كتبت مريم عطية ماضي أبو ماضي*:
إن البحث عن أساليب حديثة في الإدارة كان مطلبا حثيثا محاولة للتأقلم مع التغييرات العالمية التي زادت من حدة التنافسية، وغيرت في طبيعة انجاز الأعمال كنتيجة للتطور الهائل في عالم التكنولوجيا والاتصالات وسطوة العقل البشري، حيث شكل مدخل إدارة التميز أنموذجًا مهمًا للمنظمات بإدارتها الحالية وعاملاً مساعداً لها لضمان بقاءها واستمرارية نجاحها وتطويرها المستقبلي.
ويمكن تعريف إدارة التميز:
إدارة التميز: هي محصلة لتطبيق مجموعة من المعايير التي تمكن المؤسسة من التوصل إلى نتائج تنافسية غير مسبوقة تزيد من الحصة السوقية وتساهم في زيادة الربحية.
إدارة التميز في المؤسسات التعليمية: عرّفها الخصاونة ( 2018 ) بأنها عبارة عن نظام إداري يتضمن على مجموعة من المعايير التطويرية، والتي تسعى إلى الاستثمار في موارد المؤسسة التعليمية من أجل تحويلها إلى مخرجات ذات جودة عالية قادرة على تلبية احتياجات المؤسسة المستقبلية، وتسعى دائماً إلى تحقيق الكفاءة العالية والتنافس مع المؤسسات الأخرى .
مبادئ إدارة التميز
يمكن تحديد مبادئ إدارة التميز على النحو الآتي:
مبدأ القيادة بالإبداع والتشاركية.
مبدأ القابلية للتغيير، ويعني توفير المناخ الإيجابي في المنظمة مع إشعال روح التنافس الإيجابي البناء.
مبدأ المشاركة المجتمعية، من خلال تقديم الخدمة المتميزة لهم.
مبدأ الإنتاجية، بمعنى تركيز الاهتمام على الآليات والإجراءات التي تؤكد على تحقيق مخرجات عالية الجودة وضمن المعايير الدولية المعتمدة.
مبدأ المستقبلية، ويعني التركيز على البعد المستقبلي من خلال الرؤية والأهداف والبرامج.
مبدأ الابتكارية وتعني ابتكار الطرق الإبداعية الداعمة للتطوير والتحسين المستمر.
مبدأ التعددية في مصادر المعرفة وتوظيفها وإنتاجها.
مبدأ اللامركزية التي تسمح بنوع من الاستقلال (المالي والفني والإداري) والإدارة الذاتية.
مقومات تحقيق التميز المؤسسي:
من أهم مقومات تحقيق التميز المؤسسي ما يلي:
▪ بناء نظام استراتيجي متكامل يعبر عن نظرات المستقبل للمؤسسة.
▪ السياسات المتكاملة التي تحكم عمل المؤسسة.
▪ هيكلة المؤسسة وتناسبها مع متطلبات إدارة التميز المؤسسي.
▪ نظام معلومات متكامل.
▪ قيادة إدارية متعلمة ومدربة.
▪ أسلوب عمل لإدارة الموارد البشرية.
▪ أسلوب عمل لتأكيد التميز والجودة.
▪ أسلوب لإدارة وتقييم أداء العاملين
إدارة التميز في المؤسسات التعليمية
أشارت السيد ( 2020 ) إلى أن إدارة التّميّز في المؤسسات التعليمية تواجه العديد من المتغيرات، مما يزيد حاجتها لمواجهتها، وأن تكون مرنة في التعامل معها، لذا فهي بحاجة إلى تطوير أدائها، لتصبح أكثر كفاءة وتميّز، وذلك من خلال توفير القدرات اللازمة كتوظيف الكفاءات، والمهارات، والقدرات ، والموارد المتاحة، من أجل توظيفها بشكل فعّال، وبالتالي فإن إدارة التّميّز تجعل هذه المؤسسات، تحقق الميزة التنافسية مع المؤسسات الأخرى. بالإضافة إلى أن إدارة التّميّز لها القدرة على تحقيق التكامل في مكونات المؤسسات التعليمية، وعناصرها، وجعلها أكثر تناسقاً وترابطاً وبالتالي تحقيق النتائج المستهدفة بما يتناسب مع رغبات، وتوقعات المديرين.
