عادت رئيسة لجنة التربية والثقافة النائبة بهية الحريري من العاصمة النمسوية فيينا بعدما شاركت في المؤتمر العالمي للبكالوريا الدولية والذي تزامن هذا العام مع الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة البكالوريا الدولية، حيث شكل مناسبة جمعت قادة التعليم وصناع القرار والأساتذة والخبراء من المدارس والجامعات والحكومات لمناقشة أحدث المفاهيم وتبادل الأفكار والتجارب حول التعليم الدولي في جميع أنحاء العالم.
الحريري
وألقت الحريري كلمة في الجلسة العامة للمؤتمر توقفت فيها عند تزامن الذكرى الخمسين لمبادرة إنشاء منظمة البكالوريا الدولية مع الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي قالت انها “تميزت هذا العام بمراجعة نقدية ومسؤولة ولوظيفتها في تثبيت الأمن والسلم الدوليين والتي جسدت إرادتها في صناعة السلام بعد أسابيع قليلة من تأسيس الامم المتحدة، وذلك بإنشاء منظمة اليونسكو للتربية، وفي ذلك تأكيد أن خلاص البشرية وأمنها واستقرارها لا تكون إلا بالتربية والتعليم والثقافة والفنون”.
ورأت أن “المجتمعات والشعوب التي عاشت ويلات النزاعات المسلحة تعرف أكثر من غيرها أهمية التربية والثقافة في صناعة الاستقرار وبناء مجتمعات السلام”.
وقالت: “نحن في لبنان، مع الأسف الشديد، عشنا لسنوات مريرة ظروفا قاسية أدت إلى الكثير من القتل والدمار، وكان سبيلنا للخروج من تلك المأساة إعادة الإعتبار الى التعليم والثقافة في استعادة الاستقرار والنهوض”.
ولفتت الى أن “لبنان أصدر قانونا خاصا في المجلس النيابي يؤكد قانونية البكالوريا الدولية في لبنان. لقد حاولت قبل عشر سنوات، وإبان تولي مهام وزارة التربية والتعليم في لبنان استحداث هوية إبداعية لكل الطلاب للتعرف على مهاراتهم وميولهم وطاقاتهم الإبداعية ليصار إلى تعزيز هذه المهارات مما يساعدهم على تحديد اتجاهاتهم العلمية والعملية والإنسانية”.
ورأت الحريري أن “كل تقدم وتطور علمي وتكنولوجي يحتاج إلى مهارات جديدة ويؤدي في الوقت نفسه إلى بطالة جديدة، بما يؤكد أهمية أهداف برنامج منظمة البكالوريا الدولية في تطوير مهارات الطلاب الفكرية والاجتماعية وتنمية خصائصهم ليتمكنوا من العيش والعلم والعمل في عصرٍ سريع التطور، مما يعني حماية الإستقرار الإنتاجي والمهني والعملي للطلاب، وفي الوقت عينه حماية إنسانيتهم في أفكارهم وتطلعاتهم وتعاطفهم وفهم ذاتهم الوطنية وفهم الآخر”.
وأملت أن “يكون موضوع البكالوريا الدولية هدفا عالميا ملزما لكل الدول المنتظمة في الأمم المتحدة والأعضاء في منظمة اليونسكو لنجدد معا إيماننا بحق الشعوب بالعيش باستقرار وأمان وفي حماية خصوصياتهم وخصوصيات الآخرين واحترام ثقافاتهم”.
وتوجهت بالتحية “لكل المعلمين والمعلمات لمناسبة اليوم العالمي للمعلمين”، وهنأت منظمة البكالوريا الدولية بالذكرى الخمسين لانطلاقتها والتي تتزامن مع إقتراب الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
توصيات
وتضمنت الجلسة حوارا ونقاشا حول قيم برنامج البكالوريا الدولية ومدى أهمية التعليم الدولي في مواجهة التحديات الراهنة ومواكبة التطورات العالمية، من أجل مستقبل أفضل. وانتهت الى رفع توصيات عن أهمية توسيع نطاق البرنامج في العالم مع الأخذ بعين الاعتبار السياق المحلي في كل بلد.
وعلى هامش المؤتمر كانت للحريري سلسلة لقاءات أبرزها مع المدير العام لمنظمة البكالوريا الدولية سيفا كوماري، وعدد من الخبراء الدوليين واللبنانيين في إطار التعاون والتنسيق حول برامج تطوير مهارات الطلاب الفكرية والاجتماعية لمواكبة التطورات في سوق العمل.