في قاعة التدريس  أوالمدرج دون أي تعب أو تفاعل وكأن الطلاب يجهلون القراءة .

بناءً لما تقدم يجب إعدة النظر في طرائق التعليم الجامعي على الشكل التالي :

  • يجب الغاء المفهوم التقليدي المتوارث منذ عصور وهو التدريس في المدرج او القاعة الكبرى

 

فلا يمكن نقل وإيصال المعرفة لمئات الطلاب والتفاعل بينهم وبين الأستاذ المحاضر، وخاصة في بداية السنوات الأولى حيث أن الطالب يأتي وقد أمضى إثني عشرة سنة وهو يتابع دراسته في قاعة الصف لايتعدى عدد التلاميذها الثلاثين تلميذاً. بالإضافة إلى الفوضى التي يتسسبب فيها بعض الطلاب ربما لعدم قدرتهم على التأقلم مع هذا المحيط  أو لعدم إدراكهم عن محتوى المحاضرة . لأن أحداً لم يرشدهم إلى أهداف هذا الإختصاص وما هي علاقته بسوق العمل عندما يتخرج من الجامعة.

 

  • يستعاض عن المدرجات والقاعات الكبرى بتوزيع الطلاب الى مجموعات لا يتعدى فيها عدد الطلاب الثلاثون.

 

  • في بداية المادة يبادر الأستاذ المسؤول بشرح مفصل لبرنامج ومنهاج المادة والهدف منها علمياً وعلاقتها بسوق العمل. في بداية كل فصل من المادة يقوم بشرح محتوى الفصل ويطلب من الطلاب التوسع في إيضاح هذا الفصل عبر تقنيات المعلوماتية إحضار تمارين أو فقرات لم يشرحها بشكل وافي (عن قصد). وبهذه الطريقة يكون الطلاب قد شاركوا مع الأستاذ في وضع المحتوى الكامل للمادة وربما أضاف الطلاب بعض الأشياء الحديثة.

4-يستعاض عن التقييم التقليدي المبني على الإمتحانات الخطية وبعضها شفهية بالتقييم المستمر المبني على الحضور اليومي، المشاركة والتفاعل، بعض الإمتحانات الخطية ذات مدد قصيرة والوجبات. في نهاية مدة تدريس المادة (فصل أو سنة دراسية) يعطي الأستاذ العلامة النهائية لكل طالب للأدارة.

بهذه الطريقة بكل تأكيد سيكون وصول أهداف المادة : المعرفة وحاجة سوق العمل لها قد وصلت للطلاب بشكل جيد ربما ممتاذ مع نسبة نجاح للطلاب ستكون مرتفعة.

نشير أنه لابد من وجود منسق للمادة الواحدة إذا كان يوجد عدة فرق للمادة الواحدة حتى ينسق بين الأساتذة أكاديمياً (محتوى المادة) ومراقبة تقييم الطلاب .

سوف يعترض البعض على هذا المفهوم لسببين :

  • يتطلب عدد أكثر من القاعات للتدريس ولكن يمكن حلها أن تقوم إدارة الجامعة بالتدريس لأطول مدة زمنية ممكنمة من النهار.

–  يتطلب عدد أكثر من الأساتذة وهذا صحيح ولكن إذا لاحظنا لأعداد الدكاترة الذين يتخرجون من معاهد الدكتوراة في بعض الجامعات اللبنانية والدكاترة الذين يأتون من الخارج فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، ……… فأنه بعد عقد من الزمن ربما سيكون عدد الدكاترة يفوق عدد الطلاب.

– ربما يحتج البعض على أن الطالب وخاصة مع بداية السنة الأولى لايملك الكفاء للمشاركة في وضع منهاج المادة. جوابي أنه يستطيع ذلك بعد إثني عشرة سنة من الإعداد من التعليم ما قبل التعليم الجامعي وما يملك من وسائل وتقنيات حديثة.

-الأحتجاج الأخر هو الكلفة المادية ولكن هذه هي أقل بكثير من كلفة المادية الأعمال المخبرية في الكليات التطبيقية الذي تتطلب أستاذ ومحضر ، وأجهزة وصيانة الأجهزة وهي باهظة الكلفة، وأجهزة زجاجية تستهلك بكميات كبيرة بسبب الأستعمال أو التكسيروالمواد المخبرية للأستهلاك…..ألخ.

لكن بكل تأكيد أن المردود المعرفي والمهني من الفكرة التي نقترحها هو افضل من الطرائق المعتمدة.

 

  • العميد السابق لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية

عن mcg

شاهد أيضاً

مشاركة تحالف تكنولوجيا التربية في الندوة الاقليمية حول ريادة الأعمال وتمكين المرأة في تونس

بوابة التربية: شارك مؤسس تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتكنولوجيا التربية ربيع بعلبكي ونائب الرئيس …