بوابة التربية: استضافت الجامعة الإسلامية في لبنان المحاكمات الصورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط باللغة الانجليزية التي تنظمها جامعه أوكسفورد – بريطانيا للعام 2020، في المجمع الجامعي في الوردانيه، والتي تخللها مسابقة بعنوان “التعرض لحرية الإعلام ” استمرت على مدى يومين .
حضر حفل الافتتاح الى جانب رئيسة الجامعة الاسلامية في لبنان د دينا المولى ومساعد رئيس مجلس الأمناء في الجامعة نزيه جمول، كل من: المنسق الاقليمي للمسابقة في الشرق الأوسط د. أحمد خليفة، مديرة البرامج في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة السيدة إيف هيغارتي، العقيد الركن جوزيف عقيقي ممثلاً قائد الجيش اللبناني العميد جوزاف عون، مدير المجمع الجامعي في الوردانية د. عبد المنعم قبيسي، مدير العلاقات العامة في الجامعة د. هشام الحسيني، بالإضافة الى عدد من الاساتذة والأكاديميين والإداريين وفريق العمل التنظيمي والمهتمين.
المولى
وبعد النشيد الوطني اللبناني، وتقديم الأستاذة فيفيان الحسنية للحفل، ألقت الرئيسة المولى كلمة استهلها بالترحيب بالحضور في رحاب الجامعة الإسلامية في لبنان، وفي هذا المجمّع الذي أصبح موقعاً للتلاقي والتفاعل على الصعد الدولية والعربية في المجالات العلمية المتخصّصة وورش العمل والندوات والمسابقات الدولية ومكاناً لحوار الأديان، إنطلاقاً من الشعار الذي رفعته الجامعة بأنها “جامعة لكل الوطن”، فهو شعار فعليّ قولاً وعملاً، ونحن نجمع كل أطياف المجتمع اللبناني طلاباً وأساتذة وموظفين، ومن هذا الشعار إنطلقنا إلى الخارج وإلى أوروبا التي أعطت كبرى مؤسساتها القيّمة على إعتماد الجامعات والتعليم العالي في فرنسا وخارجها HCERES ومنحتها الإعتماد المؤسسي لمدة خمس سنوات دون شروط نظراً لتطابق عمل الجامعة مع المعايير الدولية من كل النواحي الإدارية، والأكاديمية والبحث العلمي والمختبرات والمستوى الرفيع للهيئة التعليمية التي تضمّ أفضل الطاقات المّشبعة بالخبرات من لبنان والخارج، وأيضاً من ناحية المجمّعات التي تنتشر في مناطق عدّة في خلدة وصور وبعلبك إلى هذا المجمّع الذي هو المثال الذي شيّد بناءً لأرقى المواصفات العمرانية والتجهيز. وحتى على مستوى الإدارة المالية إذ كيف تحقق جامعة هذا المستوى من الرقي وهي لا تحصل على أي مساعدة أو هبة ولا مداخيل من استثمارات. نحن فقط نعتمد على أقساط الطلاب التي هي أدنى أقساط جامعية في لبنان. وقد حققنا ذلك بفضل الإدارة الحكيمة، فكل هذه العناصر مكّنتها من الحصول على الاعتماد المؤسسي ونحن نفتخر بذلك.
وأردفت…نحن اليوم نجتمع في إطار مسابقة OXFORD للمحاكمات الصورية والتي اتخذت لها عنواناً لهذا العام Media Law Moot Court حيث كان من المفترض حضور ممثل عنها فاعتذرت جامعة أوكسفورد نظراً للأوضاع الراهنة في لبنان، فاليوم تجري مباراة تدريبية تمهيدية بين فرق الجامعات اللبنانية بحضور فريق من كبار الحكام وبإشراف من المنسق العام للمسابقة في المنطقة د. أحمد خليفة.
وأكدت إن موضوع المباراة هو Media Law أو حرية الإعلام وحرية الرأي والتعبير تعتبر ركيزة حريات الفكر ودعامتها الأساسية ولقد أكدت المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948 على:” أن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الانباء والأفكار وتلقيها واذاعتها بأي وسيلة كانت دون التقيّد بالحدود الجغرافية “.
