بوابة التربية: عقد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي، ومدير برنامج الغذاء العالمي في لبنان الدكتور عبد الله الوردات والمديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية السيدة كاترين بونو، مؤتمرا اليوم في قاعة المسرح في وزارة التربية بمشاركة ممثلين عن المنظمات الدولية والدول المانحة واسرة وزارة التربية، وذلك للبحث في المراحل التي حققها برنامج التغذية المدرسية الذي ينفذه برنامج الغذاء العالمي في المدارس،وبات يشكل شبكة أمان للتربية.
بعد النشيد الوطني تحدث مدير المؤتمر ألبير شمعون مشيرا إلى ان برنامج التغذية المدرسية واحد من انجح البرامج التي تنفذها الوزارة، ونظرا لهذا النجاح بات يشكل شبكة امان تربوية وعامل استقرار في المدارس، وعنصر مساواة بين التلاميذ.
الوردات
وتحدث مدير برنامج الغذاء العالمي في لبنان الدكتور عبدالله الوردات فقال: الاستثمار في مستقبل لبنان، أي أطفال المدارس، هو دائماً استثمار مثمر.
ومع ذلك، يذهب العديد من الأطفال في جميع أنحاء لبنان إلى المدرسة كل يوم على معدة فارغة حيث أصبح الطعام بعيدًا عن متناول العديد من العائلات.
تعتبر التغذية المدرسية ركيزة من ركائز برنامج الأغذية العالمي في لبنان، حيث نؤمن أن تقديم وجبات خفيفة مدرسية صحية يرتبط ارتباطًا مباشرًا بتحسين التغذية بالإضافة إلى التشجيع على الحضور والبقاء في المدرسة.
لهذا السبب، تتمثل مهمة برنامج الأغذية العالمي في ضمان حصول جميع الأطفال في سن المدرسة على الوجبات المدرسية ليبقوا بصحة جيدة وجاهزين للتعلم.
من خلال تعاوننا المثمر مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، تم إطلاق برنامج التغذية المدرسية في 2016، والذي يقدم الخدمات الأولية لعشرة آلاف طفل لبناني وسوري مستضعفين في 22 مدرسة.
واليوم، يقدم برنامج الأغذية العالمي الدعم ل٧٢،٠٠٠ طالب في المناطق الأكثر هشاشة في ١١٥ مدرسة حكومية ابتدائية من خلال برنامج التغذية المدرسية في لبنان. وبينما نتحدث يعمل الفريق على توسيع المشروع ليصل الى ١٠،٠٠٠ طالب إضافي. وإذ يشمل التوسع تطوير نموذج المطبخ الصحي المدرسي ورفع كفاءته لتغطية المدارس المحيطة. وبذلك يدعم البرنامج الاقتصاد المحلي من خلال الاعتماد على المنتوجات المحلية.
بونو
ثم تحدثت مديرة لبنان والمديرة الإقليمية للوكالة الفرنسية للتنمية السيدة كاترين بونو فقالت:
تلتزم فرنسا وتحديداً الوكالة الفرنسية للتنمية إلى جانب الشباب اللبناني طوال مسيرتهم الدراسية، عبر مساهمتها لقطاع التعليم التي تتجاوز 40 مليون يورو. وأشارت إلى أن تجربة برنامج التغذية المدرسية، تُظهر أن الأنظمة الغذائية الصحية والمتوازنة تساهم في التحفيظ على الدراسة وتقليل معدلات التسرب وتحسين نتائج التعلم ، خاصة للأطفال الأكثر فقرًا.
واكدت بونو أننا نترجم التزامنا إلى جانب الذين هم الأكثر الحاجة من خلال تمويل إضافي لشركائنا في الجمعية المسيحية الأرثوذكسية الدولي ليصل التمويل الاجمالي إلى ٤ مليون يورو، وذلك بهدف زيادة عدد المدارس والأطفال المستهدفين وتمديد مدة المشروع.
واشارت إلى اننا مع شركائنا، ملتزمون بدعم وزارة التربية والتعليم في جهودها الرامية إلى وضع استراتيجية وطنية لبرنامج التغذية المدرسية وإضفاء الطابع المؤسسي عليها حتى تتولى الوزارة هذا البرنامج عندما يحين الوقت.
الحلبي
ثم تحدث راعي الإحتفال الوزير عباس الحلبي فقال:
الحاجة إلى الأمان الغذائي، هي الحاجة البيولوجية الأولى لكل إنسان فكيف إذا كان هذا الإنسان طفلا أو فتى على مقاعد الدراسة .
لقد أضحى توفير الغذاء بصورة منتظمة هاجسا للشعوب في ظل الحروب والنزاعات السائدة وتناقص الموارد الزراعية وتعاظم عدد سكان الكوكب . ونحن في لبنان ، وعلى الرغم من تراكم ازماتنا لا نناقش في الحق بالتعليم لأننا ملتزمون تعليم جميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية من لبنانيين ونازحين بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المانحة، ولكن متابعة التدريس تقف أمام أبواب المدارس المقفلة بسبب الإضراب وحاجة المعلمين إلى دعم للإنتاجية لكي يتابعوا مهامهم، في ظل التضخم الحاصل في البلاد وارتفاع سعر صرف الدولار في السوق.
