بوابة التربية: أصدر اتحاد الشباب الوطني لمناسبة عيد المعلّم، البيان – النداء التالي:
حلّ عيد المعلّم ولبنان يرزح تحت وطأة أزمة بنيويّة غير مسبوقة في تاريخه أو تاريخ بلدان أخرى، وأكثر الذين يعانون انعكاسات هذه الأزمة هم المعلّمون، ذلك أنهم بين نارين: نار الرسالة التي تفرض عليهم التضحية، ونار الحاجة الى حياة كريمة لهم ولأسرهم، التي تتطلب منهم امكانيات مادية لكفاية الحاجات اليومية. إن أقدموا على التعليم أنّت بطون أبنائهم، وإن أحجموا أقفلت المدارس أبوابها وتعطلت مسيرة التربية والتعليم التي بدونها لا نهوض للوطن ولا قيامة للمجتمع. والمصيبة ان من أوصل البلاد الى الهاوية لا يزال مستمرًا في تولّي السلطة وهو العاجز عن ابتكار الحلول الناجعة لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ان اتحاد الشباب الوطني، وهو يتقدّم من المعلّمين والمعلّمات في عيدهم بأنبل التمنيّات، وانطلاقًا من قاعدة أرساها منذ تأسيسه، تقوم على مبدأ المطالبة من جهة وتقديم الاقتراحات للحلول من جهة ثانية، فإنه يتوجه الى الزملاء والزميلات بما يلي:
1- استمرار الخطوات الضاغطة على التركيبة الحاكمة بكل الوسائل الديمقراطية المتاحة، عبر الأدوات النقابيّة، ومن خلال التجمعّات والهيئات العاملة لنهضة التعليم وإنصاف المعلّمين، وعدم الاستسلام أمام عجز المسؤولين ومنعًا لرضوخهم أمام توصيات البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وكلاهما شريك فيما وصلنا اليه من خلال حمايتهم السابقة والمتواصلة لأصحاب مراكز القرار لا سيما القرار المالي المخطوف.
2- تشكيل خلايا عمل في القرى ومجتمعات المدارس في المدينة وأهالي التلاميذ للبحث عن امكانيات مادية تُسهم في تلبية الحاجات الملّحة للمعلّمين وتحول دون تسرّب الطلاب لا سيما الفقراء منهم. وذلك عبر انشاء صندوق مالي يسهم في تغذيته المتموّلون والبلديّات والجمعيّات والأندية والأحزاب الموجودة وأهالي الطلّاب كل حسب امكانياته وقدراته.
3- ان التنمية في المجتمعات تتم عادة عبر واحد من نموذجين: النموذج الأول هو تنمية تقوم بها الدولة القادرة والراغبة في آن، وهو نموذج تشهده الدول المركزية الصاعدة، التي تقوم بوضع خطط مرحليّة وتتابع التنفيذ بعيدًا عن المحسوبيّات والحساسيّات، ونحن بعيدون عن هذا النموذج. والنموذج الثاني هو تنمية مجتمعيّة محليّة تقوم على المبادرة الذاتيّة التعاونيّة، ويقوم بهذا النموذج المجتمع المحلّي من سلطات محليّة وأندية وجمعيّات وأفراد. وهو ما نحتاجه في لبنان في هذه المرحلة بالذات حيث الدولة أشهرت عمليًا إفلاسها ولا مشكلة لديها ولا لدى داعميها في إعادة الجهل الى مجتمعاتنا.
4- في عيد المعلّم، لا بد من التأكيد ان المعلّم هو أساس نهضة المجتمع وهو الزارع للقيم والباني للإنسان، والدافع للتطور، فلا يجوز ان يبقى أسير لقمة العيش، ولا يجوز ان يتخلّى عن رسالته التي انتدب نفسه لها، وعلى المجتمع أن يدرك أن دعمه للمعلم هو استثمار حقيقي في مستقبل أبنائه وعائلته ومجتمعه.
5- في عيد المعلّم، لا بد ان نتجاوز التحيّة الكلاميّة للمعلم، وان نتجاوز الشكوى على المسؤولين، بل علينا جميعا السعي الى ابتكار الحلول ورفض اليأس والاستسلام. ان الله سبحانه وتعالى حضّنا على التعاون، وديننا حثّنا على طلب العلم، ومأثورنا علّمنا ان من طلب العُلى سهر الليالي، وعلينا اليوم ان نسهر الليالي بحثًا عن الحلول الناجعة. كل عام وكل معلّم وكل معلّمة بخير.