
بوابة التربية: رد عضو المجلس التنفيذي في نقابة المعلمين انطوان المدور على مقال موقع “السياسة” المؤرّخ بتاريخ 12-11-2021 بعنوان نقابة المعلمين في خطر وقال:
ما كنت أحسبني أصل الى زمن يسيء فيه اليّ عبدٌ وهو محمود
كنت قد اخذت عهدًا على نفسي طوال فترة السنوات العشرين النقابية بألا اردَّ على أيّ انتقادات تطالني، أو أي كلام له علاقة بالانتخابات النقابية، لأنني مؤمن بأن لكل مرشح الحق في أن يقوم بحملته التي يراها مناسبة….ومن المعيب أن يتراشق المعلمون بالتهم قي حملاتهم.الّا أنّما كُتب من تَجنِّي صاحب هذا المقال لا يمكن السكوت عنه.
أنا أفهم ان يقوم كلّ مرشّح بالحملة التي تناسبه، ولكن ان تكون حملته على حساب كرامة الآخرين وعلى اتهامهم وتخوينهم، ويشوّهون صورتي، وينكرون انجازاتي، ويتهموني بحرمان المعلّمين من حقوقهم بالدرجات الست، فهذا ما لن اسمح به سواء اكنت مرشحا ام لا، والانجازات التي حققتها طوال حياتي النقابية هي تاريخ ناصع من الكرامة والشرف النقابي، والتضحية تجاه زملائي المعلّمين وحفاظًا على حقوقهم ومصالحهم.
أنا أتفهم الحملات الانتخابية، ولكن لا أتفهم مستوى المعلم الذي يسمح لنفسه أن يمسّ بكرامة زميله، ويتّهمه بموضوع ظلما لكي يظهر بانه المخلّص والمنقذ.
انا لا أعرف من هو كاتب المقال، ولا صاحب الموقع، ولكن من واجباتي الردّ على اي كان عندما يطالني بالشخصي، ويزوّر الانجازات التي حققتُها خلال 20 سنة من النضال النقابي.
حملت لواء سلسلة الرتب والرواتب من سنة 2012وحققنا ما حققناه، وكانت سلسلة رتب تتحقق لأول مرة بتاريخ الهيئة التعليمية، بحيث تعدّلت رواتب المعلمين أكثر من مئة في المئة،وحصلواعلى ست درجات إضافية، مع مفعول رجعي لغلاء المعيشة، حتى ضجّت بنا الشوارع والساحات، وخضنا إضرابا مفتوحًا لسبعة عشر يوما، لم أغب عنه يومًا، وكدت أدفع ثمنه مهنتي ومستقبلي وحياتي،وها هم اليوم يتهموننا بالسرقة وبحرمان المعلمين من حقوقهم؟يا عيب الشوم!!
بتاريخ 18 آب 2017 أُقِرَّت السلسلة، وحقّقنا الانجاز الكبير، وهذه السلسلة اعطت المعلمين كلّهم الحق في الراتب الجديد والدرجات الست، إلا أن المؤسسات التربوية امتنعت عن تطبيق القانون وحاولت مرات عدة فصل التشريع بين التعليم الرسميوالخاص، وحاولوا الضغط على الكتل النيابية، وبشتى الطرق من اجل عدم دفع السلسلة، وكنا في المرصاد وباءت كل المحاولات بالفشل، حتى وصلنا الى صندوق التعويضات حيث امتنع ممثلو المؤسسات عن التوقيع على الدرجات الست، وعن دفعها للمستفيدين منها، فاعترضنا نحن، وكنت اول المعترضين، وعقدت مؤتمرا صحفيا مع زملائي في النقابة بتاريخ 8-1-2018 وشرحت فيه الخطوات التصعيدية التي اتخذناها من أجل تحصيل حقوق المعلمين في الصندوق، وقاطعنا التوقيع على الجلسات وعلى القرارات لمدّة ثمانية أشهر من أجل الضغط علىممثِّلي المدراس من اجل الاعتراف بالدرجات الست، وقاطعنا بعض الجلسات،وأقمنا الاعتصامات امام الصندوق، ومن ثمّ اتفقنا مع زملائنا في النقابة على ان نوافق على توقيع المعاملات بشرط أن يُحتَسَبَ التعويض او التقاعد كدفعة على الحساب، من اجل ربط النزاع، ولنحافظ على حق المتقاعد للمطالبة بالدرجات الست، ومن أجل أن نسهّل عليه رفع دعوى امام القضاء المختص للمطالبة بحقه، واسترجاع ما حسم منه، وهذا ما يحصل، اذ انّ معظم المعلمين يرفعون دعاوى ضد الصندوق، ويربحونها، بفضل القرار الذي اتخذناه، علما أننا نحن كممثلين للمعلمين في الصندوق نوقّع بتحفُّظ على كل القرارات والمحاضر منذ اكثر من ثلاث سنوات، لنساعد المعلمين على تقديم الشكاوى امام المراحع القضائية.
ازاء كل ذلك، ويأتي من يدّعي بأننا حرمنا زملاءنا من الدرجات الست؟
سؤال بِرهْن زملائنا المعلمين الذين يفهمون في العمل النقابي. يأتي من يدعي باننا مقصرون؟ يأتي من يسرق إنجازاتنا ويجيّرها لنفسه ويعتبر نفسه هو المنقذ؟ من يصدّق هذا الكلام؟ ومن يستطيع أن ينكر هذه الوقائع؟ فهل هذا ما يريده المعلّمون؟ وهل هكذا يكافَأ الذين ضحّوا طوال هذه السنوات؟
امّا بالعودة الى صاحب الموقع المزوّر واللاموضوعي، فلو كان صادقًا، لكان على الأقل اتّصل بمدير الصندوق أو بمدير عام وزارة التربية أو بأحد موظفي الصندوق ليسأل اذا كان هذا الكلام صحيحا أم لا، لبعض المصداقية على الاقل، ولو كان فعل ذلك لكان اكتشف انه خبر كاذب، ولكن وللأسف على حساب الآخرين، وللاسف أيضًأ فإنّ بعض “الصحافة المضلِّلة” تتعمّد الكذب ونشر الكلام المسيء من أجل جذب القرّاء تحت عناوين السرقة والهدر والافتراء.
أخيراً أقول:
أنا انطوان المدور، أتوجه الى كل معلم شريف في هذا الوطن وأسأله هل هكذا يكافَأ النقابيون في هذا البلد؟ وهل هذه شيمة المعلمين؟ أنا بتصرّف ايّ معلّم يثبت بالفعل أيّ تقصير لي أو لزملائي في عملنا ونقابيّتنا. وكل من يمسك عليّ أية شائبة فأنا مستعدٌّ للمحاسبة أمام الرأي العام، كما أدعو صاحب المقال الى مناظرة متلفزة ومباشرة على الهواء، والقرار النهائي اتركه للمعلمين. لأنني أثق بالمعلمين القادة والروّاد، ولا تنطلي عليهم ادعاءات وافتراءات، والكل يعرف تاريخنا ونضالنا وتضحياتنا.
أما اذا أردتم في أن أستعطي الأصوات كما يفعل الآخرون ويدّعون، فهذا لن يحصل مهما أمعنوا، فكل انسان معروف بتاريخه، والمعلمون أدرى بمصالحهم، ومن يبيعهم كلاماً أو خدمة من أجل أن يمنَّنَهم كلّ يوم ويذكّر أنني خدمتكم..
أنا نذرت نفسي لخدمة مجتمعي ووطني ونقابتي ولن أتراجع قيد أنملة عن ذلك، مهما كثرت الاشاعات وتواترت، فهذا لن يثنيني عن القيام بواجباتي أبداً من دون منّة أو اعلان أو دعاية انتخابية.
أشكر كل الذين اتصلوا واستنكروا وتجندوا للرد، وأعاهدكم بأن هذه الأكاذيب لا تخفف من عزمنا وارادتنا ورسالتنا وسترتد على مطلقيها، ولو كان كاتب هذا المقال الكاذب صادقًا، لكان قد صرّح عن اسمه لكي يحمل الحد الأدنى من الصدق والحقيقة .
وختم: زملائي المعلمين، في الختام أنتم تعرفون الحق والحقيقة، وهما يحررانكم من كل الأكاذيب .