
بوابة التربية- كتبت المرشدة النفسية د. ديالا عيتاني:
الايجابية السامة هي المفهوم لمستوى السعادة والمفرطة والتفاؤل مما يولد حالة من النكران والتقليل من قيمة المشاعر الحقيقية كالألم والخيبة وارتداء قناع مزيف تجاه الأخرين لأخفاء المشاعر الفطرية والتظاهر بأن كل شىء على ما يرام والمبالغة في استخدام العبارات الايجابية في غير مكانها .لدى الايجابية العديد من التفاؤل ولكنها قد تصبح أحيانا ضارة ومدمرة.فالأمل ليس مفيدا في حين يقف في وجه الاحساس الطبيعي بالمشاعر المزيفة ، أو حين يتجاهل المرء حدة الموقف.
أحيانًا، كلّ ما يحتاجه أحدهم هو أن يتمّ تقبّل مشاعره والاعتراف بها. جميعنا نريد أن يُسمع صوتنا، ولا أحد منّا يرغب في أن يُقال له ما يجدر به وما لا يجدر به الإحساس به، أو أنّ ما يمرّ به ليس بهذا السوء. لكن قبل، أن تتقبّل مشاعر الغير، عليك أوّلاً تقبّل مشاعرك الخاصّة لأنّك إن لم تفعل، ولم تواجهها ستعود إلى السطح من جديد ولكن بشكل أسوأ وأكثر إيلامًا. عندما تخفي مشاعرك الحقيقية وتكبتها، فهي لا تتلاشى هكذا وحسب، لا إنّها تختفي عميقًا في داخلك، وستأكلك شيئًا فشيئًا مسبّبة لك مشاكل صحيّة جسدية تأتي على شكل: أوجاع الظهر والعضلات. الأمراض المختلفة. جلطات القلب الفجائية. ارتفاع ضغط الدم. وغيرها من الأعراض التي قد تعتقد أنّها مجرّد أمراض عابرة، لكنها في الواقع نتيجة للكبتِ والضغط النفسي. عليك الاعتراف بمشاعرك وتقبّلها. لا ضير في أن تشعر بأنك لست على مايرام. لا ضير من الشعور بالغضب أو التعب أو الخوف أو الإحباط أو غيرها من المشاعر السلبية.
تعتبر الايجابية الحقيقية هي التعامل مع المواقف المزعجة التي تعرف المشاعر الحقيقية تجاه أي موقف أو اضطراب ما، ويعتقد الفرد أن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.ومن الطبيعي أن يعبر المرء بمشاعره الحقيقية عند حدوث خطب ما ويعبر عن الألم ،الغضب و الوجع التي يمر به الانسان . فالحياة عبارة عن تفاعل مع الأخرين على التعبير عن المشاعر مهما كان الوضع صعب ومع تحديد المشاعر يصبح الوضع شيء طبيعي وتلقائي وتصبح تعبير المشاعرحالة طبيعية تريح الشخص وتزوده بطاقة ايجابية وتساعده لرسم مستقبل أفضل.
فالشعور بالحزن والخيبة عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي يريدها المرء أو عندما لا يحقق المرء هدفه هو شعور حقيقي .ومن الطبيعي أن يشعر المرء بالضيق والأحباط ،فهذه المشاعر طبيعية ولا ينبغي على المرء تجاهلها. مع ذلك، فان الشيء المهم هو كيفية التعامل مع هذه المشاعر.كل شخص سبق أن مر في خيبة أمل أو صدمة، كفقدان وظيفة، أو فشلا في عمل ما، أو حادثا خطيرا أو غيرهما من الحوادث التي قد تغير حياة كل شخص. ففي هذه الحالة، تنبع مشاعر القلق والاحباط والحزن وتسيطر المشاعر السلبية على الشخص.