احتفل معهد صيدا الفني، بتخريج طلابه وطالباته من مختلف الاختصاصات المهنية للعام الدراسي 2017- 2018، وتكريم الطلاب الذين حققوا نسب نجاح مئة في المئة في معظم اختصاصات شهادات البكالوريا الفنية والتكميلية المهنية والامتياز الفني في الامتحانات المهنية الرسمية، وحل عدد منهم في بعض هذه الاختصاصات ضمن المراتب العشر الأول على صعيد لبنان.
وحضر الحفل، الذي أقيم في باحة المعهد في صيدا، برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائبة بهية الحريري، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، المدير العام للتعليم المهني والتقني سلام يونس، المدير العام للتعليم الثانوي جمال بغدادي، رئيسة دائرة الامتحانات في لبنان أمل شعبان، المسؤول السياسي “للجماعة الإسلامية” في الجنوب الدكتور بسام حمود وعضو اللجنة السياسية في صيدا محمد زعتري، ممثل الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري مستشاره للشؤون الصيداوية الصيدلي رمزي مرجان وعضو مكتب منسقية الجنوب المهندس مازن صباغ، رئيس جمعية “تجار صيدا وضواحيها” علي الشريف، رئيس مجلس إدارة مستشفى صيدا الحكومي الدكتور أحمد الصمدي، مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية – الفرع الخامس الدكتور مروان القطب، رئيس تعاونية موظفي الدولة في الجنوب لورا السن، رئيس دائرة السجل العدلي في صيدا فراس معطي، عضوا المجلس البلدي لمدينة صيدا عرب كلش ومحمد قبرصلي، رئيس قطاع شبكات الجنوب في هيئة “أوجيرو” المهندس محمد الحنش، منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب وعدد من مدراء المدارس والمعاهد المهنية في صيدا وشخصيات تربوية واجتماعية واهالي الخريجين وأسرة المعهد.
الخريجون
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من عريف الاحتفال أديب حبيب، كانت كلمة بإسم الخريجين، ألقتها الطالبة عليا عبيد، فقالت: “أبارك لنا ولكم هذا النجاح، بل هذا التفوق، الذي عهدناه في مدرستنا الحبيبة، معهد صيدا الفني، وذلك برعاية وجهود القيمين من الهيئات الإدارية والتعليمية”.
أضافت: “ها أنا أقف أمامكم متحدثة باسم زملائي الخريجين، نحن الذين ننتمي إلى هذا الصرح العظيم، معهد صيدا الفني، الذي بات أشهر من نار على علم. بات اسما مكتوبا على قرن الشمس، مطبوعا في العقول والقلوب. أقف أمامكم وكلي طمأنينة وسلام، فالحقول عامرة بوافر الغلال والسنابل مثقلة بقمح الخير، والبراعم تفتقت عن ثمرات طالما انتظرناها، ثمرات جهد تكبدناه عبر سنوات طوال، يواكبنا فيها أهلنا ومعلمونا وكثير من خبز الثبات والعزيمة. أقف أمامكم في هذه اللحظة المجبولة بالفرح المثقلة بالحزن، الفرح بالنجاح والتفوق والحزن لفراق مدرستنا”.
وتابعت: “وها هي كف الريح تسلمنا للواقع المر حيث تكدست الشهادات حتى كسدت. تسلمنا للمجتمح الذي بات يرزح تحت ثقل أعداد الخريجين، الذين لا حول لهم ولا قوة، وقد حملوا شهاداتهم ووقفوا على رصيف الانتظار، يطلبون عملا شريفا يقيهم الذل والهوان، فهل سننضم إلى قافلة المنتظرين؟ وهل سنضيف رقما جديدا إلى أعداد الواقفين على أعتاب الحياة، طالبين عملا شريفا ولقمة طيبة مغموسة بعرق الجباه؟”.
وختمت “لعل الصوت يصل إلى صاحبي الأمر والنفوذ ليأخذوا بأيدينا إلى دروب نسلكها بثبات وعزيمة، فيكون لنا مستقبل على قدر طموحاتنا لنسهم في بناء وطننا الحبيب رغم كل ما يحيق به”.
قبرصلي
وتحدث مدير المعهد أدهم قبرصلي، فقال: “أتشرف في كل عام بالوقوف أمام الخريجات والخريجين في وقفة مهيبة أمام المستقبل، صدقوني أنه ليس بالأمر السهل، هذا الوقوف أمام مجموعة يناط بها منذ اليوم المشاركة في إعادة بناء هذا الوطن. فأسأل نفسي ومن معي: هل قدمنا كل ما نستطيعه في سبيل ذلك؟”.
أضاف: “ولكن قبل أن أبدأ، اسمحوا لي باسمكم وباسم المستقبل الواعد، أن أوجه التحية والتقدير إلى من كانت التربية الصادقة والتعليم المنير برنامجها، إلى من آمنت بأن لا قيامة لهذا الوطن إلا بالتنمية البشرية، لمن كان الاعتدال نهجها والعيش الواحد مثالها، حتى ارتدت صيدا اسمها وأضحت بهمتها “صيدا بهية”، عنيت بها رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية سعادة النائبة بهية الحريري، والتحية موصولة أيضا، إلى من اتخذت من الشفافية والعمل الجاد نبراسا لتعزيز وتطوير التعليم المهني والتقني وإعطائه الدور المنوط به، في الاقتصاد، وفي كل مرافق الدولة، ووضعه على السكة الصحيحة، لاستعادة الدور المطلوب منه، سعادة المديرة العامة الأستاذة سلام يونس، أهلا وسهلا بكما في معهد صيدا الفني نعتز بوجودكما في هذا الحفل”.
ووجه التحية إلى “رسل آمنت بإقرأ، وخطت بأقلام خشبية علوما ذهبية، من أجمل وأجود ما حملت عقول هذا الوطن، في ظل الظروف الصعبة، التي يمر بها وطننا الحبيب لبنان، لا سيما الاقتصادية منها”.
وقال: “أضحى التعليم المهني حاجة ماسة، ويشكل العمود الفقري للتنمية المستدامة. ففي كل بلدان العالم الأول، يعتبر هذا التعليم اللبنة الأساسية للبناء، فامتزاج العقول مع الأيدي في ظل التقنيات الحديثة، هو الرافد الأول لكل مجالات العمل من المعرفة إلى الصناعة إلى غيرها من القطاعات. ونحن في معهد صيدا نؤمن بأن لا قيام لهذا الوطن، الا من خلال التعليم المهني والتقني، لذلك فإننا منذ اليوم الأول وضعنا نصب أعيننا، أن يكون تطوير هذا المعهد همنا الأول، فاستطعنا في فترة وجيزة أن نحتل المركز الأول في لبنان، لنقدم ما يليق بأبنائنا بناة هذا الوطن، فأصبح منارة تضم جميع الاختصاصات المعرفية والتقنية، ويستقطب خيرة الساعين للعلم في صيدا والجنوب عامة، لنشكل عائلة واحدة عابرة للطوائف، لذلك من هذا المنبر، أقف اليوم لأدعو الدولة إلى إيلاء هذا القطاع الاهتمام والرعاية اللازمين، فبكل فخر أقدم لكم هذه المجموعة من الخريجين، وأدعوكم إلى الإيمان بهم، كما آمنا نحن بهم، بمساعدتهم بخلق فرص عمل تليق بهم”.
وتوجه إلى الطلاب، بالقول: “النجاح وحده لم يعد كافيا، فلا بد من التفوق والتميز، فالمستقبل ينتمي للمتفوقين، فالمنافسة شديدة، ووحده التميز يضمن لكم المستقبل الكريم، فأعلوا رايات الفخر، واهنأوا بنجاحكم، فأنتم السواعد التي نعول عليها، فعيون آبائكم وأمهاتكم، متعلقة بكم، وقلوبهم تلهج قبل ألسنتهم بالدعاء لكم. فكونوا على ثقة بأنكم لهم موضع الاعتزاز، فلا تخذولوهم يوما، وأنتم لهم نتاج أعمارهم وحصيلة تضحياتهم. فقلوبنا إليكم ترحل كل يوم، فأحسنوا استثمار نجاحكم واصنعوا قممكم وأعلوا سقف طموحاتكم استعدوا وانطلقوا للبناء، وسنكون دوما إلى جانبكم نشارككم وتشاركوننا أفراحكم، فهنيئا لنا بكم”.
