نظمت “كلية العلوم” في الجامعة اللبنانية، وبالتعاون مع كليات العلوم الطبية والصيدلة والصحة والمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، المؤتمر الثامن Bio Beirut 8 في علم المناعة والأمراض السرطانية، في قاعة المؤتمرات – مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث، وبرعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني.
كما وحضر النائب فادي علامة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب ديما جمالي ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية بسام بدران، رئيس رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية محمد صميلي، العقيد الطبيب وجدي حداد ممثلا وزير الدفاع وقائد الجيش، العميد الطبيب علي السيد ممثلا المدير العام للأمن العام، العميد حسن أيوب ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي، النقيب الطبيب سمر قبيسي ممثلا االمديرالعام لأمن الدولة، ممثلون عن الجامعات الخاصة وعدد من العمداء وأعضاء مجلس الجامعة ومدراء وباحثون وأساتذة الجامعة وموظفوها والطلاب ووسائل الإعلام.
بدأ المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية وبعض الأغاني الوطنية التي أدتها فرقة الجامعة اللبنانية وموسيقى الجيش اللبناني، ومن ثم رحبت الزميلة أنجيليك مونس بالحضور وجاء في كلمتها: “في المؤتمر اليوم تطل الجامعة اللبنانية كصرح تربوي متميز لتقول ان القطاع الرسمي ما زال بألف خير ولتؤكد من خلال جهازها التعليمي وإدارتها أنها حاضرة لتواكب كل تقدم وكل ما هو حديث”.
بدران
وألقى عميد كلية العلوم في الجامعة اللبنانية د. بسام بدران كلمة قال فيها: “سبع مررن على هذا المؤتمر العلمي الفريد، وما كل عزمنا ولا هانت إرادتنا، وما برحنا ننشد خير البشرية، نعتصر اليوم خمر عقولنا في كؤوس نطمح أن تكون يوما ترياقا للعابرين على بساط الوجع، مرضى السرطان الخبيث. ولأن البذرة التي تغرس في الأرض الطيبة تنمو وتثمر، فلا جدال بأن هذا المؤتمر سيؤتي أكله”.
وتابع:” وكيف لا تزهو المواسم والأرض فضاء الجامعة اللبنانية التي أثبتت وما زالت تميزها في المجال البحثي عبر الكثير من باحثيها المبدعين. وكيف لا يتجذر العزم، وبيدرنا ترعاه عيون ثاقبة ويد معطاءة تتمثل في راعي مؤتمرنا، فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، هذه الرعاية تشكل عربون وشهادة تقدير لباحثي الجامعة اللبنانية”.
وختم: “في النسخة الثامنة وكما في كل عام، نقف عند عطاءات المتألقين. ففي العام الماضي كرمت الجامعة اللبنانية عبر فعاليات هذا المؤتمر الدكتور فيليب سالم بإعطائه الدكتوراه الفخرية، وفي هذا العام نكرم علما آخر وطيرا من الطيور الكبيرة التي هاجرت لبنان من وادي شحرور لتحط في كندا، عند أعتاب التألق باحثة في مجال علوم القلب، ومستشارا أولا لرئيس الوزراء الكندي. هي الدكتورة منى نمر”.
أيوب
ومن ثم كانت كلمة للدكتور فؤاد أيوب قال فيها: “إن رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية لهذا المؤتمر إنما هو تأكيد على أن الجامعة في أولوياته وفي رعايته الدائمة وفي رؤيته الهادفة للتطوير والرقي”.
وتابع: “إن انعقاد هذا المؤتمر هو دلالة على أن الجامعة اللبنانية في حالة تأهب دائم وفي حالة يقظة مستمرة لكل ما هو متعلق بالإنسان.ولا شك أن هذا هو دور الجامعات التي منها تأتي المبادرات المرتبطة بجوهر الوجود البشري، والتي ما وجدت اختصاصاتها إلا من أجل خدمة هذا الإنسان وخدمة أهدافه”.
ورحب بالمؤتمرين والباحثين في القضايا الطبية والصحية “الذين يشكلون درعا من الدروع المحصنة والحاضنة للانسان في السعي إلى إلقاء الضوء على ما يتعرض له من أمراض”.
وأشار إلى إن البحث في مواضيع الرعاية الصحية التي تتناول بعض الأمراض المنتشرة هو من الأهمية بمكان، وبخاصة في زمن انتشرت فيه المسببات الكثيرة لها، وتعددت العوامل المساعدة على هذا الإنتشار، حيث إن نسبة تفشي هذه الأمراض، وبخاصة السرطانية منها باتت ترتفع وتتضاعف عاما بعد عام، وهذا مرده إلى كثرة الأوبئة وكثرة الحروب وتداعياتها وآثارها السلبية التي تنعكس على البيئة والإنسان معا وفي ظل ضعف المناعة التي تساهم إلى حد كبير في رفع أعداد المصابين”.
وأضاف: “قد كشفت بعض الدراسات التي رصدت انتشار مرض السرطان أنه يشكل نسبة عالية من أسباب الوفاة في كل أنحاء العالم وقد ارتفعت هذه النسبة من 7,6 مليون عام 2008 إلى 8,2 مليون عام 2012. ومن المتوقع وفق الدراسة أن تصل إلى 11,5 مليون في حلول العام 2025 وهذه المعدلات ستستمر في الإرتفاع إذا لم يبادر إلى ابتكار وسائل وأساليب تقلل من حجم ازدياده وتفشيه”.
