بوابة التربية: رعى وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي الاحتفال في اختتام مبادرة “تحدي القراءة العربي”، التي نظمتها مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في مسرح الوزارة ، في حضور رئيس لجنة التربية النيابية حسن مراد، وعدد من النواب، المدير العام للتربية عماد الأشقر، رئيسة المصلحة الثقافية صونيا الخوري، مديرة مكتب الوزير رمزة جابر، وممثلين عن المدارس الرسمية والخاصة المشاركة والتلامذة المكرمين، وشخصيات رسمية وسياسية وتربوية وفنية.
شارك في المسابقة أكثر من 29,676 طالب وطالبة من 324 ثانوية ومدرسة رسمية وخاصة من جميع أنحاء لبنان وبإشراف 1014 مشرف ومشرفة تنافسوا على لقب التحدي. كما بلغ عدد المشاركين من ذوي الهمم 613 طالب وطالبة.
خوري
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والإماراتي ألقت رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية والفنون الجميلة في الوزارة صونيا خوري كلمة قالت فيها :
المطالعة عمليةٌ معرفيَّةٌ وفكريَّةٌ تُحفِّزُ العقلَ على العمل باستمرارٍ، فتُبْقي الدِّماغ نشِطًا وتَزيد من قُدرتِهِ على التَّركيزِ والتَّحليلِ والنَّقدِ، وتُنَمّي الخيال الواسع والإبداع، وهي مصدر للاستمتاع والتّرفيه، وأداة شاملة تُسْهِم في تطوير الإنسان على الأصعدة كافَّة ، وصدق مَنْ قال: “لا ينمو الجسَد إلَّا بالطَّعام والرِّياضة، ولا ينمو العقل إلَّا بالمطالعة والتَّفكير”.
وعلى الرَّغْم من أهميَّة المطالعة وفوائدِها، لم يَعُد الكتاب خير جليس لأبناء هذا الجيل، وذلك عائد إلى قلّةِ الوقت، ضغوطِ الحياة، غيابِ التّحفيز، الاعتماد على التّكنولوجيا، نقصِ المكتبات ومصادر المعرفة أو صعوبة الوصولِ إليْها، قلّة الوعْي ولا سيَّما في حالات الضُّعف التّعليميِّ، التّكْلفة، البيئة غير المُحفِّزةِ…. لهذه الأسبابِ وغيرِها أُطْلِقَت مسابقة “تحدّي القراءةِ العربيِّ”، بمبادرةٍ من الشّيخ مُحَمَّد بن راشد آل مكتوم مشكورًا ، أكبرُ مبادرة تنافسيّة معرفيّة، فكانَت فُرصة رائدة لتنمية شغَف المطالعة باللّغة العربيّة عند تلامذة المدارس بمختلف مراحلهم التّعليميّة.
منذُ خوضِ لبنانَ مسار التّحدّي في العام 2015، ومصلحة الشّؤون الثّقافيّة والفنون الجميلة تحاول جاهدة رفعَ عدد التّلامذة المشاركين، وجعْل القراءة زادًا يوميًّا ونهجَ حياةٍ، ليس حبًّا بالتّنافسِ فحسْب، بل إيمانًا منها بأهميَّةِ القراءة وتأثيرها الإيجابيِّ على التّلامذة وأحلامهم ومستقبلهم.
وأراها، اليومَ، فرصةً لأوكّدَ أنَّ التّحدّيات الّتي تواجه تعزيز القراءة عندَ أولادنا تتطلّبُ تضافرَ جهودِ كلٍّ من الأسرةِ، المدرسةِ، والمجتمعِ.
-أبدأُ منَ المنزلِ، هل يقدّمُ الأهلُ نموذجًا يُحتذى لأولادهم؟ هل يقرأون أمامهم ومعهم؟ هل يُشجّعونَهم على القراءة؟ هل يتحدّثون معهم عن الكتب الشّيّقة بحماسةٍ وفرحٍ؟ هل يتبادلون معهم مضمون كتابٍ مُعيّنٍ؟ هل يقدّمون لهم الكتبَ كهدايا في المناسبات…..
-وفي المدرسة هل تشجّع المناهج التّعليميّة على القراءة الحرّة وتُنظّمها؟ هل يوجد في كلِّ مؤسّسةٍ تعليميّةٍ مكتبةٌ مدرسيّةٌ مجهّزةٌ؟ هل تُنَفَّذ البرامج القرائيّة التّنافسيّة الّتي تُحفّز على القراءة بانتظامٍ، أوِ الأنشطة المدرسيّة المرتبطة بالكتب كتنظيم معارض أو كتابة تقارير عن الكتب، أو تمثيل مسرحياتٍ مستندةٍ إلى القصص.
-أمّا المجتمع فأينَ الفعاليات والأنشطة الثّقافيّة والأدبيّة الّتي تخلق بيئة مُعَزّزة للقراءة؟ أين المعارض والنّدوات ونوادي القراءةِ؟ أين المكتبات العامّة، أين دور وسائل الإعلام، الّتي بات المحتوى التّرفيهيُّ يطغى على الحيّز الأكبر من برامجها، وتَشُحّ البرامج التثقيفيّة، فلا ترويج للقراءة، ولا دعوة لمجالسةِ الكتاب، بل توجيهٌ نحو الإعلام الرّقْميِّ ووسائل التّواصل الاجتماعيِّ.
نؤمن بأنَّ لبنانَ موطن الفلاسفة والأدباء والشّعراء ورجال العلم والفكر والفنّ، وخير دليل على ذلك الثُّلَّةُ المميَّزةُ منَ الشّعراء والكتّاب والأدباء الّذين يشاركونَنا، اليوم، هذا اللّقاء، ولكن كيف نحافظ على هذا الإرث ونسلّمه لمن سيخلُفُنا…. حقًّا إنَّ التّحدّيَ كبيرٌ.
ختامًا، هنيئًا لكلِّ مَن شارك وقرأَ وأوْجز، وإن لم يكن من بين الفائزين الأوائل، فهو بطل في نظرنا، لأنَّه تحدَّى وقرأَ ونافسَ، ونحن على يقينٍ بأنّ هذه التَّجْرِبة سيكون لها الأثر البالغ في مستقبله.
الخالدي
ثم تحث عبر الشاشة مدير إدارة البرالمج والمبادرات في مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية الدكتور فوزان الخالدي فقال :
أحييكم جميعاً، ويسعدني أن أتحدث إليكم اليوم في هذا الحفل الختامي لتتويج أبطال تحدي القراءة العربي في دورته الثامنة على مستوى الجمهورية اللبنانية الشقيقة..
وأن أعبر باسم مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية”، التي تنظم تحدي القراءة العربي، عن تقديري لجهود وزارة التربية والتعليم العالي..
ووزارة الثقافة في الجمهورية اللبنانية الشقيقة ولجميع الجهات التي سهلت مشاركة أكثر من 29 ألف طالب وطالبة من 324 مدرسة..
وكل التقدير لجهود وتفاني أكثر من 1000 مشرف ومشرفة رافقوا الطلبة خلال مرحلة التصفيات..
وهو ما أسهم في تميز طلبة لبنان في منافسات التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم..
وهذا يدل على الاهتمام الذي يبديه لبنان رسمياً ومجتمعياً بإعلاء الشأن الثقافي والمعرفي وتشجيع أبناء الجيل الجديد على القراءة.
حققت الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي إنجازات جديدة على مختلف الصعد..
ويكفي أن نشير إلى تسجيل الدورة الثامنة أرقاماً غير مسبوقة في أعداد المشاركين..
حيث استقطبت أكثر من 28 مليون طالب وطالبة من 50 دولة حول العالم..
ما شهدت مشاركة أكثر من 229 ألف مدرسة..
وأكثر من 154 ألف مشرف ومشرفة قراءة..● وهو ما يعكس المكانة المرموقة لهذه المبادرة القرائية وقدرتها على إحداث التأثير الإيجابي في المشهد الثقافي العربي.
بتعاوننا جميعاً سيواصل تحدي القراءة العربي تأدية رسالته في ترسيخ مكانة اللغة العربية لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع..
وتعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة وتنمية مهارات التفكير الإبداعي..
فكل الشكر والتقدير لمن يساهم في تحقيق هذه الرسالة النبيلة..
وختاماً، أتوجه بالتهنئة إلى أبطال تحدي القراءة العربي في لبنان وإلى أسر الطلبة المشاركين في الدورة الثامنة..
وإلى وزارة التربية والتعليم العالي وجميع المعنيين بالشأن الثقافي والتعليمي في لبنان..