يونس
وألقت يونس كلمة، توجهت في مستهلها بالتهنئة إلى “الخريجات والخريجين الذين حصدوا جهود الأعوام الدراسية الماضية، المتوجة بالحصول على الشهادة الرسمية”، شاكرة “مدير معهد صيدا الفني والهيئتين الإدارية والتعليمية، على الجهود التي بذولها خلال العام الدراسي الحالي، والأعوام السابقة، للقيام بالمهام الملقاة على عاتقهم، لإدارة هذا المعهد، وفي ظل الظروف الصعبة، التي يمر بها قطاع التعليم الرسمي في لبنان”.
وقالت: “إن طلابنا هم ثروة لبنان، وأمانة في أعناقنا، وأنتم خير من يحفظ الأمانة ويعطيها عصارة القلب والعقل وأحلى سني العمر. وإن مسؤولية الدولة اتجاه الخريجين كبيرة، وما أحوجنا في لبنان، وفي ظل الظروف الصعبة، التي نمر بها، وندرة سوق العمل، إلى استراتيجية تربوية طويلة الأمد، عنوانها سيادية وزارة التربية والتعليم المهني وعمودها الفقري التعليم المهني والتقني. وكلنا يعلم، أن تعزيز التعليم المهني والتقني، يحل جزءا كبيرا من أزمتنا الاقتصادية، ويؤمن فرص العمل للخريجين”.
وأكدت أن “هذه الاستراتيجية، يجب أن تكون بالتعاون والشراكة مع القطاع الخاص، لدراسة حاجة سوق العمل إلى وظائف، وتحديد المعارف والمهارات، التي تتطلبها هذه الوظائف، لننتقل بعدها إلى تحديد وتوزيع الاختصاصات المطلوبة، وإعداد المناهج الملائمة، على أن تكون دراسة الحاجة عملية دورية كلما دعت الحاجة. هذه الاستراتيجية يجب أن تتضمن إضاءة إعلامية على قطاع التعليم المهني والاختصاصات المعتمدة، وضرورة إعداد إحصاءات دورية، تتضمن إعداد الخريجين، ومتابعة مصير هؤلاء الطلاب بعد التخرج، عن طريق مكاتب التوظيف والتوجيه، الواجب تأمينها في جميع المعاهد والمدارس الفنية”.
ورأت أن “تعزيز التعليم المهني والتقني، لا يمكن أن يتحقق قبل حل مشكلة الأساتذة المتعاقدين، وإجراء مباراة لتأمين حاجة هذا القطاع إلى أساتذة ملاك متفرغين للتعليم، ومتمتعين بكافة الحقوق، التي تسمح لهم بالعيش بكرامة، بالإضافة إلى وجوب إخضاع جميع الأساتذة، لدورات إعداد وتدريب، لمواكبة التطور الحاصل بالاختصاصات أو عند استحداث اختصاصات جديدة”.
واعتبرت أن “تطوير قطاع التعليم المهني والتقني، أصبح حاجة ملحة وضرورية، وأنتم زملائي الأساتذة جزء أساسي في هذه العملية التربوية”، متوجهة بالتحية إلى “النائبة الحريري والمدير قبرصلي، ولأفراد الهيئة التعليمية والإداريين والعاملين في المعهد”.
وختمت ب”تهنئة الطلاب”، معربة عن فخرها ب”ما أنجزوه”، متمنية لهم “التوفيق في خياراتهم المستقبلية، سواء أكانت متابعة الدراسة، أو الدخول إلى معترك سوق العمل”.
الحريري
من جهتها، توجهت الحريري ب”التهنئة إلى أسرة معهد صيدا الفني، إدارة وهيئة تعليمية وخريجين، على ما حققه ويحققه من نسب عالية من النجاح والتفوق كل عام”.
