بوابة التربية: نظم “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية”، بالتعاون مع نقابة تكنولوجيا التربية (قيد التأسيس) برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور طارق المجذوب ممثلا برئيس المركز التربوي للبحوث والانماء الدكتور جورج نهرا، ورشة تفكير ونقاش حول التجربة الوطنية لمقاربة التعلم عن بعد في قاعة فندق VICTORY HOTEL -BYBLOS، مستيتا- جبيل، بمشاركة عدد من مدراء المدارس والاهالي، رئيس المركز الدكتور ادونيس العكرة والاعضاء، منسق عام شبكة التحول الرقمي في لبنان الدكتور نديم منصوري ، والمدير التنفيذي لمجموعة غلوبال ليرينغ الدكتور ميلاد السبعلي ومهتمين وباحثين.
الخوري
استهلت الجلسة الافتتاحية بالنشيد الوطني، ألقى بعده الباحث والمحاضر في الجامعة اللبنانية ومستشار في المركز التربوي للبحوث الدكتور هشام الخوري كلمة أشار فيها الى أن “جائحة كورونا كشفت عن نقاط الضعف وواقب بعيدة المدى على مستقبل التعلم، ما يوجب علينا البحث في إستراتيجيات ومنظومة تعليمية مرنة تستند إلى رؤية إنسانية للتعلم”، مضيئا على بعض النقاط العامة قائلا: “أولا: على المستوى الوطني: فضحت كورونا منظومتنا التعليمية وعرتها، بدءا بالبنى التحتية – كهرباء وإنترنيت – مرورا بفقدان العدالة حيث أن الطلاب لا يمتلكون ألواحا ذكية، كحد أدنى، ليتمكنوا من الوصول إلى دروسهم – وصولا إلى عدم تمكن أساتذتنا لأسباب عديدة.
أيها المعلمون لا تخافوا الهجرة إلى العالم الحديث. أرجوكم أن لا تخافوا، وجميعنا يعلم أن العودة إلى الوراء مستحيلة، والتغيير سريع جدا وصعب. أنتم ونحن لم نخطئ ولكن القفزة التي وثبتها التكنولوجيا بعد العام 2000 كانت ضخمة وسريعة جدا، مقارنة بالعقود الماضية. أيها الأحباء، أولادنا أبناء هذا الجيل سبقونا، ويتوقع منا ما يتطابق مع توقعاتهم، ومع ما يرونه من حولهم من تطبيقات ذكية، وألعاب مذهلة وحلول رقمية، وذكاء اصطناعي، وغير ذلك…
ثانيا: فهم التعلم من بعد على أنه التعلم المتزامن هو فهم ضيق. لأن التعلم من بعد يقتضي جهدا كبيرا وتطورا في عملية إعادة تصميم الحصص وهيكلتها، وكذلك تعزيزها بجملة أنشطة وتمارين واختبارات من أنواع مختلفة وذكية. كما يجب أن تتلاءم مع المنصات الرقمية العصرية، وإدارة أنظمة التعلم الذكية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن اللجوء إلى المنصات والتطبيقات التجارية كميكروسوفت، وغوغل سوتس، وكلاسيرا، وغيرها، هي حلول جزئية وتكتيكية. فحبذا لو نعمل سريعا على حلول إستراتيجية وطنية مستدامة. ولو كان وقتنا يسمح لعرضنا الكثير منها.
ثالثا: أرجوكم أن تخففوا قليلا من مبارزاتكم بإطلاق المصطلحات الجديدة، والاكتفاء بما هو متوافر بين أيدينا، لأنكم، ومن غير قصد، تضيعون العامة، وأصحاب الرأي في المدارس.
رابعا: إن إحدى أهم متطلبات التعلم من بعد، هي مكتبة رقمية غنية بالموارد التعلمية الرقمية الموائمة للمناهج. وهذا يتطلب مشروعا وطنيا، لا يمكن تنفيذه بمبادرات فردية أو على مستوى مدرسة، أو حتى تجمع مدارس. لا تظلموا الأستاذ وتطلبوا إليه أن ينتجها. مستحيل، نعم مستحيل، فهو يستطيع أن ينتج موارد بسيطة تلبي حاجاته الصفية الآنية. فحبذا لو تحرك هذا الموضوع بسرعة أكبر.
خامسا: في ما خص التشريع والقوننة، أود أن أتوجه إلى المسؤولين، وأقول: إذا كنتم خائفين، ولديكم هواجس، فلنناقشها، ونعمل وطنيا على تذليلها بسرعة لأن الوقت ضيق، والتغيير فرض نفسه. ومن مسؤوليتكم أن تفكروا كيف تخففون من مقاومة هذا التغيير وليس صده. وأنا أرتكز بكلامي على دراسة سوف تنشر قريبا للمركز التربوي للبحوث والإنماء تتضمن مفاجأة بالأرقام تؤكد ما أقول. فأرجوكم أن تتواضعوا – وأعني بقولي القيمين على التعليم من الوزارة إلى المدرسة- وأن تتقبلوا الاستشارة من خبراء ومتخصصين في مجال تكنولوجيا التربية. والجامعة اللبنانية – على سبيل المثال لا الحصر – حيث سبق أن خرجت أكثر من سبع دفعات، أفتخر بهم فردا فردا”.
وختم: “نطمح في نهاية هذه الورشة الى أن نرفع توصيات مرتكزة على المحاضرات التي سوف تنشر بعدها وستقدم منها نسخة إلى وزارة التربية والتعليم العالي، وإلى المركز التربوي للبحوث والإنماء علها تسهم في توحيد الرؤية ووضع خطة وطنية إستراتيجية هادفة، بغية تمكين الطالب من التكوين الذاتي، ومساعدته ليصبح جاهزا لتحديات العصر، وما نجهله من تحديات في الأيام القادمة”.
العكره
ولفت العكره في كلمته الى أن “هناك ثلاث هجرات حصلت وغيرت وجه التاريخ، الاولى هجرة السيد المسيح الى مصر انتقاء من شر هيرودوس، والثانية هجرة رسول الله النبي محمد من مكة الى المدينة المنورة انتقاء لشر ما كان يحضر ضده، وبفضل هجرته انتشرت الرسالة المحمدية في العالم، والهجرة الثالثة هي اليوم الى عالم التكنولوجيا، انتقاء للانحباس والانغلاق في التراث الماضي دون الانفتاح على المستقبل والحضارة المنظورة وانتقاء من تكبيد المستقبل بقيود مضت”.
وقال: “جيلي هو الجيل المهاجر ولكن قضيتنا وقضية الاجيال التي سبقتنا كانت النهضة والبحث عن ادواتها كي تعم العالم العربي، لكنها كانت وما زالت حتى يومنا هذا بطيئة، في حين ان ادوات العالم التكنولوجي التي تدعونا للانتقال اليه هي ادوات سريعة جدا، ولهذا السبب نعتبرها في ذهنيتنا انها ادوات النهضة بامتياز، ولكن لا يكفي ان نتقن لعبة التكنولوجيا الجديدة من اجل خلق نهضة، فاستخدام هذه التكنولوجيا دون نمو حضاري ونهضوي يدمر المجتمع الذي يقوم بهكذا عمل، فالعقل العربي اذا اقتصر على اللعب بأدوات هذه التكنولوجيا دون مضمونها الحضاري يفقد عقله”.
أضاف: “لقد هاجرنا الى عالمكم يا اهل التكنولوجيا الحديثة لكننا لم نجده العالم المثالي لاننا ومن خلال ما نراه في طريقة التواصل والعمل نجد ان عناصر الشر اكثر ارهابا وفتكا من العناصر التي كانت موجودة في الاجيال التي سبقتنا ولم تكن بهذا العمق الشري القادرة الوسائل الجديدة على نشره في كل المجتمعات. لذا انتم بحاجة الى وضع شرعة مناقبية اخلاقية لاستخدام هذه التكنولوجيا وخلق ادوات لفرضها، فاعملوا وثابروا على الصعود اخلاقيا وليس الهبوط”.
نهرا
وأخيرا تحدث رئيس المركز التربوي للبحوث والانماء، فقال: “إن ما يجمعنا اليوم، كمعنيين في حقل التربية والتعليم، في هذه الورشة، كلمتان جوهريتان هما الهم والاهتمام. همنا في أن نيسر لأولادنا سبل التعليم في ظل المستجدات، والاهتمام في أن يراعي هذا التعليم معايير الجودة، وأن يؤتي ثماره، تحت سقف الامكانات المتوافرة لدى أولياء القرار”.
أضاف: “يأتي تكليفنا من قبل وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب، مشكورا، بمهام رئاسة المركز التربوي للبحوث والإنماء لحين تعيين رئيس للمركز وفاقا للأصول، في ظل ظروف قسرية من انعدام استقرار اقتصادي واجتماعي، إلى خطر صحي، نتيجة للأوضاع التي تمر بها البلاد من ضائقة اقتصادية واستفحال جائحة كورونا، تحديا لنا وللمؤسسة التي نمثل. فالظروف المذكورة تتحكم، مجتمعة، بانطلاق العام الدراسي (على الأقل بالنسبة لبعض المراحل والصفوف) كما بشكله وبالترتيبات الواجب اتخاذها لإنجاحه، ما يضعنا أمام اختبار لقدرتنا كمؤسسة وكمجتمع تربوي وصحي واجتماعي على تجاوز المحنة، لا بل المحن”.
وأردف: “إن ما طال العام المنصرم من انقطاع المتعلمين عن مدارسهم، مع ما استتبعه من نقص في المكتسبات لديهم، واعتماد التعليم الوجاهي المتقطع على مجموعات اسبوعية، أو التعليم المدمج، أو التعليم عن بعد بشكل كامل، دفع المركز التربوي، تحدوه مسؤوليته تجاه أبناء الوطن وبناته، إلى تحديد المواضيع المستمرة بين الصفوف، والمضامين التعليمية الأساسية والمحتوى العلمي ذي الصلة بالأهداف الأساسية لمناهج المواد التعليمية، استنادا إلى معايير واضحة، من ضمنها، المكتسبات التي سيتم البناء عليها في الصف عينه وفي الصفوف والمراحل التي تلي، والموضوعات الضرورية لجهة المعارف و/أو المهارات و/أو المواقف و/أو القيم الواجب غرسها بحسب المرحلة العمرية للمتعلمين.
كما قام المركز التربوي بوضع النسخة الإلكترونية من الكتاب المدرسي الوطني CRDP e-books، في متناول المعلمين والمعلمات والمتعلمين والمتعلمات واولياء الأمور في لبنان، كذلك الأدلة التربوية العائدة له، لمراحل التعليم العام ما قبل الجامعي، من الروضة حتى الثانوي الثالث بجميع فروعه، ولجميع المواد الدراسية، استجابة لجهود وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، لتسهيل فرص التعلم عن بعد للبنانيين جميعا، في ظل جائحة كورونا.
وعمل المركز التربوي على تطوير هذا التطبيق CRDP e-books، الذي هو مجاني ومتاح لجميع المهتمين بالكتاب الوطني، لإتاحة تحميل النسخةالالكترونية منه، بحيث يتمكن المتعلمون مع بداية العام الدراسي الحالي، وعبر الاتصال بشبكة الانترنت لمرة واحدة، من تحميل جميع كتبهم المدرسية عبره، كل بحسب صفه، مع رخصة استخدام صالحة طوال العام الدراسي دونما حاجة للاتصال الدائم بالانترنت”.
وتابع: “إن هذا التطبيق قابل للتطوير، بحيث يمكن في مرحلة مقبلة من هذا المشروع، جعل الكتب والأدلة تفاعلية، تفسح في المجال أمام التواصل والتفاعل بين المعلم والمتعلم. إننا نأمل في أن يخفف هذا الإنجاز المتواضع، من وطأة التحديات التي تواجه المعلمين/ات والمتعلمين/ات في المدارس والثانويات الرسمية، في فترة التعلم عن بعد، وأن تشكل جزءا، ولو يسيرا، من الجهود التي تستحقها المدارس عامة، والرسمية منها على وجه الخصوص، كي تكون على مستوى آمال اللبنانيين وظروفهم وحاجاتهم.
ويجري العمل حاليا على تشبيك موارد رقمية مفتوحة المصدر، على محتوى المواد التعليمية، حسب مراحل التعليم المختلفة، كما يعمل المركز على إنتاج موارد رقمية لمحتوى المواد، من الصف الأول من التعليم الأساسي حتى السادس منه.
وحيث إن تدريب المعلمين هو من أبرز مهام المركز التربوي للبحوث والإنماء، أنجز المركز خطة لتدريب هؤلاء عن بعد، بهدف تيسير مواكبتهم للمستجدات،بدأ تنفيذها يوم الإثنين 26/10/2020، وتشمل التدريب غير المتزامن عن بعد، والتدريب المتزامن عن بعد. أما الأول (أي التدريب غير المتزامن عن بعد) فيهدف إلى تعليم التصفح والبحث عبر الانترنت بشكل آمن وفعال، واستخدام منصة مبادرة التعلم الرقمي التي تشكل بيئة متطورة للتعلم عن بعد، بالإضافة إلى استخدام ميكروسوفت “تيمز” من أجل تعليم وتعلم أفضل، وتصميم دروس وتحضيرها للتعليم المدمج، في حين يهدف الشكل الثاني من تدريب المعلمين (أي التدريب المتزامن عن بعد) إلى ابتكار وتنفيذ أنشطة دعم نفسي-اجتماعي، وإلى شرح كيفية التعامل مع تقليص المناهج التعليمية بما يتماشى مع مقتضيات التعلم عن بعد. ويأتي هذا التدريب عن بعد عقب تفعيل التعاون والتنسيق بين فريقي العمل في المركز التربوي ووزارة التربية والتعليم العالي، الذي سيسهل تطبيق نظام ادارة التدريب كما وربط نظام ادارةالتعلم Classera المعتمد من قبل الوزارة بمنصة مبادرة التعلم الرقميDLI المعتمدة من قبل المركز التربوي للبحوث والانماء”.
وقال: أما في ما يختص أيضا بخطط المركز للمرحلة المقبلة، والتي تنصب على موضوع الساعة على الصعيد التربوي، أي التعلم عن بعد والتعلم الرقمي، فإننا نعمل حاليا على إصدار دليل المعايير لإنتاج الموارد التعليمية الرقمية: وإنشاء مصنع لانتاج الموارد الرقمية، كما نعمل على وضع آليات إدارية وتربوية وتقنية خاصة بهذا المصنع الذي يستقطب كل الطاقات القادرة على إنتاج موارد رقمية، من متطوعين ومؤسسات راغبة في مشاركة كفاءاتها وخبراتها في هذا المجال مع المركز التربوي للبحوث والإنماء الذي يرحب بأي مبادرة من هذا النوع.
إن إنجاز هذه الخطط وغيرها بنجاح يستدعي وضع استرتيجية تواصل بين المركز والمجتمع التربوي كما المجتمع اللبناني عامة، إذ يرتبط النجاح بعدم التفرد بالقرار، بل بتبادل الخبرات والأفكار مع الفاعلين في المجتمع التربوي، في قطاعيه العام والخاص، وباستقاء الاقتراحات من المجتمع اللبناني، عبر آليات ووسائل لا تقتصر على الاستمارات أو استمزاج المناخ العام السائد لدى أولياء طلابنا الأعزاء حول التعلم الرقمي، لجهة الإمكانيات المتاحة أمام أبنائهم من تجهيزات وبنى تحتية ولجهة حدود هذا التعليم وفاعليته في الظروف المتوافرة.
إن المركز التربوي إذ يعول على التربية في بناء الإنسان ومن خلاله الوطن، وإذ يرى نفسه أحد الفاعلين في الحقل التربوي وبالتالي الإنساني والقيمي، وليس الفاعل الأوحد لبلوغ هذه الغاية، يمد يده للجميع في سبيل توحيد مقاربة التعلم عن بعد، أو تجاوز الاختلافات في اعتماد المقاربة الأنسب، توصلا لاتمام العام الدراسي الراهن بأقل ما يمكن من الأضرار والبناء في هذا المجال للمقبل من السنوات…”.
وختم: “إننا كمركز تربوي للبحوث والإنماء، إذ نعبر عن خالص تقديرنا لهذه المبادرة المتقدمة، ندعو كافة المهتمين بالقطاع التربوي إلى تضافر الجهود والعمل معا لما فيه مصلحة التربية في وطننا لبنان والإنسان فيه، لا سيما أجيال المتعلمين”.
المجذوب
ثم ألقى نهرا كلمة الوزير المجذوب، فقال “إن مقاربة التعلم من بعد ليست فقط حديث المواطنين والأهل والمتعلمين والمعلمين، بل أضحت حديث كل بيت في لبنان والعالم. وقد ثبت لأرقى الدول، ولأكثرها عصرنة ودخولا في العالم الرقمي، أن التعلم من بعد هو الوسيلة الأسلم التي تشكل بديلا عن التعليم الحضوري في أزمنة الأزمات، وخصوصا في ظل تفشي وباء كورونا”.