ولفتت الى ان الاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية تدين بعض المخالفات في مجال حرية الرأي حيث تمنع “كل دعاية من أجل الحرب، كما تمنع كل دعوة للكراهية القومية او العنصرية او الدينية من شأنها ان تشكل تحريضاً على التمييز او المعاداة او العنف”. واذا كانت حرية الاعلام حاجة أساسية في المجتمعات الديمقراطية، الا ان ذلك لا يعني ان ممارسة هذه الحرية يجب ان تكون مطلقة من دون قيد، بل ان هذه الممارسة يجب ان تنفذ او تتم ضمن ضوابط وتحت سقف القوانين المرعية الاجراء، وهذا ما اكدت عليه صراحة القوانين اللبنانية المختلفة. واذا ما تعمقنا في دراسة قانون المطبوعات نجد ان حرية النشر ليست مطلقة بل هي مقيدة بإحترام رجل الصحافة والاعلام للنظام العام، ولمصلحة المجتمع ولحقوق الافراد. وهذا القيد على حرية النشر يمارس عبر وسيلتين: الرقابة وتوقيف الصحيفة ومصادرتها.
وتابعت… إذا كانت حقوق الشعب الأساسية والدفاع عن مصلحة المجتمع تستوجب اعطاء رجل الصحافة والاعلام الحرية اللازمة والضرورية من اجل القيام بعمله على احسن وجه، الا انه في المقابل يجب توفير الضمانات الكفيلة بحماية حقوق الافراد والمجتمع من سوء استعمال هذه الحرية وذلك عن طريق اللجوء الى وسائل مختلفة قضائية وغير قضائية. ومن أهم الاشكاليات التي تواجه المجتمعات في العصر الحالي هو دخول وسائل التواصل الاجتماعي، عالم السياسة المحلية والدولية، واصبح لكل فرد وسيلته الخاصة للتعبير عن آرائه وافكاره، وانطلاقاً من هذه الإشكاليات القانونية المتعلقة بالاعلاميين، تطرح عدة أسئلة تعالجها الفرق وتقوم بالإجابة عنها من خلال مرافعاتها سواء بصفة المدّعي أو المدّعى عليه، لذلك فإن هذه الدورة قد تؤدي في ختامها إلى إقتراح سياسة وطنية لحرية الرأي والاعلام تضمن كيفية التعامل مع العالم السيبراني وفي مختلف القطاعات سواء القطاع الخاص او القطاع العام، سياسة تصون حرية الرأي والاعلام وتتفهم ان العالم اصبح عبارة عن “قرية عالمية”.
وتوجهت الرئيسة المولى بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث من خلال رعايته، ورحبت بالفرق اللبنانية التي تمّثل عراقة العلم في لبنان وعراقة كليّات الحقوق فيه، فليس عجباً أن تستضيف بيروت هذه المباراة وهي أم الشرائع، على أمل أن تؤدي هذه المشاركة إلى طرح سياسة وطنية لحرية الرأي تضمن حرية الإعلام والإعلاميين وتصون مصلحة المجتمع والفرد.
والقى د. خليفة كلمة شكر فيها الرئيسة المولى والحضور وكل من ساهم بإنجاح هذه المسابقة التي نأمل ان تحقق اهدافها، معرباً عن شعوره بالفخر بوجوده داخل حرم الجامعة الإسلامية في لبنان التي تستضيف حدثاً مميزاً يندرج في سياق مناخ الحرية الإعلامية التي اتسم بها لبنان ورعتها القوانين والشرائع منذ ان حملت عاصمته لقب ام الشرائع.
خليفة
وقدم د. خليفة تعريفاً بالمسابقة التي تتناول التعرض لحرية الإعلام ودور المحاكمات في صون هذه الحرية و حفظ حقوق المواطنين في الحصول على الأخبار الصحيحة بما يجنب المجتمع الشائعات والأخبار التحريضية التي تهدد السلم الأهلي، متمنياً ان يستعيد لبنان ريادته في عالم الصحافة ومكانته المميزة التي تحظى برعاية القانون .
هيغارتي
كما وقدمت مديرة البرامج في مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة السيدة إيف هيغارتي ندوة حول “الإيمان بالحقوق”.
والجدير ذكره أن فريق كلية الحقوق في الجامعة الإسلامية في لبنان، شارك مع الفرق من الجامعات اللبنانية الأخرى في مباراة تدريبية تمهيداً للمشاركة في المباراة على مستوى الشرق الأوسط بحضور محكمين دوليين وبإشراف منسق المسابقة الدكتور خليفة.
دروع
و قدمت الرئيسة المولى دروعا تقديرية لكل من السادة: قائد الجيش ممثلاً بالعقيد الركن عقيقي، ومدير عام بروميديا عباس قعيق، ورئيس مجلس إدارة معامل لافلوكس الصناعية- اليمامة عدنان عطايا، د. غابي صافي ممثلاً ( (icdl ورامي يونس ممثلا (sgbl) وسحر محمد ممثلة (ufa) على رعايتهم الحفل، وللدكتور خليفة و السيدة هيغارتي على جهودهم ومشاركتهم.