بوابة التربية: تكثفت الاتصالات عشية إعلان وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب، تقديمه إقتراح إلى مجلس الوزراء بإلغاء الشهادة المتوسطة، والشهادات الفنية التي تعتبر ما دون مستوى شهادة البكالوريا الفنية، لفهم الأسباب التي دعت الوزير إلى إتخاذ مثل هذه الخطوة، في ظل وقوف رابطة التعليم الأساسي الرسمي ضد هذه الخطوة، مع تفضيلها التريث في إتخاذ مثل هذا القرار، كما يتم التريث في اتخاذ قرارات عدة، مع وجود جائحة كورونا، وتفشيها.
وتكشف المصادر التربوية، لـ”بوابة التربية” من أن اقتراح الوزير ينبع من سلسلة معطيات تجمعت لديه، حتى تقدم بها إلى مجلس الوزراء لإتخاذ كما سبق وقال “ابغض الحلال”، وهو إلغاء الشهادة المتوسطة.
ومن هذه المعطيات: حاجة الوزارة لتأمين أماكن ملائمة للتلامذة لإجراء الامتحانات، مع الأخذ بعين الإعتبار التباعد الإجتماعي (أي متر ونصف المتر) بحسب نصحية منظمة الصحة العالمية، وهيئة إدارة الكوارات الصحية. ومن أجل ذلك، طرح مضاعفة عدد مراكز الإمتحانات أخذا بالنصحية.
الكلفة المرتفعة لإجراء امتحانات لنحو ستين الف تلميذ، موزعين على 520 مركزاً (الأساس 287 مركزاً)، وما يستتبع ذلك، من تأمين الحراسة الأمنية من قبل القوى الأمنية والجيش لهذه المراكز. إضافة إلى زيادة عدد المراقبين في المراكز، وتجهيز المراكز بكاميرات المراقبة وغيرها من أمور لوجستية.
وتتابع المصادر القول: كان لدى الوزير سلسلة خيارات تتعلق بإجراء الامتحانات في أيلول المقبل، غير أن اتخاذه الخيار الأقل كلفة لم يكن موفقاً، كون توزيع الشهادات بـ”المجان” سيفتح شهية “بعض الدكاكين التعليمية” للمسارعة في تقديم طلبات الترشيح، خصوصاً أن العدد الكبير من هذه المؤسسات لم يتقدم بعد بطلبات تلاميذه لدائرة الامتحانات في الوزارة، كما يؤكد مصدر تربوي في رابطة التعليم الأساسي، بسبب الإقفال القسري للمؤسسات التربوية، وكون العام الدراسي لم ينته بعد.
وتكشف المصادر أن الإجتماع الأخير بين روابط المعلمين ووزير التربية، والذي عقد عشية جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم الخميس 7 آيار 2020، لم تكن بوارد ألغاء الشهادة المتوسطة، وإن كانت تشعر أن التوجه العام لدى الوزير كان غير واضحا، برغم عرضه للمعطيات التي تجمعت لديه من دون أن يعلن موقفه صراحة.
وتضيف المصادر، بالقول: “نجح ضغط المؤسسات التربوية ولجان الأهل على الوزير بإتخاذ قراره، على الرغم من تحفظ التربويين على هذا القرار، وبرغم كل الخطط التي رفعت له حول كيفية إجراء الامتحانات، مع الأخذ بعين الاعتبار عملية التباعد”.
ويؤكد رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد لـ”بوابة التربية”، أن الرابطة تتحفظ على قرار الوزير، وكان مفاجئاً لنا، وسنبقى على موقفنا، حتى لو كنا وحيدين المعترضين.
في أي حال، تلفت المصادر إلى انه يحق للوزير إتخاذ مثل هذا القرار، كون الشهادة المتوسطة تحتاج إلى مرسوم كي تلغى، ولكن التخوف يبقى من المساس بشهادة الثانوية العامة، التي تحتاج إلى مشروع قانون.
واستغرب عدد من التربويين، المذكرة الإدارية (الرقم 12/2020) التي صدرت اليوم عن المديرة العامة للتعليم المهني والتقني هنادي بري، والتي مددت قبول تقديم الطلبات الحرة حتى 29 آيار 2020 ضمناً، وسألت كيف يصار إلى تمديد قبول طلبات المرشحين الأحرار، والوزير أعلن عن إلغاء بعض الشهادات الفنية التي تعتبر ما دون مستوى شهادة البكالوريا الفنية؟ سؤال برسم الإجابة عنه.