الإثنين , ديسمبر 9 2024

الجامعة اللبنانية والمصرف بين “ثورة التغيير” و”المقاومة”

من الاعتصامات الداعمة للجامعة اللبنانية (أرشيف بوابة التربية)

بوابة التربية- كتب د. نظير جاهل: ليس صدفة أن  تصل “الثورة التغييرية” الى السلطة التشريعية ويستولي في اللحظة نفسها  الخبير المصرفي المعولم على السلطة التنفيذية من خلال وصاية البنك الدولي وصندوق النقد .

وليس صدفة أن تكون الإطلالة الاولى لنواب “التغيير” برعاية اعلامي المصارف الاول.

*فكر “التغيير”في بلادنا: نسخة رديئة عن أدبيات خبراء  صندوق النقد الدولي

ليس صحيحاً أن فكر “التغيير”    هو فكر “غربي” ينقل نموذج المجتمع الغربي ومساره التاريخي لبناء دولته الحديثة ونضالاته الاجتماعة للوصول إلى مفهوم الدولة الرعائية  والديمقراطية الاجتماعية  التي أنتجت بالالتقاء بين الفكر الجامعي النقدي والحركات النقابية .

فهذا “الفكر” هو  نسخة رديئة عن وجهة  خبراء البنك الدولي ومنظمة  التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي التي همّشت  الجامعة الغربية  واخضعتها للراسمالية النيوليبرالية القائمة على الهيمنة والنهب المعمم.

لقد عطّل خبراء المصرف المعولم علم الاقتصاد واستبدلوه بادبيات التنمية المتمحورة على هم واحد: كيف يتم إخضاع التعليم لمنطق  السوق وضرب الخدمة العامة  وتفكيك أطر التضامن  تحت شعار “تمكين الفرد”.

طالت سطوة هذه الوجهة  اساساً مجتمعات الأطراف الرازحة تحت سيطرة طغمة سلطوية ناهبة  ذات قابلية شديدة للارتهان عبر ادوات وآليات مصرفية أهمها الدين العام.

يشرط صندوق النقد قروضه بإصلاحات الشفافية والجندرة وتقليص التعليم الرسمي …وهي بمثابة آليات لتخليع الفرد لتفكيك اطره التضامنية وتجريده من حقوقه المكتسبة  ومعاملته  “كمواطن فرد” في دولة منهارة تحت وطأة الدين …مواطن خارج أطر العمل والضمان والخدمة العامة والعائلة . …هذه الشروط هي نفسها التي تتولى” ثورة التغيير البرلمانية”  الآن تحويلها  في بلدنا إلى برنامج”

ثوري” “بمواجهة”  قوى السلطة الناهبة المستسلمة لصندوق النقد   الدولي أصلاً والتي تتنافس على خدمة خبرائه!

تدمير الجامعة اللبنانية

لقد فصلت هذه الوجهة المصرفية  المعولمة معايير الديمقراطية عن المكتسبات الشعبية التي تحققت بالنضالات وحتى عن المكتسبات التأسيسية التي ارستها الثورة الفرنسية والتي تمثلت بمجانية التعليم الرسمي واستبدالها بمعايير شكلية فوقية تحول الناس في بلادنا إلى أصوات انتخابية لا فعالية لها .وجهةلا تهتم  بالنقابات ولا بالجامعة والمدرسة الرسمية طالما “تحرص” السلطة المحلية على شلها وتفكيكها.ولذلك يبقى الهجوم مركزاً على الأطر العائلية الدينية التضامنية التي تستثمرها هذه السلطة  والهدف ليس تحريرها من قبضتها بتوفير أطر تضامنية للناس بل الامعان بتفكيكهم…

وفي هذا السياق ملفت أن تلجأ رابطة الجامعة اللبنانية بعد أن سهلت للقوة الناهبة المحلية شل الجامعة إلى المجتمع الدولي ولا تجد  أن حل الخبير المعولم الذي “يفتي” بتحميل طلابها كلفة تشغيلها لخصصتها وترشيقها بتساقط نصفهم ومعهم نصف أساتذتها..

إنّ تفسير تقدم نخب  “التغيير”  بمؤامرات أميركية “مخابرتية ”   ليس إلا لذر الرماد بالعيون    واخفاء الاختراق العميق والمعمم  لوجهة الخبير المصرفي المعولم الذي تسلل طوال أكثر من ثلاثة عقودا لى الجامعة بمقررات “التنمية البشرية” والى القرية بورش “التنمية المحلية” والى الحزب الشيوعي  “بحنينه”الى جمعيات المجتمع المدني و الىالمقاومة برضوخها لموازنات  “الإصلاح” وتبريرها لوصاية صندوق النقد الدولي  ومشاركتها القوى السلطوية الاخرى بإفساد الجامعة اللبنانية وضربها للمدرسة الرسمية بشلها لنقابة أساتذتها.

مسار لا يفسر بعدم الفهم أو الإهمال بل بالتموضع  في حقل النفوذ الدولي الاقليمي في طي الهيمنة النيوليبرالية المعوّلمة.

 

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

خطوات تصعيدية لنقابة المعلمين في حال لم تسدد المستحقات لصندوق التعويضات

  بوابة التربية: دعا نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض، إلى مؤتمر صحافي يعقد غدا الأربعاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *