الثلاثاء , ديسمبر 10 2024

الراعي افتتح مؤتمر المدارس الكاثوليكية: نطالب الدولة بدفع فرق زيادات الرواتب

البطريرك الراعي في افتتاح المؤتمر

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في افتتاح المؤتمر السنوي الرابع والعشرين للمدارس الكاثوليكية بعنوان “الراعوية المدرسية في المدارس الكاثوليكية: رؤية ومسارات”، ” أن مدارسنا ترفض أن توضع في مواجهة مع المعلمين والأهالي” وطالب الدولة بدفع فرق زيادات الرواتب للمعلمين.

افتتح الراعي المؤتمر بدعوة من اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، في ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير كسروان، ويستمر يومين.

حضر المؤتمر حشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية، ورجال دين، ومسؤولون تربويون من القطاعين الخاص والعام، إضافة إلى جورج قزي ممثلا الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل، وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، غابي جبرايل ممثلا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، النائب جوزف معلوف ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، القائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس، العميد عويدات نجم ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للتربية فادي يرق، رئيس مجمع التربية الكاثوليكية في الفاتيكان الكاردينال جوزف فرسالدي، رئيس الرابطة المارونية النقيب انطوان قليموس، رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران حنا رحمة، والمطارنة: كميل زيدان، بول-مروان تابت وميشال عون، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبدو أبو كسم، رؤساء عامون ورئيسات عامات للمدارس الكاثوليكية، نقيب المعلمين رودولف عبود وفد من النقابة، رئيس “كاريتاس” – لبنان الأب بول كرم، ممثلو المدارس الكاثوليكية في فرنسا، ممثلو الأمانات العامة للمدارس الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، رئيس بلدية غزير شارل حداد ورؤساء مجالس بلدية ومخاتير، الرئيسة العامة للمدرسة المضيفة الأم جوديت هارون ومديرة المدرسة الأخت ايفا شمعون.

عازار
إستهل المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم قدم تلامذة ثانوية مار الياس للراهبات الأنطونيات – غزير، صلاة خاصة تلتها كلمة للأمين العام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار إعتبر فيها أن “المؤتمر هذا العام، “الراعوية المدرسية في مدارسنا الكاثوليكية”، أعطانا دفعا جديدا وقويا لنواصل المسيرة التربوية، باسم الكنيسة، لكي نحرر بتعاليمها الانسان من كل العبوديات ونبني الوطن والمجتمع”.

وأضاف: “يسأل البعض: لماذا هذا المؤتمر عن الراعوية المدرسية في مدارسنا الكاثوليكية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المدارس الخاصة في لبنان؟ أولم يكن من الافضل ان يكون مؤتمرنا وقفة للمطالبة بتشريع عادل يصون حرية التعليم ويحمي المدارس الملتزمة الانظمة والقوانين، كمدارسنا الكاثوليكية المؤسسة للتعليم والتربية في لبنان؟ جواب الهيئة التنفيذية، وجواب اللجنة التحضيرية للمؤتمر، لا بل جواب كل مدارسنا، هو اعتبار الراعوية المدرسية أساسا للتنشئة، ليس فقط على المعرفة الايمانية والقيم الروحية فحسب، بل هي ايضا للتنشئة على الحوار واحترام القانون والانظمة العادلة، وخدمة الشأن العام وخدمة المجتمع، وبناء المواطنة والتزام بقواعد العيش المشترك واعتماد العدالة والتوازن في السعي الى ضمان حقوق الاسرة التربوية كلها، لا بل لضمان حقوق جميع الناس”.
وأكد “ان مدارسنا الكاثوليكية تجدد اليوم التزامها مبادئ الراعوية المدرسية لكي تقدم للمواطن الانسان تربية متكاملة ومتوازنة وسليمة، روحيا وعاطفيا واجتماعيا
وثقافيا”، وقال: “يا ويل لبنان واللبنانيين اذا نجح مهددو مدارسنا في تعطيل دورها! تراهم هل يجدون صروح علم، كهذا الصرح الذي يجمعنا، تبني على مثالها الوطن بروحانية الراعوية المدرسية، وتنشئ الاجيال الطالعة على الايمان والقيم والتطلع دوما إلى المراقي؟ وهنيئا لنا، اذا ثبتنا معا لنشهد لهذا الشغف و”للحق الذي يحرر”.

رحمة
وتحدث المطران رحمة عن “فرص الراعوية المدرسية في المجتمع اللبناني التعددي وتحدياتها”، فلفت الى أن “محور رسالة الكنيسة التعليمية هذه هو شخص يسوع، “فنحن لا نعلم إلا بقدر ما نسمح للمعلم الأوحد أن يكون حاضرا في كلامنا وتصرفاتنا”، كما جاء على لسان البابا القديس يوحنا بولس الثاني، في إرشاده الرسولي حول التعليم المسيحي في عصرنا. ففي صلب راعويتنا نجد هذه الدعوة للدخول في علاقة شخصية، بنوية، بين تلميذ ومعلمه يسوع. ولأنه لا فصل بين النمو الروحي للإنسان ونموه الثقافي والأخلاقي والعاطفي والجسدي. أتت المدرسة الكاثوليكية لتجعل تنشئة الإنسان بكليته محور رسالتها الإنجيلية، المسيحية”.

وأضاف: “أمام تحدي الإنفتاح، شباب لبنان اليوم معرض لضياع الهوية، فهو يدعونا الى مساعدته لاكتشاف تراثه وتاريخه والقيم التي تربى عليها واعتادها وأيضا لنساعده في استعادة المعنى العميق للعادات والتقاليد التي ورثها. يُضاف إلى هذه التحديات ما هو ناتج من الظروف الإجتماعية، الإقتصادية والأمنية، وكل ما يؤول إلى النزوح والهجرة وإفراغ شرقنا الحبيب من شبابه وخيرة أبنائه. كلها أمور تدفعنا الى العمل أكثر على بث الرجاء والشجاعة الرسولية في قلوب تلامذتنا، فنفتح لهم فرص التعاون والتعاضد الأخوي مع من يعيشون في ظروف معدمة وفي اضطهادات. وتدفعنا أيضا الى تحفيز الوعي والتربية على التزام حضورنا المشرقي والافتخار بكنزنا الحضاري العريق”.

فرسالدي
وتحدث الكاردينال فرسالدي مشددا على أن “الهدف الذي يسعى إليه التعليم الحقيقي هو تكوين الشخص البشري من منظور أعلى، لما له خير المجموعات التي يكون الإنسان عضوا فيها خلال ممارسة نشاطه. كل المسيحيين لديهم الحق في التعليم المسيحي. ويهدف هذا الحق ليس فقط الى ضمان نضج الإنسان، بل في معرفة سر الخلاص. من خلال هذا النمو، يمكن المؤمنين الوصول إلى “الرجل المثالي، في قمة الحياة، الذي يدرك اكتمال المسيح”.
وختم بالتطرق الى وسائل التواصل الجديدة مشيرا الى أن “نمو وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى انتشار “المعلمين الجدد”، خارج أي سيطرة مؤسسية، مع خطر الارتباك في الاقتراح التعليمي المسيحي”.

الراعي
وألقى الراعي كلمة بعنوان “صنع الجماعة التربوية”، قال فيها: “صنع الجماعة” في المدارس الكاثوليكية عنصر أساسي في تكوين الراعوية المدرسية. هذه الجماعة تستجيب إلى ضرورة العمل الجماعي المشترك في تحقيق العملية التربوية. ولذا، تصنعها المدرسة، إدارة ومعلمين وتلامذة والعائلة والمجتمع المدني والدولة والكنيسة. فهي كلها معنية بتربية التلميذ في كل أبعاد شخصيته العلمية والأخلاقية والإجتماعية والوطنية والروحية.
ويأتي التلميذ العنصر الثالث في المدرسة بعد الإدارة والمعلم. إنه شريك مساهم في تتميم غاية العملية التربوية، وهدف الجماعة ومبرر وجودها. إنه العامل الأول في تربيته الذاتية الذي يخلق بينه وبين المعلم والإدارة، وبينه وبين مكونات الجماعة التربوية الأخرى علاقات محبة واحترام”.

ورأى أن “المكون الثاني في صنع الجماعة التربوية هو العائلة”، قائلا: “على الوالدين، لأنهم نقلوا الحياة الى أولادهم، يقع الواجب الخطير لتربيتهم. فهم المربون الأولون والاساسيون بالنسبة إليهم. لذا، من واجبهم إشاعة الجو الملائم في العائلة، والمميز بالحب وتقوى الله ومحبة الناس. فالعائلة هي المدرسة الأولى للفضائل الإنسانية والاجتماعية، وللتنشئة الإنسانية. ويعود للوالدين الحق وحرية اختيار المدرسة لأولادهم، بحيث يعتبرون أنها تواصل التربية التي يريدونها لهم. فيقع على السلطات المدنية واجب حماية هذه الحرية والدفاع عنها، باحترام العدالة التوزيعية، ودعم الأقساط المدرسية من المال العام من أجل الحد من تنامي هذه الأقساط وضبط زياداتها، بهدف التخفيف عن كاهل الأهل لكي يتمكنوا من اختيار المدرسة لأولادهم بملء حريتهم، ووفقا لضميرهم. وهذا مطلب متكرر اليوم، بحكم الدستور اللبناني. إننا نحمل القيمين على شؤون الدولة المسؤوليات التالية: مسؤولية إرهاق المواطنين بالأقساط الجديدة التي سترتفع حتما، كنتيجة لسلسلة الرتب والرواتب وقد طالبنا بها وأردناها عادلة ومنصفة للجميع؛ ومسوؤلية إرغام أي مدرسة على إقفال أبوابها؛ ومسؤولية زيادة عدد العاطلين عن العمل من بين المعلمين والموظفين، ومسؤولية حرمان المناطق الجبلية والنائية مدارس مجانية وغير مجانية، وتهجير أهاليها إلى ضواحي المدن الكبيرة”.

وأكد أنه “تجنبا لهذه الأخطار الاجتماعية التي تصيب الثقافة والتربية والوطن، نطالب مع دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ما سبق وطالبنا به. فقال مشكورا، في الخطاب الذي ألقاه الأربعاء الماضي في ذكرى الإمام موسى الصدر، ما حرفيته: “الرئيس شارل ديغول واجه مثل هذا الموضوع، فاعتبر المدرسة الخاصة ذات منفعة عامة، ودفع رواتب المعلمين لقاء حق المراقبة. ونستطيع نحن أن نقول بدفع فرق الرواتب لقاء حق المراقبة، وأن نفعل شيئا من هذا الموضوع في مقابل بعض الرقابة في هذا الأمر”.

