كتبت نور نصار*: دراسة تطبيقية على مبادرة “مدارس بلا حدود”:
يُعد التقييم الذاتي المؤسسي أداة استراتيجية لتحسين جودة التعليم وتعزيز ثقافة المساءلة داخل المدارس. وتكتسب هذه الأداة أهمية مضاعفة في البيئات الطارئة، كما في تجربة مدارس بلا حدود التي تبنت التقييم الذاتي لتحسين أدائها التعليمي والإداري وسط ظروف النزوح وانقطاع التعليم في غزة [1]
2- مفهوم الجودة والتقييم الذاتي
الجودة في التعليم تعني تقديم خدمات تحقق رضا المستفيدين وتلبي الأهداف التربوية والمعايير العالمية. أما التقييم الذاتي، فهو عملية منظمة تقوم بها المؤسسة لتحليل واقعها الداخلي استنادًا إلى البيانات، بهدف تحسين أدائها بشكل مستمر. [1][2]
3- أهمية التقييم الذاتي
يساعد التقييم الذاتي المؤسسات التعليمية على التعرف بموضوعية على نقاط القوة والضعف، وبناء خطط تطويرية واقعية، ويعزز الشفافية والاستعداد للاعتماد الخارجي.[2]
4- معايير التقييم الذاتي
من أبرز المعايير المعتمدة في التقييم الذاتي للمؤسسات التربوية: القيادة، التخطيط، البيئة التعليمية، الكادر البشري، المناهج، التقويم، دعم المتعلمين، العلاقة مع المجتمع، والنتائج التعليمية. [3]
5- أدوات وأساليب التقييم الذاتي
تعتمد المؤسسات على مجموعة من الأدوات لتقييم أدائها، منها:
- الاستبيانات الكمية والنوعية
- المقابلات الفردية والجماعية
- تحليل الوثائق
- الملاحظات الصفية
- مقاييس الأداء والرضا الوظيفي [3][4]
6- تجربة مدارس بلا حدود
6.1 نبذة:
“مدارس بلا حدود” مبادرة تعليمية تستهدف الأطفال في مناطق النزاع، عبر تقديم نماذج مرنة ومتنقلة للتعليم.
6.2 دوافع التقييم:
- رفع جودة الخدمات التعليمية
- الاستعداد للاعتماد من جهات دولية
- تعزيز ثقة المجتمع المحلي
6.3 الخطوات المتبعة:
- تشكيل فريق داخلي للجودة
- تحديد الأدوات والمعايير
- جمع وتحليل البيانات
- إعداد التقرير
- صياغة خطة التحسين
6.4 التحليل والتوصيات:
أظهر التقييم أن أبرز نقاط القوة: العلاقة الإيجابية مع المجتمع المحلي، والابتكار في التعليم المتنقل. أما أبرز نقاط الضعف: ضعف البنية التحتية ونقص الكوادر المؤهلة. أوصى الفريق بزيادة التدريب، وتبني أدوات رقمية تناسب ظروف الطوارئ.
7- العلاقة بين التقييم الذاتي والاعتماد
يُعد التقييم الذاتي خطوة مركزية في مسار الاعتماد المدرسي، حيث يُستخدم في إعداد ملفات الاعتماد ويُظهر مدى الجاهزية المؤسسية أمام الجهات الخارجية. [4][6]
8- التحديات في السياقات الطارئة
- غياب ثقافة التقييم في بعض البيئات
- نقص الموارد البشرية والمادية
- ضعف الكفاءات الفنية
- اضطراب الأوضاع الأمنية والتمويلية [5]
9- آليات التغلب
- إشراك الكوادر التربوية والطلبة
- استخدام أدوات رقمية مرنة
- عقد شراكات مع مؤسسات داعمة
- تنظيم تدريبات وورش عمل [5][8]
10- الأثر على التحسين المدرسي
ساهم التقييم الذاتي في تحسين التخطيط، وتطوير التعليم عن بعد، ورفع كفاءة الكوادر، وابتكار نماذج تعليم متنقلة تناسب واقع الطوارئ.
11- الخاتمة
أثبتت تجربة مدارس بلا حدود أن التقييم الذاتي أداة فعالة لإدارة الجودة حتى في البيئات غير المستقرة، وقدّمت نموذجًا يمكن تبنيه وتطويره في سياقات مشابهة.
12- التوصيات
- تطوير إطار وطني مرن للتقييم
- بناء شراكات مع جهات اعتماد
- تخصيص ميزانية مستقلة لضمان الجودة والتقييم
- نشر ثقافة التقييم الذاتي في البيئات الهشة
* صاحبة مشروع المدرسة المتنقلة
13- المراجع
[1] الجندي، عبد العزيز. (2019). ضمان جودة التعليم في المؤسسات التربوية. دار الفكر العربي، القاهرة. [2] عبد الباسط، سعاد. (2020). التقييم الذاتي كمدخل لتحسين الأداء المدرسي. المجلة التربوية، جامعة عين شمس، 45(3)، 210-234. [3] وزارة التربية والتعليم – قطر. (2016). دليل التقييم الذاتي للمدارس. إدارة التقييم، الدوحة. [4] OECD. (2013). Synergies for Better Learning. OECD Publishing. [5] MacBeath, J. (2006). School Self-Evaluation: Purpose, Process and Practice. Routledge. [6] Nevo, D. (2002). Dialogue Evaluation. Studies in Educational Evaluation. [7] وزارة التعليم – السعودية. (2018). الإطار التنظيمي للتقويم الذاتي المدرسي. الرياض. [8] Cardno, C., & Spicer, B. (2016). Leading and Managing Self-Review. Educational Management Administration & Leadership.