أمام هذا الواقع تبلغنا منذ ايام قليلة الموافقة على استخدام جزء من أموال موجودة لدينا في المدارس من اجل تعزيز انتاجية المعلمين في الملاك والتعاقد والمستعان بهم بالدولار النقدي، ونأمل ان يعاود المعلمون التدريس، وأن ننهي مناهجنا المقررة للعام الدراسي الحالي، فلا نخسر أي يوم تدريس بعد كل الخسارات السابقة .
ليس صدفة أن يكون لقاؤنا اليوم حول برنامج الغذاء المدرسي في اليوم العالمي للتربية ، لأن الاهتمام بصحة التلميذ وغذائه بات من الأوليات لدى المعنيين بالتربية ، كما أن المناهج الحديثة أخذت في الاعتبار موضوع اكتساب المتعلم للسلوكيات الصحية الحديثة.
ونحن الذين أصبحنا نعيش فقرا مدقعا، لن نقبل بأن نضع التلميذ وأهله امام خيارين إما الغذاء وإما التعليم، لأننا نريدهما متلازمين كحد ادنى للعيش والتعلم وبناء المستقبل.
من هنا ينطلق تركيزنا على فعالية برنامج الغذاء المدرسي في لبنان، كشبكة للأمان في القطاع التربوي، إذ ان البرنامج شهد تاريخا من التطور منذ بداياته ومنح الأمان للمدارس وعمم المساواة بين الأولاد القادرين على تأمين السندويشة لأولادهم في المدرسة يوميا، وأولئك الذين باتوا عاجزين عن تأمين الرغيف والمياه الصالحة للشرب وقد تزايدت اعدادهم.
ونشدد في هذا السياق على ان التربية لكي تكون فعالة، عليها أن تكون شمولية لجهة الاهتمام بكل متعلم أي بجميع أولادنا من دون استثناء وخصوصا ذوي الصعوبات التعلمية والاحتياجات الخاصة ، وكل المتعلم أي تربويا وصحيا ونفسيا واجتماعيا.
لبرنامج الغذاء المدرسي تاريخ مع وزارة التربية، منذ سنة 2001، ولم يكتف برنامج التغذية المدرسية بإطعام الأولاد في المدارس المعتمدة ، بل نفذ حلقات توعية وانشطة تفاعلية عن التغذية والغذاء السليم بمتابعة من وحدة التربية الصحية البيئية في جهاز الارشاد والتوجيه ، وذلك بهدف تنمية السلوكيات الصحية السليمة لدى المتعلّمين، خصوصا بعدما تبين ارتفاع نسبة الاطفال الذين يعانون من البدانة والوزن الزائد.
اليوم يغطي برنامج التغذية المدرسية نحو 78500 متعلم في 127 مدرسة رسمية، 109 منها ضمن الوجبات الخفيفة و18 ضمن برنامج المطابخ المدرسية تغطي منها الafd 11 مدرسة، وان شاء الله سيتوسع البرنامج هذه السنة بهمة المدير الدكتور عبدالله الوردات ليشمل نحو 100000 متعلم.
وختم: إن برنامج الغذاء المدرسي الذي يحظى باهتمامنا ومتابعتنا، نسعى إلى إدخاله ضمن الإستراتيجية الوطنية والتربوية لكي يصبح برنامجا وطنيا مستداما بدعم دولي ووطني، بالتعاون مع جميع الشركاء في الوزارات والمنظمات والجمعيات.
إننا نجتمع ومدارسنا مقفلة… نجتمع وأولادنا دون تعلم… علّنا قريبا نصل لحلول تعيد أبناءنا لمقاعدهم الدراسية.
المدير العام
بعد ذلك عرض المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر على الشاشة نبذة عن مراحل البرنامج منذ بداياته في المدارس فأشار إلى أن برنامج التغذية المدرسية والأنشطة المكملة الخاصة به تشكل جزءا من مكونات برنامج الوزارة للصحة المدرسية. وانه يسهم في تحسين مخرجات التعليم من خلال تأمين تعليم نوعي.
وعرض مراحل تطور المشروع حتى وصل إلى ما يزيد عن السبعين الف متعلم ، مع تطور مرتقب إلى نحو مائة ألف متعلم في نهاية العام الدراسي.ولفت إلى أنه تم اختيار أمهات التلاميذ لتحضير الوجبات في المطابخ المدرسية بعد تدريبهن بإشراف مرشد صحي وبيئي .
وبينت الدراسة التقييمية للبرنامج خفض معدل التسرب المدرسي والتغيب عن الدراسة، وزيادة تناول المغذيات الدقيقة وتنوع النظام الغذائي، وتعزيز الإنتباه والمشاركة، ورفع مستوى الإحساس بالمسؤولية المجتمعية والمدرسية، وزيادة احترام الذات، والشعور بالأمان، وتحفيز الأهل على إرسال أولادهم إلى المدارس.