الأحد , أكتوبر 6 2024

الوقت الضائع في زمن الخسائر.. والضحية هم التلامذة

التعليم في زمن الكورونا

بوابة التربية: كتب *جوزيف نخله: لا يكفي هموم اللبنانيين جبالاً، سوى إضافة هم زائد، ألا وهو موضوع الساعة الحاضر، الفارض نفسه حُكماً، لا بل القابض على ما يقارب ثلاثة أرباع ايام سنوات عمرنا “المدرسة والتعليم”.

اسئلة كثيرة طافت على محيا العام الدراسي، لتقض مضاجع المواطنين من مسؤولين تربويين، الى اداريين، فاهالي وتلامذة وأساتذة وتقنيين.

كالنو، يضرب قلاع التربية المترسخة، المتجذرة على شواطئ البشرية منذ عقود، فيحيلها رمال متحركة. فالادارات تتسأل مستهجنة: ما المانع من اقلاع عام دراسي بوتيرته الطبيعية ايماناً منها بعودة دورة الحياة التعلمية، فيأتيها الجواب بامتناع وزاري بحجة الكورونا، دون دراسة معمقة لمشكلة تتفاقم، ومن دون جدول تقييم، والأساتذة تتذمر من تراكم الاعباء وسرعة المرحلة الانتقالية وتسارع الخطوات البديلة لمفهوم تعليمي شاخ الزمان عليه، ولم يشخ بعد. اما الاهالي فحالهم حال المجتمع اللبناني المنقسم على نفسه ومصيره منذ علة وجوده، فلا آراء موحدة، ولا مطالب مفندة، كفسيفساء متلونة، متشعبة، لا يمكن للمستبصر أن يرسم خطوط تجليها، ولا هوامش حدودها، ولا ملامح حقبتها.

والضحية…

الضحية في كل ما تقدم، هم التلامذة. يقدمون كاسحاق «الابن الوحيد للنبي ابراهيم» على مذابح التعنت والمكابرة، والانانية الجوفاء، والتفرد البغيض، كبش فداء عدم الجلوس على طاولة مستديرة، دون خلفيات مسبقة، وجشع ووصولية، وحقد وتصفية حسابات شخصية وسياسية ومالية، من الاطراف كافة، فترف النقاشات المطاطة والخطابات الجلبابة ولى زمانه، والاستحقاق أطل برأسه يدعو مؤمنيه الى شعائر فروضه، وأناشيد دروسه. فلمَ التهور مرة جديدة؟

ألم نتعلم من عبرة الشهور المنصرمة وضحاياها الكثر الكثر في القطاع التربوي؟ وكم من مرة علينا الوقوع في الافخاخ بمعرفتنا المسبقة؟.

أنتم أجيالنا نعم..

أولادنا.. نعم..

أحلامنا المستمرة رغم سواد الازمنة، واضمحلال الرؤية، وظلامية نظامنا ومسؤولينا.

من منكم يجرؤ أن يقدم إبنه ذبيحة كابراهيم على جبل الجهل القائم، ايماناً منه بإله جديد؟؟؟

عودوا الى الحكمة والرشد، فالحوار هو الوسيلة الفضلى لاستشراف ورسم خطة ولو لثلاثة اشهر قادمة بلا مزايدات قاتلة من هذا وذاك، ومن يتبجح أن الوقت كفيل بالتعويض على الضحايا أقول له: فليأخذ في الحسبان أن الغصون التي نمت ملتوية لا تستقيم سوى بالتقليم.

وللمفارقة، بين «التقليم والتعليم» نقطتان تختصران سقوط مريب ونتائج مجتمعية مكلفة، كالمفارقة بين الجهل والمعرفة، بين الظلمة والنور، بين الكمال والنقصان…

فهل لنا أن نتعظ، ونستعيد زمام المبادرة؟؟ لا أن ننتظر جثث أولادنا ضحايا على ضفة نهر جهلنا؟

*خبير في التكنولوجيا التعليمية

عن mcg

شاهد أيضاً

نقابة المدارس الاكاديمية: توقف التعليم في مدارسنا كافة

  بوابة التربية: صدر عن نقابة المدارس الاكاديمية الخاصة في لبنان البيان التالي: في الوقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *