أخبار عاجلة

الشاعر مظفر النواب رحل…مات فجر القصيدة

بوابة التربية- كتب جهاد أيوب:

منذ لحظات بدأت قصائد العرب بالبكاء، بالنواح، بالصمت العميق…!
بالوجع بين الاضلعي…بضيق النفس الذي انتحر على أعتاب الوجود…!
هرولت حروف العرب إلى نعش الفراق، ورياح القصيدة العربية لتحيك مع سيدها مظفر النواب كفنهم الممزق، والمليئ بالدماء والكيانات المتناحرة رغم كذبة الإيمان والتعصب والعلم الخاوي…
قفوا يا أدعياء العروبة…
اصمتوا يا كذبة الشعر والشعراء…
تنحوا يا أهل القصيدة الجارحة الثائرة الهادفة المباشرة عن كل الدروب لتمر روح قائد الشعر مظفر النواب مع كل أشواك العرب…
قفوا احتراماً لجهود من صوته لم يعرف الخفوت، ولم ينكسر حرفه رغم كل الصعاب التي عاناها في حياته…
اصمتوا اجلالاً لمسيرة أستاذنا المسجون من النظام المتخلف في العرب ومن العرب، ولم يبع شرفه وعرضه وشعره…مارس التدريس بين طلابه، وحرك المشاعر كي تنهض من كبوتها…
تنحوا فالنعش الذي يسير هو نعشنا الذي نسجن بداخله، والشاعر المسكون فينا وبحريتنا وبأنفاسنا مظفر النواب يحمله ويحملنا ويعاني منا…
لم يرحل مظفر النواب كما نعتقد، العرب قد رحلوا قبل الولادة، ورغم قساوتهم معه كان يتمنى ان يرحل عنهم….
مظفر النواب رحل ولم يرحل في زحمة خواء العرب من الكرامة والشرف…
مظفر أيها الشاعر الصارخ من أوضاعنا وكتبنا وأيامنا، وخياناتنا، وغدرنا، وغياب الشهامة والشرف فينا لم نتعلم من انتقادك لنا، ولم نستفد من مخاطبتك لوجودنا، ولم نحفظ صفعاتك لجنوننا الدامي، ولجهلنا المعشعش فينا …
رسمت معالم احلامنا بأشعارك، ولم نعد نعرف الحلم فينا…احلامنا تضيق مع كل اشراقة ولادة إبن حاكم، وبرحيلك سيفتقد الحلم لحضوره، وستشتاق سجون العرب إلى سجن الشعراء…
مظفر النواب حرام ان يقال انك من العرب…عفواً حرام أن يتمسحوا العرب بك…
مظفر أشكر ربك لأنك رحلت الأن، ولم تعد تشاهد تسمع ادعاءات بطولات العرب الوهمية، وكيف يعاشرون كالعبيد من يغتصبهم ويسرق شرفهم وارضهم وخيرات شبابهم وبلادهم ….
الآن ماتت القصيدة الثائرة، ورحل صدى الشعر، ولن يغب صاحب اجمل القصائد الراية…مات الأصيل مظفر النواب…مات فجر الشعر …

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

امانة التربية في حزب التوحيد هنأت العاملين في القطاع التربوي بعيد الفطر

بوابة التربية: تقدمت امانة التربية في حزب التوحيد العربي بالتهنئة بحلول عيد الفطر المبارك اعاده …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *