بوابة التربية- كتب *خالد الشيخ:
ممّا لا شكّ فيه أنّ وطننا العزيز لبنان في العقود الأخيرة عاش وضعاً اجتماعياً واقتصادياً صعباً، فضلاً عن خوض أبنائه صراعات داخلية دامية وحروباً خارجية صعبة، لينعكس كل ذلك شئنا أم أبينا على التربية والتعليم كمؤثّرات سلبية، ولكن اللبنانيين ولا سيما المعلمين المؤتمنين على أجيالنا وبمقوّمات متواضعة وضعت وتوضع بين أيديهم، أحدثوا ما يشبه الثورة في ميدانهم في القطاع الرسمي تحديداً الذي خطا في السنوات الأخيرة خطوات كبيرة أحيت الآمال بجعل المدرسة الرسمية مطلباً أساسياً لدى الأهالي، ومقصداً لذوي التلاميذ ومحطّ ثقته، وهذا في ظل تعديل المناهج التربوية وتطويرها، وتنمية قدرات ومهارات المدرّسين ومواكبتهم لآخر الطرائق والاستراتيجيات في التربية والتعليم.
أهل التربية والتعليم في القطاع الرسمي، وهم الذين أحاقت الأزمات الاقتصادية التي ألمّت بالبلاد بهم ظلماً وإجحافاً، ما فتئوا يواجهون التحديات وما انفكوا يتصدون لها، فيتخطون الصعوبات ويتجاوزون العقبات، لتحقيق أهدافهم السامية، من خلال ما هو متاح من مقوّمات مساعدة وأدوات مساندة.
وبناء عليه وحتى ينافس القطاع الرسمي وخاصة الأساسي منه بقوة في مساحة تقديم العلوم والمعارف، يؤكد مديرو ومديرات المدارس الرسمية على وجوب استكمال ما تمّ تأمينه في السنوات الماضية من وسائل إيضاح تعليمية، لنتماشى مع الأدوات الحديثة والمختبرات الجديدة ليكون التعليم جاذباً ومتقدّماً.
وإلى ذلك وضمن الخطط المستقبلية لا بد من السعي لتنمية التعليم ومساعدة المعلم بنطاقات مختلفة ووسائل عديدة للإيضاح سواء عبر تحديث المعلومات في العلوم التطبيقية كمنهاج في كل عام، وإدخال آخر الاختراعات والتقنيات والعروض التقديمية والذكاء الاصطناعي، وقبل ذلك كله بات مؤكداً أننا تأخرنا في نقل التعليم من أنماطه التقليدية الكلاسيكية إلى الأنماط الرقمية والتفاعليّة، من خلال إيجاد لوح التفاعلي أو سمارت بورد أو الأكتيف بورد والقلم الإلكتروني أو ما يطلق عليه أيضاً باللوح الذكي، في كل صف وفي كل مرحلة إلى جانب كتاب إلكتروني لكل تلميذ، ضمن إطار خطط التدريس التفاعلي، ولا ننسى التعليم بالمشاهدة والمعاينة والاختبار والأنشطة اللاصفية وكل ذلك يحتاج إلى موارد وليس فقط إلى إدارة…
الارتقاء بالتعليم الرسمي وتطويره للوصول إلى المنافسة الحضارية الأممية لا يحتاج إلى معلم مستعدّ لذلك فقط بل بالتأكيد هناك مطالب موضوعية للنهوض بالتعليم الرسمي وتحقيق الآمال، والأمر الجيد والنقطة الإيجابية التي يجب أن ننطلق منها جميعاً هي أن التعليم الرسمي الأساسي لا يزال بالنسبة للأهالي الأكثر إقبالاً والأشدّ حاجة لعشرات الآلاف من العائلات في لبنان… فلنضع في يد المعلم يداً أخرى هي الأداة العلمية الفاعلة والوسيلة المعرفية الجاذبة.
*مدير مدرسة طرابلس الأولى للصبيان وأمين سرّ رابطة التعليم الأساسي في الشمال*