وكل من دعم الطلبة وشجعهم على المشاركة في تحدي القراءة العربي..
الحلبي
وقال الحلبي: “محطة مضيئة وموعد سنوي مع القراءة والثقافة، تشكلهما مبادرة تحدي القراءة العربي، إنها جسر عبور مفتوح المسالك بين المتعلمين في الدول العربية وإمارة دبي العزيزة يحلو التوقف معها كل سنة لنرفع منسوب اكتساب عادة القراءة”.
وأضاف: “في هذه المناسبة العزيزة، أتوجه بتحية الشكر والمحبة والتقدير إلى صاحب المبادرة وراعيها في العالم العربي نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على رعايته الأجيال الصاعدة وترسيخ حب القراءة ونشر الثقافة، وأهنىء التلامذة الفائزين في كل المراحل، خصوصا الفائزين بالنهائيات والذين سيمثلون لبنان في دبي، وأتمنى أن يكون النجاح حليفهم ويرفعوا اسم لبنان عاليا في هذه المبادرة التي تتميز بأهمية كبيرة”.
وتابع: “إنها مناسبة تربوية ثقافية بامتياز، نغتنمها لنشد على أيدي الأساتذة ومديري المدارس الرسمية والخاصة الذين اعدوا المتعلمين لهذه المبادرة، ونأمل أن تكون المشاركة في العام المقبل أوسع بكثير وأن نتخطى أزمات الانتقال لكي نعود إلى تألقنا في التربية والثقافة والتواصل الوطني والعرب، كما نشد على أيدي فريق العمل في المصلحة الثقافية بإدارة السيدة صونيا الخوري وفريق عملها، وندعم عودة النشطة الثقافية والفنية في المدارس الرسمية، ونشكر للسيدة هناء جمعة جهودها ومتابعتها لإنجاح المسابقات المناطقية والوطنية”.
ورأى في مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية تظاهرة ثقافية عربية جامعة، أنها “تلعب دوراً حيوياً في ترسيخ ثقافة القراءة في العالم العربي، إذ أنها استثنائية في اتساعها وشمولها واعتمادها العمل المؤسسي خلال مراحل التصفيات على مستوى الدول، وصولا إلى تتويج بطل القراءة العربي”.
وأظهر المشاركون مستويات لافتة في الاستيعاب والتعبير بلغة عربية رفيعة المستوى، ما يدل على المكانة التي تمثلها اللغة العربية في المجتمع اللبناني.
كما تعكس حرص مؤسساتهم التعليمية وتشجيعها الطلاب على القراءة وإبراز إمكاناتهم من خلال المشاركة في تحدي القراءة العربي.
وأشار الحلبي إلى أن “المكتبات الصفية والمدرسية تبقى المصدر الأقرب لتغذية العقول والأفكار وتحفيز المخيلة، وأي مصدر للقراءة والثقافة واتساع المعرفة هو رافد إضافي إلى ما توفره لنا المكتبات المدرسية والبلدية والوطنية، ووسائل التواصل والمراجع الرقمية التي تتيحها شبكات المعلومات أدت إلى مصالحة الناس مع القراءة، وعلينا الإفادة من كل ما يعزز عادة القراءة لدى أجيالنا”.
وشكر “الفريق التربوي والفني والإعلامي الذي حضر من دبي خصوصا للمشاركة في اختيار الفائزين”.
وحيا “كل من اشترك في الإعداد لهذا العمل الراقي”، وقال: “مبروك مجددا لجميع المشاركين والفائزين وشكرا لمدارسهم ومعلميهم”.
وقال: “فوجئنا، كما فوجىء اللبنانيون بالأمس، بقرار جاء من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء وطرح موضوع امتحانات الشهادة المتوسطة، فنحن كنا كوزارة تربية من المدير العام إلى رئيسة المركز التربوي ومديري التعليم الأساسي والثانوي والإرشاد والامتحانات وكل من يعمل في هذا المبنى، على استعداد تام وجهوزية تامة لتنظيم امتحانات المتوسطة، فأمنا مراكز الامتحانات والأساتذة المراقبين والمصححين وفرق إعداد الأسئلة وكل ما هو مطلوب لإنجاز هذا الاستحقاق التربوي والوطني من الإعتمادات لدى وزارة المالية مع الشكر لمعالي وزير المالية”.
وأضاف: “كما أمنا مع الجهات المانحة دعما بالدولار الأميركي يدفع إلى الذين سيشتركون في هذه العملية بواسطة شركات تحويل الأموال مباشرة. وإذ بنا ونحن على عتبة أيام قليلة من بدء هذا الاستحقاق الذي حددناه في 6 تموز، ومن خارج جدول الأعمال وبغض النظر عن أي اعتبار تربوي، قيل لنا إن القوى الأمنية قد تكون غير جاهزة لتأمين هذه العملية. وبصراحة كلية نتساءل، كيف يمكن ألا تتمكن من تأمين أمن الشهادة المتوسطة فيما تستطيع توفير الأمن لشهادة الثانوية العامة، صحيح أن العدد أكبر في المتوسطة غير أنه يناهز الأربعين ألفا في الثانوية، ويستوجب تعبئة قوى أمنية أيضا”.
وتابع: “نحن في هذه الامتحانات لا نقمع تظاهرات، إنما نستفيد من وجود عنصر قوى الأمن عند مدخل كل مركز امتحانات لمراقبة دخول المرشحين إلى مراكز الإمتحانات ليشاركوا فيها ويعودون إلى منازلهم”.
وأردف: “بصراحة كلية، كان هذا الأمر موضع استغراب واستهجان من جانبنا ومن جانب وزارة التربية والمركز التربوي وجميع التربويين لأننا لا نقوم بإجراء الامتحانات ترفا، بل لأننا ليست لدينا وسيلة أخرى لقياس مدى أهلية المتعلمين للانتقال من المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الثانوية، سوى عن طريق الشهادة المتوسطة، وفي العام المقبل، إذا كنا بدأنا تطبيق المناهج الجديدة وتضمنت وسيلة جديدة لقياس التحصيل التعلمي غير هذه الشهادة ، فيكون قد توافر لنا حينها البديل الأفضل للتقويم. أما في المنهاج الحالي فإن البديل غير متوافر، وهذا يعني أن نترك للمدارس الرسمية والخاصة أن تسلمنا اللوائح الإسمية ونمنح الجميع إفادات”.
وأشار إلى أنه كان قد أعلن أكثر من مرة أن وزارة التربية لن تمنح إفادات، مضيفاً: “وإذ بنا نجد أنفسنا أمام هذا الواقع، وأنا ما زلت عند رأيي أن موضوع الإفادات غير تربوي إطلاقا، لأننا لا نستطيع أن نمنح التلميذ الراسب والتلميذ الناجح والتلميذ المبرر وغير المبرر والأجنبي واللبناني شهادات متساوية، فعند ذلك ماذا سيحدث في المرحلة الثانوية وفي التعليم المهني والتقني، لدينا أسئلة لم يكن أحد مدركا خطورة هذا القرار الارتجالي”.
وتابع: “لو لدينا علم سابق، لما كنا أنهكنا الإدارة والناس بالترشيحات وتدفيعهم بدل بطاقة الترشيح، ولا كنا أنجزنا كل هذه التحضيرات، نحن ندرس راهنا ما هو البديل عن المتوسطة، لأن مجلس الوزراء كلف وزير التربية إعداد الآلية المناسبة، وآمل أن ننجز تحضير هذا البديل بين اليوم والغد، وربما يكون لنا لقاء مع الإعلام الإثنين المقبل لإعلان الخطوات التي سنتبعها”.
وتخلل الحفل رقصات ودبكات فولكلورية وقصيدة مغناة كتبها الشاعر نزار فرنسيس ولحنها الموسيقار إيلي العليا وغناها الفنان معين شريف الذي قدم اغنيات وطنية وفولكلورية .
ثم سلم الوزير والمدير العام للتربية والوزير الحاج حسن والنائب مراد ورئيسة المصلحة الثقافية الدروع والشهادات للتلامذة الفائزين وكذلك من فئة اصحاب الهمم ومن التلامذة الفائزين عن فئة غير اللبنانيين ،
عمر أحمد الشموري أولاً
ونال المرتبة الأولى في تحدي القراءة العربي التلميذ عمر أحمد الشموري من مدرسة خليل شهاب في البقاع وحصل على علامة 96 . وتمن تسليمه الشعلة ليشارك في بطولة العالم لتحدي القراءة العربية التي تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة وإلى جانبه العشرة الأوائل وأصحاب الهمم .