وتابع: “لمكافحة هذا الداء في شكل نسبي لا بد من إيجاد طرائق علمية جديدة من خلال الأبحاث والدراسات ومن خلال نشر الوعي لتلافي هذا الإنتشار ولو بقدر قليل، وهنا لا بد من حث المنظمات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لأن تسعى مع الجهات المعنية في التوعية والحد من ازدياد المسببات المساعدة”.
وأشار إلى أن المؤتمر اليوم “هو نشاط ضروري وعمل تشكرون عليه”، آملا في “أن تصدر توصيات تساعد في إيجاد سبل العلاج وتمتين المنعة الصحية عند الإنسان، لتبادر الجامعة اللبنانية الرائدة في احتضان المبدعين والمواكبة لقطار العلم السريع مهما كبرت التضحيات”.
وختم: “إن الجامعة اللبنانية التي جعلت التميز والإبداع هدفها، وحفظت للعلماء والباحثين قدرهم ومكانتهم يشرفها اليوم أن تمنح أحد أبرز الشخصيات العلمية اللبنانية الدكتوره منى شهادة الدكتوراه الفخرية في علم الأمراض القلبية تقديرا لكل ما قدمت وما زالت تبذله في مجالات البحث العلمي وخدمة الإنسان. فالدكتورة شخصية علمية وإدارية وفكرية متميزة، أستاذة قديرة في حقول البحث العلمي في مجال الفيزيولوجيا ولها نتاج علمي مميز في مجال الإكتشاف والبحث العلمي والإبداعي”.
حاصباني
ومن ثم ألقى الوزير حاصباني كلمة قال فيها: “إن رعاية فخامة الرئيس لمؤتمركم ما هي إلا تأكيد أولا لدعمه. ونحن معه لجامعتنا الوطنية بكافة كلياتها للجهود المبذولة لتطوير خدماتها وتحسين نوعيتها وتنويعها في شكل يساهم في تلبية حاجات المواطنين من جهة، وفي مواكبة التطورات العلمية الحاصلة في مجالات الوقاية والتشخيص والعلاج. بخاصة وأن الموضوع المطروح لمؤتمر المناعة والأمراض السرطانية هو بالغ الأهمية ويعكس أحدث التوجهات المعتمدة عالميا في مواجهة الأمراض السرطانية”.
وأضاف: “نحن سعداء وفخورون بأن نرى جامعتنا الوطنية تحتل مكانة مميزة بين أفضل الجامعات العاملة في لبنان فهي الأكبر حجما والأكثر تنوعا وهي تغني الوطن بحوالي 3/1 الخريجين الجامعيين وفي كل الإختصاصات”.
وأردف:” فالتحية بداية نوجهها إلى الجامعة اللبنانية على الجهود التي تبذلها لتنظيم المؤتمرات العلمية المهمة وتوفير كل المتطلبات لنجاحها. ونحن كنا أكدنا في مناسبات عدة أهمية هذه المؤتمرات العلمية التي تدفع سوقنا الصحي للاستمرار في مواكبة التطورات العلمية المستجدة ليبقى محافظا على سمعته الحسنة وعراقته في هذه المنطقة من العالم العربي”.
وأشار حاصباني إلى أن “وزارة الصحة أولت الأمراض السرطانية الأهمية التي تستحق ووفرت التغطية للعلاجات بالأدوية وللحالات الاستشفائية وللكثير من الفحوص المخبرية والشعاعية والعلاج بالأشعة”.
وتابع: “ندعم الأدوية حيث استفاد من المساعدة خلال عام 2017 5916 مريض بكلفة بلغت 54 مليون دولار، وساهمنا بتغطية أكثر من 30 ألف حال استشفاء لحوالي ستة آلاف مريض، كما وساهمنا في تغطية كلفة فحوص شعاعية IRM وPetscan والعلاج بالأشعة وبكلفة فاقت عشرات مليارات الليرات سنويا. كما وأولينا أهمية كبيرة لحملات التوعية وآخرها الحملة التي أطلقناها للتعريف عن سرطان الثدي”.
وأشار إلى أن “الوزارة بدأت حديثا ومنذ 2015 باعتماد العلاج الحديث القاضي بتعزيز المناعة عند المريض ليقاوم المرض السرطاني، وأطباء الأمراض السرطانية يؤكدون فعالية العلاج. وكلنا أمل في أن يؤدي هذا العلاج في السنوات المقبلة إلى نجاحات مؤكدة حالات شفاء كلية. وفي انتظار ذلك سنبقى في الوزارة على موقفنا الداعم لهذا التوجه العلاجي، وكلنا ثقة من أننا سنكون دائما على موعد مع التطورات العلمية والنتائج الجيدة للجهود المبذولة”.
فيديو
وفي الختام، وبعد عرض فيديو قصير عن أهم إنجازات الدكتورة نمر والمركز التي تبوأتها في الخارج، تسلمت الشهادة الفخرية من وزير الصحة ورئيس الجامعة وعميد كلية العلوم.
وبدورها ألقت نمر كلمة قالت فيها: “إن لبنان كان وما زال منارة هذا الشرق ومعبره الإلزامي إلى الغرب. من خلاله عبرت وغادر أمثالي كثر إلى رحاب الكرة الأرضية لنشر رسالة الوطن الصغير للعالم أجمع”.
وتابعت: “من هنا من أمام كلية العلوم التي خرجت آلاف الباحثين والباحثات أشعر بالفخر للانتماء إلى هذا الصرح الذي يكرمني اليوم بشهادة الدكتوراه. وأشكر ثقتكم الغالية وأعاهدكم بمتابعة العمل للمساعة في استمرار التفوق العلمي والأكاديمي الذي يتميز به طلابنا وباحثينا”.