الجمعة , ديسمبر 13 2024

أين عمال لبنان من ضرب دولة الرعاية الاجتماعية؟

بوابة التربية- كتب د. يوسف كلوت:

في عيد العمال العالمي

لو كان هناك في لبنان عمال يؤمنون بأنفسهم وحقوقهم وأهمية إنتاجهم اليدوي أو الفكري لما وصل الوضع إلى ما وصل إليه من انهيار وإذلال وفاقة وعوز.

عقول هذه الفئة مخدرة بالأيديولوجيات الحزبية الطائفية وإرتهاناتها الخارجية، ويوهمون أنفسهم انهم يعيشون على “العزة والحطبِ” تضحية لنجاح شعارات ومشاريع “استراتيجية كبرى”، وهي في الواقع لا تعدو كونها شعارات ومشاريع تستخدم الجماعات المحلية كمواد أولية لترسيخ نفوذٍ ما أنزل الله به من سلطان !؟ …

كل هذا في ظل قيام الرأسمالية اللبنانية بالتآزر مع النخب الحزبية الطائفية اللاوطنية اللاأخلاقية، لا سيما في مرحلة ما بعد الطائف، على دينامية سلب الحقوق وليس على  الاستغلال فقط، حيث رسى هذا السلب على مصادرة الملكية العامة والحيز العام وتدمير الشأن العام ومراكمة الدين العام كآلية تفاعلية تتلاقى عندها قوى الداخل والخارج، فتستخدمها الأولى كوسيلة مقوننة للتحكُّم والنهب المستدام، أما الثانية فستخدمها كوسيلة للاستتباع المستدام والنهب وترسيخ النفوذ والإرتهان والتطبيع. وقد وصل الوضع الآن مع هذه الطغمة السياسية والمالية المرتهنة المُطبِّعة إلى تحويل لبنان لساحة توازنات بالكامل تفككت معها أواصر الكيان والمؤسسات الرسمية الجامعة، حيت يتم ضرب القطاع العام والوظيفة العامة ومعهما ما تبقى من دولة الرعاية الإجتماعية وخدماتها العامة لا سيما التعليمية منها وإدراجها بشكل شبه كامل في منطق السوق والقطاع الخاص.

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

وزارة التربية تنفي: لم يصدر عنا أي بيان

  بوابة التربية: أعلن المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي، أن عددا من الناشطين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *