الجمعة , فبراير 7 2025

التربية على المواطنة الرقمية في الجامعة الاسلامية

ربيع بعلبكي متحدثا في الندوة

أقامت كلية الاقتصاد وادارة الاعمال في الجامعة الإسلامية في لبنان، برعاية رئيسة الجامعة الدكتورة دينا المولى ممثلة بالامين العام للجامعة الدكتور حسين بدران، ندوة تحت عنوان “المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات العمل” في قصر المؤتمرات (فرع الوردانية)، في حضور حشد من الفاعليات الاجتماعية والثقافية والاكاديمية وعمداء الجامعة والاساتذة والطلاب والمهتمين.

مخزوم
بعد النشيد الوطني، ألقت استاذة المقرر فيولا مخزوم كلمة مما قالت فيها: “انطلاقا من ايماننا برؤية الجامعة الإسلامية في لبنان، التي تهدف الى تنمية شخصية الطالب لتصبح قيادية متكاملة ومسؤولة، تتحلى بمهارات التعليم والابتكار، وايمانا منا أيضا بضرورة مشاركة الطالب في تحمل المسؤولية الإجتماعية تجاه القضايا الاجتماعية التي هي جزء منها، كنا قد بدأنا منذ العام الجامعي 2016/2017 بسلسلة نشاطات من ضمن مقرر “أخلاقيات الأعمال”، الهدف الأول منها بناء شخصية الطالب الجامعي، وتشجيعه على الابتكار والتفكير البناء والعمل الجماعي، وبالتالي سيصبح أكثر حذرا وحرصا عند اتخاذه أي قرار، وسيكون حريصا أكثر على أن تتوافق الأمور التي يفعلها في حياته مع الأهداف التي يطمح الى تحقيقها”.

بعلبكي
وألقى رئيس جمعية المعلوماتيين المحترفين ربيع بعلبكي كلمة رأى فيها ان “المسؤولية الاجتماعية المتعلقة بالتطور التكنولوجي، التي تسمى المواطنة الرقمية Digital Citizenship أصبحت كفاية أساسية في ظل الثورة الصناعية الرابعة بأبعادها الهامة التي دخلت حيز التطبيق العملي منذ ثلاث سنوات، وقامت الدول الكبرى بمصانعها ومؤسساتها بالتركيز على الصناعات والمنتجات والخدمات الذكية، وبات التحول الرقمي متجسدا بواقع جديد وخصوصا لناحية فرصة العمل المستجدة في القطاعات التالية: الذكاء الاصطناعي Ai Artificial intelligence، التعلم الآلي والآليات المتعلمة Machines Learning، الروبوتات Robotics،الطابعات الثلاثية الأبعاد3D printers،البيانات الضخمة Big Data، التكنولوجيا الانغماسية Immersive Technologies(MR, VR, AR)، انترنت الأشياء IOT internet of things،العملة الرقمية المشفرة Cryptocurrency، التجارة الإلكترونية E-commerce، الأمن السيبراني Cyber Security، الحوسبة السحابية Cloud computing، التطبيقات الذكية Smart Devices Apps، الإعلام الرقمي Digital Media، الحكومة الرقمية، E- Governmentالمعاملات الرقمية Digital transactions، الطاقات المتجددة Renewable Energy، لذلك كان لابد أن يواكب هذه المستجدات معايير عالمية وأهداف تخدم المجتمع، حتى أصبحت المواطنة الرقمية Digital Citizenship ،والتنمية المستدامة باهدافها Sustinable Development Goals، من المسائل الهامة التي يجب اعتبارها خلال مرحلة التحول الرقمي إلى عالم الثورة الصناعية الرابعة The fourth industrial revolution 4IR”.

وشدد بعلبكي على “ضرورة أن تكون الأخلاقيات المهنية والآداب السلوكية مقترنة بآليات ومبادئ وحقوق وواجبات ومسؤوليات تؤمن البيئة الآمنة لاستفادة المجتمع من التكنولوجيا، حتى تكون الابتكارات التكنولوجية فرصة وأدوات لخدمة الإنسانية وليس العكس”.

وأشار الى أن “المركز التربوي للبحوث والإنماء قام بتصميم ونشر محاضرات ودروس تفاعلية تحد من المخاطر السيبيرية، وكذلك بالنسبة الى القانون الجديد الصادر عن مجلس النواب هذه السنة والذي خصص الكثير من بنوده لناحية الأمن القومي السيبيري و الخصوصية والنشر الرقمي، وها نحن اليوم في اتحاد نقابات وجمعيات المعلوماتية نشارك بفاعلية مع وزارة التنمية الإدارية ومجلس النواب بصياغة أوراق السياسات العامة لاستحصال المراسيم وتقويم القوانين المتعلقة بالعالم الرقمي و لاسيما لناحية إدراج التربية على المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، ولا بد أن تتظافر الجهود في سبيل التشريعات التي تؤمن الوقاية والحماية لتحصين مجتمعنا وأمننا الاجتماعي”.

وختم: “إن ندوة اليوم من أهم الاعتبارات التي تبنتها الجامعة الإسلامية في لبنان، ولا بد أن أشكر رئيسة الجامعة وعميد كلية الإدارة والاقتصاد والأستاذة مخزوم الذين أتاحوا هذه الفرصة كخطوة أساسية في تحصين وطننا وأبنائنا الطلاب، الذين سيقدمون مشاريعهم وابحاثهم وآراءهم في هذا الشأن، وانتم أحبتي الطلبة من يثبت ويصنع العلامة الفارقة في مستقبل لبنان”.