خصائص إدارة التميز في المؤسسات التعليمية
هناك العديد من خصائص إدارة التميز في المؤسسات التعليمية وهي كالآتي:
التطوير الدائم الذي يساهم في رفع مستواها الإداري والوظيفي.
إنشاء علاقات مع جميع الجهات المرتبطة بالمؤسسة، وتنميتها بهدف زيادة فرص تحقيق هذه المؤسسة لأهدافها.
تحديد وقياس العناصر المرتبطة بتطوير أداء المؤسسة.
إشباع رغبات الموظفين والطلبة بما تقدمه من خدمات.
تسعى إلى التقويم الذاتي لأدائها بشكل مستمر، من أجل تبيان نقاط القوة والضعف، وتحسين الأداء بناءً عليها.
تكشف عن القدرات التي تميّز المؤسسة عن غيرها من المؤسسات، والسعي لتطويرها وتنميتها لتحقيق أعلى استفادة.
أهداف إدارة التميز في المؤسسات التعليمية
بيّنت عطية (2017) أن إدارة التّميّز تهدف إلى مساعدة المؤسسات التعليمية في تدعيم قدراتها، وإمكانياتها، وأيضاً مساعدتها على التفوّق عن غيرها من المؤسسات التّعليمية، التي تقدم خدمات مماثلة على المستويات المحلية، والإقليمية، والعالمية، من خلال الاستخدام الأمثل لموارد المؤسسة المالية، والمادية، والبشرية، والتكنولوجية، والمعلوماتية. كذلك تحقيق التّطوير المستمر لخدماتها، ومواردها، بالإضافة إلى البحث عن الاختلاف بين المنافسين، والاهتمام بتقديم خدمات تعليمية أكثر تميزاً، مع الاستجابة لمتطلبات عملاء المؤسسة وبالتالي تدعيم مكانتها التنافسية.
معوقات تحقيق التميز في المؤسسات التعليمية:
- تعدد أهداف المؤسسات التعليمية، وعدم تحديدها بوضوح ودقة، وعدم تطويرها لتستجيب لتغيرات البيئة الخارجية.
- الاهتمام بالأهداف قصيرة الأجل وإهمال الأهداف طويلة الأجل.
- نقص الكفاءات الإدارية المحترفة، مما يؤثر سلباً على تحليل بيانات البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة التعليمية.
- الهيكل التنظيمي البيروقراطي الذي يصعب انتقال المعلومات من المستويات الدنيا إلى الإدارة العليا.
- قلة موارد المؤسسة كالنقص في الموارد المالية.
- تركيز العمليات الرقابية على المدخلات بدلًا من المخرجات.
* ماجستير إدارة تربوية
المراجع
خوج، أمل وخوج، حنان. (2023) . إدارة التميز كمدخل لتطوير أداء مؤسسات التعليم العام من وجهة نظر القيادات التربوية (دراسة ميدانية). مجلة المعهد العالي للدراسات النوعية، ع 7 ، م 3. المملكة العربية السعودية.
أبو سعدة، أحمد. (2021). إدارة التميز المؤسسي كمدخل لتطوير الأداء الإداري في مدارس التعليم الأساسي بمحافظة الفيوم. مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية، ع 15، م 15. مصر.
الخصاونة، ثابت. (2018 ). واقع تطبيق مديري ومديرات المدارس الثانوية في قصبة إربد بالمملكة الأردنية الهاشمية لمعايير إدارة التميز. مجلة العلوم التربوية والنفسية، ع 28،م2.
السيد، إيمان. (2020). متطلبات تطبيق النموذج الأوروبي لإدارة التميز في مؤسسات التعليم قبل الجامعي في مصر. مجلة كلية التربية. جامعة المنصورة، مصر. ع 111.
عطية، أفكار. (2017). تصور مقترح لإدارة التميز التنظيمي بالمدارس الخاصة بمحافظة الإسكندرية وفق النموذج الأوروبي للتميز EFQM . مجلة الإدارة التربوية، جامعة الإسكندرية، ع 14.