وأشار الى ان “السؤال المطروح في كل دولة هو كيفية ملاءمة الإمكانات الوطنية مع متطلبات التعلم من بعد، وجعل المنظومة التربوية في حال من الجهوزية لتوفير التعليم الجيد القابل للتقييم باستخدام هذه الوسيلة”.
واعتبر ان “هذا المؤتمر الذي يضم هذه الباقة الغنية من الخبراء والمتمكنين في هذا المجال، يشكل منصة لمقاربة التجارب والإمكانات وللنقاش الموصل إلى خارطة طريق تستفيد من كل الإمكانات لتحقيق خطوة فعلية في هذا المجال”، لافتا الى “أن مبادرة مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية برئاسة الدكتور أدونيس العكرة منصة جامعة للنقاش في مسألة ملحة نظرا لأهمية الموضوع لدى الوزارة ولدى كل المؤسسات المعنية بالتربية وبتكنولوجيا التعليم”.
وقال: “قد يكون أي قرار نتخذه في هذا السياق مرضيا لجهة معينة ومرفوضا من جهة أخرى، وهذا أمر طبيعي، إلا أن موقع المسؤولية يلزمنا بالحفاظ على صحة المجتمع بالدرجة الأولى، وبالعمل بكل الأساليب الممكنة لتوفير التعليم”.
وشدد على “المسلمات التي نص عليها البروتوكول الصحي، لجهة تدابير النظافة والتعقيم والتزام التباعد ومراقبة الحرارة وتطبيق الحجر على الحالات المصابة والمخالطين وعلى التزام المنازل في المناطق المقفلة، وبالتالي اعتماد التعلم عن بعد بالإمكانات المتوافرة، لكن الحاجات والمتطلبات كثيرة خصوصا في التعليم الرسمي وجزء كبير من التعليم الخاص”، مؤكدا أن “هناك نقص كبير في أجهزة الكمبيوتر المحمول واللوحي وفي الإنترنت والكهرباء. ولكن الحاجة ملحة أيضا إلى تدريب المعلمين وتوفير المنصات الملائمة وإلى الموارد الرقمية المستدامة”.
وإذ أعلن أنه “توافرت للوزارة منصة وموارد مجانية لفترة محددة”، قال: “نحتاج إلى تقوية الصناعة التربوية الرقمية التي تحول مناهجنا إلى دروس تفاعلية. ان التحدي الماثل أمامنا يحتاج إلى التمويل وإلى الوقت وإلى الانخراط الفعلي من الجميع ومن دون استثناء في هذه الورشة الوطنية الكبيرة، فهناك حاجة أيضا إلى مواكبة هذه الخطوات مع تطوير التشريعات، وإلى إرساء نظام للتقييم يكون فاعلا ومعبرا عن السعي الدائم لجودة التعليم”.
أضاف: “إن الحجر المنزلي والهلع من الوباء تسبب بضغوط نفسية على المواطنين والمعلمين وخصوصا على المتعلمين، في ظل انسداد الأفق وغياب اللقاحات والأدوية حتى يومنا هذا، وبات لزاما علينا العودة إلى التعليم المدمج والتزام المعايير بكل دقة”، معلنا “الانفتاح على كل المساهمات الرائدة التي ترفع مستوى الجهوزية في المدارس ولدى الأهل”.
وحيا “الجهود التي يبذلها فريق العمل في المركز التربوي للبحوث والإنماء وفي مديرية الإرشاد والتوجيه، لجهة الإرشادات والموارد الرقمية وتدريب المعلمين والقيام بالأبحاث والدراسات لتعزيز الخيارات الرقمية”، وقال: “نحن في حاجة إلى توفير بيئة رقمية آمنة، وتصميم الدروس التفاعلية بالتعاون بين المؤسسات الوطنية والخبرات الخارجية. ونتطلع إلى التعاون الصادق مع الجميع حرصا على مصالح شبابنا، شاكرا الجميع على تعاونهم”.
وبعد استراحة قصيرة، بدأت جلسات الحوار والنقاش، وتستمر أعمال المؤتمر ليومين على ان تصدر التوصيات في نهاية أعماله.
وتخلل جلسة الافتتاح كلمة للدكتورة علا شريدي من الاردن عبر تطبيق زوم تمنت النجاح لأعمال المؤتمر.