بوابة التربية: وجه اتحاد الشباب الوطني، في بيان، نداءً عاجلًا لإنقاذ التعليم الرسمي بخاصة والتعليم العام بعامة، أمام هول الفاجعة التي تصيب التعليم الرسمي بخاصة والتعليم العام في لبنان وجاء في النداء التالي:
لقد اصابت الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان قطاع التعليم والتربية بمقتل وبخاصة التعليم الرسمي في كل مراحله من الروضة حتى الجامعة.
وللأسف فإن أحدًا من المسؤولين القادرين على تخفيف أزمة التعليم لم يبادر الى اتخاذ الخطوات المناسبة قبل فوات الأوان، بل على العكس استطاع المسؤولون بخبثهم السياسي المعلوم ان يوقعوا الشقاق في صفوف المعلمين والأساتذة حتى غدت كل مجموعة ترى الأمور من منظارها وتحمل مسؤولية التقصير لمجموعات اخرى سواء كانت نقابية منتخبة او نقابية متطوعة.
وبدل ان يعمل المسؤولون على حل الازمة، راحوا يتفرجون بسرور عظيم وهم يرون العمل النقابي التعليمي يتمزق ويتشظّى من الداخل وكلنا يذكر كم حاولوا سابقًا شق العمل النقابي وشرذمته لأنه كان حجر عثرة في طريق تنفيذ توصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الداعم لمبدأ التعاقد الوظيفي منذ مؤتمر باريس الأول عام ١٩٩٦.
ان الأزمة المستفحلة اليوم هي بالتاكيد ليست تقصيرًا او قصورًا فقط عند الروابط المنتخبة وليست نتيجة مطالب زائدة عند المعلمين والأساتذة على مختلف انواع تسمياتهم ، وليست ايضا نتيجة تقصير موظف او مسؤول في وزارة التربية فقط.
ان المسؤولية الرئيسية تتحملها الحكومات المتعاقبة والمجالس النيابية المتعاقبة ولجان التربية النيابية ووزارة التربية والمركز التربوي للبحوث والإنماء واللجان التي استنزفت مع المستشارين أموالًا طائلة قدمت على شكل قروض أو تبرعات لدعم التعليم الرسمي لكنها ذهبت بمعظمها الى الجيوب بدل ان تذهب لتعزيز هذا القطاع الحيوي في حاضر ومستقبل لبنان.
ان علينا جميعًا ادراك ان هدف الدول المانحة لا ينفصل عن اهداف صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وجميعهم مجمعون على ضرورة تقليص القطاع العام وفي مقدمه التعليم الرسمي، وهناك جهات لبنانية عديدة في جميع الطوائف والمناطق لا تمانع في ذلك ان لم نقل انها تكون مسرورة جدا فيما لو تحقق هذا الامر اليوم قبل الغد.
لذلك فاننا في اتحاد الشباب الوطني الذي يجمع فئتي المعلمين والطلاب والذي ينحاز منذ نشأته قبل ٤٤ عامًا للتعليم الرسمي لأنه تعليم وطني وليس طائفيًا ولا مذهبيًا، نوجه نداءً الى كل المعنيين في العملية التربوية للتحرك الفاعل والسريع والحاسم لإنقاذ قطاع التربية والتعليم في لبنان كل حسب موقعه ومسؤولياته.
ان الحكومة بشخص رئيسها ووزير التربية فيها مطالبة بتحقيق مطالب المعلمين والاساتذة بما يحفظ كرامتهم واستمرارهم في تأدية رسالتهم، فهم وان كانوا يغلبون الجانب الرسالي في عملهم على ما عداه فانهم ارباب عائلات من حقها ان تعيش عيشة كريمة .
كذلك فان روابط المعلمين ولجان المعلمين معنيون بالدعوة الى عقد مؤتمرات مناطقيه تختتم بمؤتمر مركزي يحدد استراتيجية التعامل مع الازمة الحالية وكيفية الخروج منها. ان نهج الشتائم مرفوض ونهج الهروب من المسؤولية لا يحل المشكلة انما يفاقمها. ان الغلبة يجب ان تكون للخطاب الوطني الذي يبني وليس للخطاب التحريضي الذي يزيد من حدة الانقسام والتشرذم في صفوف المعلمين والأساتذة.
ان المؤتمر المنشود يجب ان يخرج بصيغة لعمل نقابي مشترك بين اساتذة ومعلمي الملاك واساتذة ومعلمي التعاقد على اختلاف انواعه، فالمركب يغرق بالجميع ولا خلاص لفئة على حساب اخرى ولا لفرد على حساب المجموعة.
ان نداءنا ليس فعلًا عاطفيًا انما هو اقتراح عمل للخروج من عنق الزجاجة وسبيلًا لوقف المذبحة التي يتعرض لها قطاع التربية والتعليم في لبنان.
ان يد الله مع الجماعة اذا تعاونوا وتعاضدوا، وان المعلمين والاساتذة بوحدتهم قادرون على تحقيق مطالبهم التي هي في الأساس ليست تعجيزية.