وقالت: “إن معهد صيدا الفني، بإدارته وهيئته الإدارية والتعليمية، هو حلقة أساسية في السلسلة الذهبية التربوية في صيدا، مدينة العلم والأمل والعمل، في هذه المدينة التي ارتبط اسمها دائما بمدارسها وأساتذتها وطلابها، مع أهلها وجوارها وكل الوطن، وعلى مدى سنوات طوال من تاريخ لبنان التربوي والوطني”.
أضافت: “إننا نعتز بإنجازات معهد صيدا الفني، وبمسيرته وتحقيقه النجاح والتقدم عاما بعد عام. وإنني أتوجه بتحية تقدير واحترام إلى مدير المعهد والهيئة الإدارية والفنية والتعليمية، فردا فردا، على ما يقدمونه لأبنائنا من مهارات فنية ومهنية، رغم الإمكانيات المتواضعة، التي لديهم. وإنني أتطلع إلى اليوم الذي يأخذ فيه التعليم الفني والمهني الإمكانيات والمكانة، التي يستحق على مستوى الاهتمام من الحكومات ومن القطاع الخاص، لأن هؤلاء الشباب هم ثروة لبنان الحقيقية، وهم صناع الاستقرار والازدهار، وخير دليل على طاقاتهم وقدراتهم، هو شجاعتهم باختيار التعليم الفني والمهني، وهم مفعمون بالأمل والإرادة بالانخراط بسوق العمل، في كل اختصاص ومجال”.
وتابعت: “إن هذه الإرادة هي، التي تصنع الأمل، وهذه الإرادة والعزيمة، هما ما تحتاجهما بلادنا في هذه الأيام، وفي كل الأيام، وهذه الأيدي الكريمة والصلبة تستحق أن تتسلح بكل التقنيات والمهارات”.
وتمنت على إدارة معهد صيد الفني “استحداث أندية لمتخرجي المعهد، لكي يبقى التواصل بين المعهد وخريجيه، من أجل الاطلاع على كل جديد في كل اختصاص، بالإضافة إلى تحديات سوق العمل في لبنان والخارج”.
وقالت: “إنني أتطلع إلى الشروع في تحديد المهن، التي تتطلبها مرحلة استخراج النفط والغاز من شواطئنا، بما هي ثروة الأجيال القادمة، وكما أعلنا في الأول من أيلول من على جزيرة صيدا، حيث عقد المؤتمر البحري الأول للشباب اللبناني، تحت: شعار بحر لبنان لكل لبنان”.
أضافت: “إنني أتوجه لأعزائي الخريجات والخريجين بأحر التهاني على نجاحهم وتفوقهم، وخصوصا هذا العام، وكل عام بنسبة مائة في المائة، وكلي ثقة بكل فرد منهم، بأنه سيكون خير نموذج لشباب صيدا والجوار وكل لبنان، وإنني على يقين، بأننا سنشهد نجاحهم في صناعة مستقبل آمن ومستقر ومزدهر، وإن أياديهم الكريمة ستواجه كل التحديات بعزيمة وإرادة واعتداد، كما فعل الآباء والأجداد بكل شجاعة واحتراف، في كل المجالات المهنية والعلمية والحرفية والتجارية، وستبقى صيدا فخورة بنجاح أبنائها، وتمسكهم بالعلم والعمل نهجا في الحياة وبحماية الاستقرار”.
وختمت “ألف مبروك لطلاب المعهد الفني صيدا، وألف مبروك لذويهم الكرام، وألف مبروك لإدارة وأسرة المعهد”.
وفي الختام، وزعت الحريري بمشاركة يونس والسعودي وقبرصلي الشهادات على الخريجين وعددهم نحو 170 طالبا وطالبة، وكان يفترض أن يكون بينهم الطالب مصطفى شداد، الذي قضى في حادث سير في حزيران الماضي، فاستذكره زملاؤه ومدرسته بصورة له على مقعده الشاغر بين مقاعد الخريجين.