أضاف: “المكون الثالث هو المجتمع المدني، بما فيه من جمعيات أهلية وبلديات وأندية وسواها، إنه مدعو الى الافساح في المجال أمام التلامذة كي يقوموا بمبادرات تجسد المبادئ التي تعلموها، ويتمكنوا من الاندماج في مجتمعهم، وتحفيز قدراتهم فيه. ومن واجب المجتمع المدني حماية المدرسة وتعزيز النشاط التربوي ومساندة الأهل حيث تدعو الحاجة. المكون الرابع هو الدولة، المسؤولة عن سن القوانين والأنظمة للمؤسسات التربوية، ووضع المناهج. ومن واجبها تأمين المستوى الرفيع للدروس عبر كفاية المعلمين والجهاز المدرسي. وبما أنها تسن القوانين للتعليم الرسمي والخاص على السواء، فمن واجبها، بحكم العدالة التوزيعية، أن تدعم التعليم الخاص ماليا كما قلنا. إن مدارسنا الكاثوليكية ترفض أن يضعها المسؤولون السياسيون في مواجهة مع المعلمين وأهالي التلامذة. فليست مدارسنا ضد زيادة رواتب المعلمين، ولا هي تريد إرهاق الأهل بزيادة الأقساط، بل من أجل حماية المعلمين والأهل تطالب مدارسنا الدولة بدفع فرق الزيادات على الرواتب. فكيف تستطيع القيام بواجبات الرواتب الجديدة، وقد تسجل تلامذتها ووقعت العقود مع المعلمين وفقا لأقساط العام الدراسي المنصرم، ووفقا للموازنة الموضوعة قبل صدور سلسلة الرتب والرواتب؟ وإلا كانت حال مدارسنا كحال الشخص الذي يرمى في الماء ويقال له: “لا تتبلل”.
ومن الواجب الدولة أن تحمي التربية الأخلاقية والإنسانية، بضبط الانحرافات والممارسات المعاكسة عبر وسائل الإعلام وتقنيات التواصل الاجتماعي. فهذه، إذا أحسن استعمالها ببرامج بناءة، تكون شريكة فعالة في العملية التربوية، وبخاصة عندما يستعملها التلامذة لأغراض علمية وثقافية، ولإحياء حوار بناء مع الآخرين”.
واعتبر أن “المكون الخامس في صنع الجماعة التربوية هو الكنيسة المرسلة من المسيح “لتتلمذ وتعلم جميع الشعوب.

طعمة
ثم ألقى الأختصاصي في مركز البحوث والتطوير التعليمي في لبنان الدكتور أنطوان طعمة مداخلة بعنوان “نحو منهج جديد للتعليم المسيحي، تماشيا مع هندسة جديدة لتطوير المناهج الرسمية في لبنان”.
أضاف: “أن التربية هدم للجدران العازلة ومد لجسور التلاقي، وفي مرتكزات المنهج المطور وعناصره ومحتواه وأنه لو كانت الكنيسة “أما ومعلمة” فالمدرسة المسيحية الكاثوليكية، في هويتها وعلة وجودها، مؤتمنة على تعليم مسيحي كنسي ينطلق من رؤية ورسالة هما أبعد من التعليم المسيحي، كما قال قداسة البابا فرنسيس، لأن هدفهما إنماء الإنسان.
إيرفو
وتحدث المسؤول الوطني عن الأنشطة الرعوية في المدارس الكاثوليكية في فرنسا جوزف إيرفو، ضمن مداخلة حملت عنوان “المناهج الجديدة في التعليم المسيحي” متسائلا ما هو التعليم المسيحي والتطور الذي عاشته الكنيسة الكاثوليكية؟ شارحا كيف ساهم هذا التطور في التكيف مع المتغيرات التاريخية مدى آلاف السنين.

زغيب
وكانت مداخلة لمنسق التعليم المسيحي في الجامعة اليسوعية الخوري رفائيل زغيب حملت عنوان “ملامح وتكوين المنسقين الرعويين ووفق أي معايير وما هي الخيارات المتاحة؟”، قال: “لا شك في أن تدريب المعلمين الرعويين يمثل تحديا كبيرا للرعوية المدرسية في الشرق نظرا الى التغير الثقافي وتنوع البرامج المسيحية المستخدمة والدور التربوي الذي نعيشه اليوم.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الكاردينال فيرسالدي ومرافقه الأب يوسف شديد لقاء خاصا مع رؤساء الجامعات الكاثوليكية.
ويتابع المؤتمر أعماله غدا الأربعاء في 6 أيلول 2017.

عن mcg

شاهد أيضاً

متعاقدو الرسمي: لضمان حقنا بالعقد الكامل وإصدار مرسوم زيادة أجر الساعة

  بوابة التربية: طالبت لجنة الاساتذة المتعاقدين في التعليم الثانوي الرسمي (مختلف التسميات) ولجنة الأساتذة  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *