أخبار عاجلة

اللجنة التمثيلية لمتعاقدي الجامعة اللبنانية تعلن إستقالتها من مهامها

بوابة التربية: أعلنت اللجنة التمثيلية للأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية، استقالتها من مهمتها، عرضت في بيان، تفاصيل ما واجهته، منذ إنطلاقها حتى تاريخه، وقالت:

من رحم معاناة الأستاذ المتعاقد في الجامعة اللبنانية، ومن صوت رفضه للظلم وحرمانه من أبسط حقوقه، كانت ولادة اللجنة التمثيلية للأساتذة المتعاقدين بالساعة في الجامعة اللبنانية.

بتاريخ ٢٨ أيلول ٢٠٢١، وإثر نضال الزملاء المتعاقدين لسنوات خلت، تأسست هذه اللجنة عبر انتخابات لمندوبين عن كليات وفروع الجامعة بطريقة حققت صحّة التمثيل،  وعملت على محاولة الانتقال بالمتعاقد من ذل وعبودية “عقود المصالحة” إلى عقود تفرغ تحقق الحد الأدنى من الاستقرار للأستاذ، وللجامعة وللطالب.

بتاريخ ١٦ تشرين الأول ٢٠٢١، أجرت اللجنة استبيانًا شارك فيه ٨٦٦ أستاذًا متعاقدًا، حيث صوَّت ٩٨% منهم لمصلحة إضراب مفتوح حتى تحقيق التفرغ. لقد مثلت هذه النتيجة وحدة موقف الأساتذة المتعاقدين وتضامنهم وتماسكهم وصرختهم المدوية بوجه من ظلمهن لسنين عديدة. رفع المتعاقدون شعارهم الشهير: “لن ندخل الجامعة إلا متفرّغين”، وقد شكل التفافهم حول لجنتهم بصيص أمل لغد أفضل، حال دون هجرتهم،  وانهيار الجامعة عبر إفراغها من كوادرها الكفوءة والشابة.

عملت اللجنة بدفعٍ ممن تُمثِّل من متعاقدين، على المطالبة بالتفرغ لكل مستحق، بعيدًا من الزبائنيَّة والمحاصصة الطائفية، لمصلحة جامعة وطنية، رسالتها التعليم العالي النوعي لكافة أبناء الوطن، وقد بذلت كل ما يمكن لوضع قضيتها في مكانها الحقيقي والصحيح كقضية رأي عام تعني كل فئات المجتمع. ولأجل ذلك، لجأت اللجنة إلى كافة وسائل الإعلام المرئية،  والمكتوبة والمسموعة، وقامت بنشر عشرات البيانات والمقالات، وتواصلت مع كافة المعنيين في الشأن التربوي والعام، ونفذَّت العديد من الاعتصامات والمؤتمرات، وصولًا إلى الاعتصام في خيمة أمام السرايا الحكومي لأيام في مظهر احتجاجي صارخ لم يلقَ اكتراثًا ممن بيده القرار.

في مقابل ذلك، أمعن حكام هذا البلد في تدمير ممنهجٍ للجامعة ماديًا وبشريًا. لقد شاهدت حكومة لبنان جامعة الوطن تحتضر،  واستلذت بأنينها وحشرجات أساتذتها،  وطلابها وموظفيها، إلى حد أنها قمعت أحد اعتصامات أساتذتها بواسطة القوى الأمنية في حدث سيذكره التاريخ كوصمة عار على جبين سلطة لا تقدّر العلم ونخبة أهله. فعلت ذلك وهي تقرُّ عشرات الملفات التي تهمُّ الجامعات الخاصة بينما تركت جامعة الوطن تموت ببطء.

أما ظلم ذوي القربى، فقد كان أشد مضاضة من ظلم الحكومة. لقد تعرّض العديد من المتعاقدين لكافة أنواع التجريح، والتهديد بالأنصبة، وبفسخ العقود من قبل عدد غير قليلٍ من المديرين والعمداء، لكنهم جازفوا بأنصبتهم وبتضحيات سنوات مضت لأجل درء انهيار الجامعة،  ولأجل نهوضها من جديد. ثم حوربوا في مستحقاتهم عن السنة الماضية عبر تأخيرها عنهم، كما حُجبت عنهم كافة المساهمات ظلمًا، وإمعانًا في قهرهم في تعامل فئوي غير معهود. إضافة إلى كل ذلك، لم يتم منحهم أيّا من المساعدات التي أقرت لكافة فئات العاملين في القطاع العام.

رغم كل ذلك ثبت المتعاقدون على حراكهم، وكانوا على يقين أن زملاءهم المتفرغين سيلاقونهم نصرة للجامعة دفاعا عن استمراريتها. لقد استبشر المتعاقدون خيرا بالإعلان المتأخر لرابطة الأساتذة المتفرغين بالتوقف القسري لأجل إقرار كافة ملفات الجامعة فوراً، واعتبروا أن وحدة موقف أهل الجامعة لا بد من أن تأتي بنتيجة. لكنهم سرعان ما أحبطوا بسبب عدم التزام كثير من أساتذة الجامعة بذلك، ومتابعتهم التدريس وتسيير الامتحانات وكأن الأمور على ما يرام، خارقين بذلك وحدة الصف والقرار ومسجلين سابقة في دفن قضايا الجامعة بيد بعض أهلها. كما طالبت اللجنة إدارة الجامعة، رئيسا وعمداء ومديرين، بإعلان حالة الطوارىء لأجل منع الجامعة من الانهيار، غير أنهم فوجئوا بنوع من التسليم لسلطة الأمر الواقع، وتسيير الجامعة رغم معرفتهم بحجم ضرر ذلك على مستقبلها.

بعد الاعتصامات المتكررة ومتابعة كافة الجلسات لمجلس الوزراء، وأمام هذه السلطة البائسة وغير المبالية بقضايا التربية والتعليم وحقوق مواطنيها، والغارقة بالتحاصص وتقاسم المغانم دون سواها، نأسف أننا لم نستطع أن ننتزع حقنا وحق أبناء وطننا في تعليم عالٍ نوعي متاح لهم بشكل متكافىء. ثماني سنوات ونحن في الشوارع والاعتصامات والمطالبات دون أن يستيقظ ضمير المسؤولين. اعتصمنا أمام جميع الحكومات التي تشكلت منذ ٢٠١٤ وحتى اليوم دون أن يستجيب لنا أحد. خضنا إضرابا حتى في ظل حكومة تصريف أعمال تحت شعار توافق القوى المسيطرة على الجامعة على ملفاتها كافة، لكي يتم إقرارها فور تشكيل حكومة أصيلة، وقد جوبهنا بالرأي بعدم جدوى إضرابنا كونه كان في الوقت الضائع. ولكن، اليوم، ثبت بالملموس صوابية رؤيتنا فلا أحد يلتفت إلى لجامعة،  وأهلها وملفاتها.

زملاءنا الأعزاء، رفاق النضال، يا من صمد منكم في إضرابه حتى اليوم وقدّم بثباته أروع مثالٍ على التضحية والوفاء لجامعته وزملائه، يا من آمن بعدالة قضية المتعاقد ووقف إلى جانبه وجانب حق أبناء هذا الوطن، نعتذر إليكم جميعًا، فالجامعة اللبنانية لن تكون بعد اليوم كما عرفناها منارة علم وتربية وتعليم. لقد فقدت بسقوط قضيتنا وحقنا المقدس ركنًا أساسًا داعما لثباتها وديمومتها، وشهد حكام هذا الزمان الرديء أفظع انهيار تربوي في لبنان، لا بل صنعوه بأيديهم. يعز علينا أن نكون شهودا على انهيار جامعتنا، فيما تبنى جامعات في الخارج على أكتاف زملاء لنا هاجروا يأساً من واقعهم.

ختاما، وقبل الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، والتي لا نعلم إن كانت ستأتينا بيقظة ضمير أشبه بالمعجزة ممن في يدهم القرار، وبناء على كل ما تقدم، نعلن استقالة هذه اللجنة التي فوضتموها النضال باسمكم فقامت بكل ما استطاعت وحتى الرمق الأخير.

وإلى تفرغ قريب  !

عن tarbiagate

شاهد أيضاً

نقابة المعلمين ترفع الصوت: صندوق التعويضات في طريقه إلى الزوال

بوابة التربية: دعت نقابة المعلمين في لبنان الرئيس نبيه بري إلى دعوة مجلس النواب لجلسة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *