بوابة التربية: اختتمت اليوم فعاليّات الـمؤتمـر الـدَّولـي العلمي: البحث العلمي والابتكار – أفاقٌ معرفية في تطوير مهارات الأفراد وقُدراتهم وبناء المجتمعات والذي عقد يومي السبت والأحد 03-04 ايلول من العام 2022 افتراضيًا عبر تقنيّة الزوم، وهو من تنظيم: المركز الديمقراطي العربي ومقره ألمانيا وبالتعاون مع الجامعة الإسلامية في لبنان، وجامعة إب في اليمن، والمركز متعدد التخصصات للبحث في حسن الأداء والتنافسية بجامعة محمد الخامس في الرباط- المغرب.
وقد ترأس المؤتمر الدكتورة فيولا مخزوم مديرة المركز الديمقراطي العربي في لبنان، أما اللجنة العلمية فقد ترأسها الدكتور محمد رمال من جامعة القديس يوسف في بيروت. وقد شارك في فاعليّات المؤتمر حوالي 30 باحثًا من لبنان والوطن العربي قدموا أبحاثًا من ضمن محاور المؤتمر وكانت ذات قيمة علميّة هامة جدًا. وقد ركز البيّان الختامي للمؤتمر الذي تلته الدكتورة مخزوم والدكتور رمال على أنّ البحث الجيد هو الذي ينطلق منذ البداية بشكل جيد باختيار الموضوع الأفضل والعنوان الأنسب، ويطرح الإشكاليات والفرضيات بوضوح ودقة تامة ويصل في الأخير إلى وضع نتائج متكاملة تجيب على كل الإشكاليات والفرضيات وتقترح حلولا لها. كما ان الباحث يؤدي أدوارًا هامة في إعداد مختلف البحوث العلمية وتحسين مستواها وتمتين أدبياتها، ولهذا يتوجب أن تتوافر فيه العديد من الصفات، ومنها الاستعداد النفسي والفكري أي الرغبة الفعلية في الكتابة وحب البحث العلمي وقوة الملاحظة والتحمل والتركيز، بالإضافة لتمتعه بالمسؤولية والأمانة العلمية والأخلاق وتقبل أراء الآخرين، وإتقان اللغة والتمييز بين المناهج العلمية وكيفية استخدامها والمواشجة بينها.
أما التوصيّات الصادرة عن المؤتمر فكان أبرزها حول إيلاء عناية خاصة بمادة منهجية البحث العلمي من خلال تكثيف الحجم الساعي لتدريسها عبر جميع مراحل التكوين الجامعي والأكاديمي ولكافة التخصصات. بالاضافة الى تحديث آليات ومناهج التدريس والتقويم في الجامعات والبعد عن الحفظ والتلقين من خلال التشجيع على القراءة والمطالعة والاهتمام بالجوانب التطبيقية التي ترتقي بمستوى الباحثين. وكذلك، التركيز على البعد النوعي في اعداد البحوث الجامعية عوض التركيز على البعد الزمني. ولا ننسى أهميّة الإنفاق الرسمي على البحث العلمي، وجعل مخصصاته هي الأكبر والأولى في الميزانية الحكومية السنوية وتحسين التمويل العلمي، ليتفرغ الباحث لتنمية ذاته علميا ومعرفيا وفكريا، على أن توضع ضوابط صارمة في مكافآت الباحثين المادية، وأيضا زيادة مكافآت السادة الأساتذة ليمنحوا المزيد من جهدهم وأوقاتهم للباحثين الشباب على مستوى التوجيه والإشراف. وايضًا أهميّة تركيز الأبحاث العلميّة على المشاكل التي تعاني منها المجتمعات سعيًا من الباحثين للتخلص من هذه المشكلات بشكل جذري. وضرورة تطوير المناهج العلميّة بما يتناسب مع التطورات والتغيرات المتسارعة التي نعيشها اليوم لا سيما وأنّ الجامعات هي منتجة للعلم وليست مستهلكة له.