بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
مقالات مشابهة
بوابة التربية- كتب *خالد الشيخ:
العملية التعليمية التربوية التي تستهدف الطفل في المدرسة، والمدرسة الرسمية على وجه الخصوص، ابتداء من مرحلة الروضات ومروراً بالتعليم الأساسي كمرحلة لها ما لها في تكوين معارف التلاميذ وبناء شخصياتهم، تحتاج إلى تضافر الجهود وتعاون جميع المعنيّين.
والعلاقة في هذا المجال مبنية على مربّع فيه أضلاع أربعة:
-الهيئة الإدارية
-الهيئة التعليمية
-الطفل
-أولياء الأمور
لذلك فإنّ النتائج المتوخّاة تنطلق من تكامل المسؤولين الواعين لأهمية هذه المرحلة التعليمية في هذه المنظومة (إدارة المدرسة والأساتذة والأهالي).
فالمستهدف بالتأكيد هو الضلع الرابع أي التلميذ الذي يجب أن تعزّز لديه نقاط، ويُعمل على تحفيزه نفسياً واجتماعياً معنوياً ومادياً، ليسلك مسلكاً طبيعياً يؤدي إلى وصوله إلى النتائج المرجوّة، ولا يعجز القوم إذا تعاونوا.
والتعاون كلمة في أصلها من ثلاثة أحرف (نحن)، وبالتالي كل يكمّل الآخر وهذا هو المطلوب بين من يتولّون تسديد مسار هذا الطفل منذ نعومة أظفاره بل ذلك واجب وفرض، ومن يتخلّ عن مسؤولياته سيكون محلّ حساب أمام الله والمجتمع.
وبالنتيجة كلٌّ يكمّل الآخر، فلا يمكن أن تتحرّك الإدارة والأساتذة في الصرح التربوي ثم لا يحرّك أهالي المتعلّمين ساكناً، بل ربما يكون هناك معاول للهدم في قطاع واسع من المجتمع البعيد عن عملية التعليم، بفعل وجود الجهل أو البيئة الأمية أو العادات والتقاليد التي تشكل عاملاً قاهراً فوق الجميع.
والشاعر يقول:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ
وعليه نحن جميعاً نٌجدّف في القارب نفسه، فلا منطق أو عقلانية حين يقوم أحد ركّابه بقذف الماء على الآخرين أو عرقلة جهودهم أو الانشغال بتوجيه اللوم والاتهام وتقاذف المسؤولية وربما التهرّب منها، وبالتالي لا يمكن أن يبذلَ كلُّ ما يمكن في الصف وفي المدرسة ثم يكون بين الأهالي من لا يكترث بمتابعة الطفل بعد الدوام المدرسي، ليس فقط في أمور الواجبات الصفية ولكن في شؤون التربية وتحسين السلوك، وأكثر من ذلك بالمتابعة لحل المشكلات التي تعترض هذا التلميذ سواء في بيته أو في مدرسته من خلال زيارة المدرسة من وقت لآخر للاطلاع على وضع هذا الابن أو هذه الابنة، فالبيئة الآمنة ضرورة وقبل كل شيء. وكل هذا العمل التكاملي يحقق الأهداف ويرضي الجميع، فجهد نحلة واحدة مهما عملت ذهاباً وإياباً مرات ومرات لا يجني عسلاً.
*أمين سرّ رابطة التعليم الأساسي في الشمال