حايك
وألقى عميد كلية الاقتصاد وادارة الاعمال الدكتور علي حايك كلمة استهلها بالقول: “إنه لمن دواعي سروري ان نلتقي هنا في هذا المحفل العلمي المميز، يجمعنا قاسم مشترك هو العلم الاكاديمي الذي يعلي من قيم الإنسان، ويؤمن نقلة حضارية نوعية نحو ثقافة أسسها الحضارة في استشراف كلي لخصيصة الإبداع في مجتمع الحداثة وما بعد الحداثة. ولا غرو إن قلنا ان ندوتنا تتأسس على قاعدة اصيلة من الرؤية المنهجية، والإستراتيجيا السليمة، لبناء منظومة من المبادئ والأسس التي إن أحسن استعمال أدواتها المعرفية في سياق البحث العلمي، وصيغت بشكل محكم، لأحدثت قفزة نوعية في مفاهيم العمل الجامعي، من رؤية كلاسيكية قاصرة تعتمد على التلقين، الى غنى نوعي يتمأسس على حس تحليلي استشرافي، تكون مهامه واهدافه ليس حصرا التحصيل العلمي بقدر ما ينبني على ايجاد عنصر بشري قائد يعي ما يريده، ويفهم دور الجامعة كمكان لإنتاج المعرفة المعتمدة على حس سليم، ونظرة ثاقبة وتحليل نوعي رصين”.

وأضاف: “من هنا كان لقاؤنا هذا واجتماعنا حول عنوان المسؤولية الإجتماعية وأخلاقيات العمل او Business Ethics، بابا حقيقيا نلج من خلاله، الى رؤية أوسع، ونطاق فكري في مستوى أعلى، لنحقق من خلال هذا العنوان هدفين أساسيين، وهما : ايجاد قاعدة علمية ترتكز على مفهوم الجمع والإنصهار الحقيقي بين التحصيل العلمي والمبادرة الفردية الاخلاقية، وتوحيد المفاهيم الاكاديمية ضمن بوتقة من المبادئ التي تعلي الخلقية الحسنة والحوكمة الرشيدة على مستوى العمل الاكاديمي البحثي الخلاق”.

وعرض حايك تجربته الخاصة في عمادة الاقتصاد وادارة الاعمال، وكيفية تحديث المفاهيم الأكاديمية في اتجاه رؤية استراتيجية معتمدة على التميز الإبداعي في انتاج معرفة تكوينية عنوانها البحث العلمي في نطاق احترام منظومة من القيم السلوكية والخلقية تكون جامعا حقيقيا لمعادلة، نحاول جاهدين ان تكون رافدا لكل تطور وتقدم أكاديمي في مناخ من الحرية والمبادرة وإطلاق كل الطاقات الإبداعية لطلابنا الأعزاء. من هنا كانت الخطوة الأولى التي قمت باتخاذها، وهي إعادة بلورة المفاهيم الأكاديمية الحالية، فالجامعة لم تعد مكانا او تجمعا لإنتاج افراد يحملون شهادة اكاديمية في تخصص معين، فهذه النظرة كما تعلمون اضحت قاصرة على إيفاء متطلبات البحث العلمي سواء في نطاق الدراسة او في سوق العمل لاحقا، بل إن القاعدة الصحيحة تحتم علينا تثوير الواقع الحالي عبر رفده بمبادئ ورؤى جديدة، تكون عنوانا حقيقيا، لا ملتبسا او غامضا لمفهوم التميز الاكاديمي الجامعي، من هنا كان التركيز على العنصر البشري، كموئل وهدف ومحور للعملية التعليمية المستمرة، فليس من المستساغ ان نفرد أطر وعناوين ومنهجيات بحث علمي في مختلف المواد النظرية والتطبيقية التي تعطى ان لم تتصل بعناوين النزاهة الحميدة، والشفافية الخلقية، والتجرد عن اي معطى ديني او طائفي او حزبي، بل ان ترسخ مبادئ الحس الوطني في بعده القيمي ، وهو ما نحاول جاهدين زرعه في عقول طلابنا، فليس المعول عليه كما أشرت سابقا، في انتاج مناخ علمي لسوق عمل اساسه خريج لا يعي السلوكيات الحميدة في تطبيقه لما تعلمه او تلقاه في الجامعة بقدر ما نحاول رسم أطر واضحة نستطيع من خلالها الدمج الحي بين الأبعاد النظرية والتطبيقية والحوكمة العاقلة الرشيدة القائمة على تعامل خلقي نزيه بين كل هذه المكونات المعرفية”.

واشار الى “مقدار الجهد الذي يقتضي بذله بغية إدخال هذه المنظومات القيمية في المناهج الاكاديمية في الجامعة الاسلامية، لان تغيير المفاهيم لا يمكن ان يحدث بين ليلة او ضحاها، بل هو عمل تراكمي مضني، يحتاج الى حس علمي دقيق، وحكمة واسلوب عمل يوائم بين الرؤية التي نبحث عنها، واطار الخلقية الرشيدة في نطاق سوق العمل”.

وفي الختام جرى عرض لابحاث الطلاب.

عن mcg

شاهد أيضاً

خريجة اللبنانية تتميّز بين “النساء الفرنكوفونيات صاحبات الأعمال”

  بوابة التربية: صُنّفت خريجة كلية الصيدلة في الجامعة اللبنانية هيا حامد ضمن رائدات الأعمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *