أخبار عاجلة

الرقصُ على مذبحِ الجامعةِ الوطنيَّة

بوابة التربية- كتب د. *كميل الأشقر:

غريبٌ مِقدار اللامبالاة من قِبَل من هم في السلطة ولا اقول المسؤولين، عن حال الجامعة اللبنانيَّة!

وغريبٌ مقدار الفُرقة بين اهلها. لم نشهد في السابق مثل هذا الانقسام: اساتذةٌ في التفرُّغ والمِلاك يُسيِّرون امور الجامعة بما تبقَّى من امكانات هزيلة، واساتذةٌ متعاقدون على انقسامٍ ايضًا: من هو مضربٌ بشكل تام ومنخرطٌ في عملية الدفاعِ عن جامعته وحقوقه، ومن هو مضربٌ جزئيًا، ومن سئمَ الاضراب ويئس وانخرط في مسيرة المتفرغين وكوفئ بالفتات اليسير. لم نشهد مثل هذا الحال من قبل، اكرر لعل في التكرار من فائدة في ترسيخ الفكرة.

كلُّ من هو في موقع المسؤولية في الجامعة يعمل مرتاح الضمير لأنه قام بما استطاعت يداه، يظنُّ ذلك وهو مقتنعٌ؛ ونحن المتعاقدون الذين طالما ناضلنا في الخطوط الأماميَّة لأننا الاضعف والأكثر حرمانًا لا نرى المسائل على هذا النحو. نحن على يقين بأن الحال كانت لتكون افضل، لو كنا متوحِّدين على فكرةٍ واحدةٍ، فبدل ان يتم التعمية على اضراب المتعاقد فيُضعف أثَرَه ويُذهب بتضحياته ادراج الرياح الى حد كسره، كان من الأولى الوقوف معه مضربين معتصمين، في خندق واحد دفاعًا عن الجامعة، عن موازنتها وملفَّاتها الملِّحة وفي مقدِّمها ملفّ تفرُّغ اساتذتها المتعاقدين، والذي طال انتظاره لثماني سنوات، وملفّ دخول المتفرِّغين الى مِلاكها، وملفّ تعيين العمداء حتى ينتظم مجلس الجامعة، هذا في حدِّه الأدنى كي لا نذكر باقي الملفات الهامة ايضًا.

الكلُّ عدا ثلَّةٍ من المتعاقدين المناضلين، في وضع المتفرّج والانتظار، قلَّةٌ ايضًا من الاساتذة المتفرِّغين، يناضلون كي تتحرك رابطتهم دون جدوى، وكأنها في حالةِ موتٍ سريري. كأن الجميع في رقصة سكارى على حافة الموت ينتظرون ذبحهم من قبل الشرِّير الممسك بخيوط مصيرهم وهم عاجزون. مخزي هذا العجز ومرعبٌ منطق من يقول أن السلطة لا تضمر الخير للجامعة الوطنية، لذا نحن عاجزون. متى تحقق مطلبٌ لصالح الخير العام والفئات المسحوقة الا عبر النضال والمطالبة ومختلف الضغوطات؟ بدءًا من نواة تأسيس الجامعة اللبنانية سنة 1951  حتى صدور مرسومها التنظيمي لسنة 1959 والذي ما كان لولا حراكٍ شعبيٍّ وطالبيٍّ تلته اشتباكاتٌ مع رجال الامن وانتهى بنصرٍ نحن اليوم على حافة التفريط فيه، لأننا نريد انقاذ عام جامعي ورحمةً بالطلاب كما يقولُ بعض الاساتذة المتفرّغين ومن يشغلون مواقع القرار وهم على خطئ مبين.

الى أهل الجامعة نقول: لا تسمحوا بانهيار جامعة الوطن، تحرَّكوا قبل فوات الاوان وكفوا عن الرقص على مذبحها.

-*استاذ متعاقد منذ اكثر من عشرِ سنوات

 

 

 

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

اعتداء وسرقة في مبنى للجامعة اللبنانية في البقاع

بوابة التربية: اقدم مجهولون على اقتحام مبنى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية -الفرع الرابع في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *