المشاركون في “التدريب على القيادة من أجل التنمية المستدامة”
“أتيت من الصومال للمشاركة في ورشة العمل التدريبية. أنا أعمل في منظمة غير حكومية تساعد الطلاب المتضررين من النزاع في الصومال على الالتحاق بالمدارس ومتابعة تعليمهم. خلال مشاركتي في هذا التدريب، تعلّمت الكثير عن التعليم من أجل التنمية المستدامة والوسائل المتاحة لتوعية الطلاب حول الحاجة إلى حماية كوكبنا وضمان حقوق الأجيال المقبلة. عند عودتي إلى الصومال، سأحاول من خلال المنظمة غير الحكومية التي أعمل فيها إدخال التعليم من أجل التنمية المستدامة في المناهج الدراسية”. بهذه الكلمات عبّر عبد الله، وهو ناشط في المجتمع المدني الشبابي في الصومال، عن سعادته بالمشاركة في “التدريب على القيادة من أجل التنمية المستدامة” الذي نظّمته اليونسكو ومكتب اليونسكو في بيروت، بالشراكة مع منظمة التنمية المستدامة, من 1 الى 3 آب 2017 في بيروت.
يُعتبر “التدريب على القيادة في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة” أحد المشاريع المنظّمة في إطار برنامج العمل العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة. كمتابعة لعقد الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة (2005-2014). أطلقت اليونسكو برنامج العمل العالمي للتعليم من أجل التنمية المستدامة الذي يركّز على استحداث وتكثيف أنشطة التعليم من أجل التنمية المستدامة على جميع المستويات وفي جميع مجالات التعليم وفي جميع قطاعات التنمية المستدامة. ويتضمّن برنامج العمل العالمي خمسة مجالات يخصّص أحدها لحشد وإشراك الشباب المعترف بأهمّيتهم الحاسمة في إنجاح برنامج العمل العالمي.
من أصل 450 شاب وشابة قدّموا طلبات للمشاركة في هذا التدريب، تم اختيار 41 من 17 دولة عربية، تتراوح أعمارهم بين 18 و 35 عاما يؤدّون دوراً قيادياً في تحقيق التنمية المستدامة في مجتمعاتهم وهم يعملون في مجالات مختلفة، بما في ذلك: المنظمات غير الحكومية الشبابية، التعليم، والاتصالات، الإعلان، والأعمال.
يهدف هذا التدريب الى: تمكين القادة الشباب ليكونوا مصدر إلهام لغيرهم ويشجّعوا الآخرين على اتّخاذ التدابير اللّازمة لبناء مجتمعات أقدر على الإستدامة والصمود وتنعم بمزيد من العدل؛ بناء شبكة يقودها الشباب للتعليم من أجل التنمية المستدامة لأغراض التبادل و التعاون.
وقالت منى، ناشطة من المغرب: “إن هذا التدريب يتيح لنا فرصة فريدة للتواصل مع شباب مثلنا من مختلف البلدان العربية، الناشطون في مجال التنمية المستدامة. إن العلاقات التي نشأت بيننا هنا يمكن أن تساعدنا في المستقبل في بناء شبكة قوية من الناشطين العرب الشباب الذين سيعززون التنمية المستدامة على مختلف المستويات”. وأضافت: “أنا أعمل في شركة يونيليفر في الدار البيضاء. بالنسبة لشركتنا، إنّ النموّ الإقتصادي لا يمكن فصله عن التنمية المستدامة. كوني مسؤولة الأتصالات والعلاقات الخارجية في الشركة، عند عودتي الى المغرب سوف أسعى الى توعية شركاءنا على مفاهيم التنمية المستدامة. نحن جزء من البيئة، وبالتالي فإن أي تدهور في البيئة سوف يضرّنا نحن البشر”.
في حفل الافتتاح، وبعد كلمة ترحيبية للسيد سليم شحادة، أخصائي البرامج في مكتب اليونسكو في بيروت، ألقى مدير مكتب اليونسكو في بيروت الدكتور حمد الهمامي كلمة أشار فيها الى دور اليونسكو في تعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة. قال الهمامي: “بالنسبة للأمم المتحدة يُعتبر دعم الشابات والشباب أولوية عالمية، بحيث نهدف إلى ضمان تمكينهم وتعزيز مساهماتهم الفعالة في المجتمع، فان جيل الشباب هم أصحاب المصلحة الأساسية في جميع جوانب التنمية وهم يمثلون عوامل قوية للتغيير الإيجابي لا بد منها للمضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030”. وأردف: “تركّز منظمة اليونسكو على ضرورة تيسير ودعم المشاركة الشبابية في ما يتعلق بإدارة الحكم، ووضع البرامج، ووضع السياسات ورصدها.ان العمل في شراكة مع الشباب يشكّل أولوية طويلة الأمد بالنسبة الى اليونسكو خاصةً من خلال إستراتجية اليونسكو التنفيذية بشأن الشباب 2014 – 2021. وتعمل اليونسكو على دعم إشراك الشابات والشباب في السياسات والبرامج التي تؤثر عليهم واضطلاعهم بدور ريادي في الأعمال الرامية إلى تعزيز ثقافة السلام والتنمية المستدامة”. وأضاف: “إن التربية على التنمية المستدامة مهمة صعبة وطويلة الأمد، إذ أنها ترتكز على رؤية تربوية تسعى إلى إيجاد توازن بين الرخاء الإنساني والاقتصادي والتقاليد الثقافية واستدامة الموارد الطبيعية والبيئية من أجل حياة أفضل للفرد والمجتمع في الحاضر وللأجيال القادمة أيضا”.
ثمّ كانت كلمة لجولي سايتو، مسؤولة البرامج في قسم التعليم من أجل التنمية المستدامة في اليونسكو في باريس، أكّدت فيها أهمية “التدريب على القيادة في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة” حيث أنه يشرك الشباب ويساعدهم على اكتساب المهارات والأدوات اللازمة لتعزيز التعليم من أجل التنمية المستدامة على مستوى مجتمعهم وبلدهم ومنطقتهم.”
ويقوم البرنامج التدريبي على نهج التعلم التشاركي والجماعي حيث يتناول المشاركون النظريات والممارسات المتعلّقة بالمواضيع التالية: الاستدامة؛ التعليم من أجل التنمية المستدامة؛ التفكير المنهجي؛ تحويل مسار النزاع؛ القيادة؛ وضع التصوّر؛ التواصل؛ التيسير؛ الربط الشبكي؛ الرصد و القييم.
شمل التدريب رحلة الى تعنايل والشوف حيث زار المشاركون مشاريع صديقة للبيئة (إيكولودج)، ومشاريع البنية التحتية للمياه والطاقة والزراعة. وبحسب محمد، وهو مشارك من اليمن، “من خلال ورش العمل والرحلات الميدانية تعلمنا الكثيرعن التنمية المستدامة ممّا يسمح لنا أن نكون سفراء التعليم من أجل التنمية المستدامة في بلداننا؛ لدينا الآن الأدوات و الخبرات اللازمة لتنفيذ دورات تدريبية وورش عمل حول التعليم من أجل التنمية المستدامة في بلداننا لتوعية الناس.” وأضاف: “اليمن مثلا بلد فقير ويعاني من النزاعات. التعليم من أجل التنمية المستدامة يمكن أن يكون وسيلة لانتشال الناس من الفقر والحروب وتحقيق السلام والازدهار والتوزيع المتكافئ للموارد”.
ومن أجل ضمان استدامة هذه المبادرة، سيتمّ دعوة خريجي التدريب على القيادة في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة لينضمّوا الى شبكة القادة الشباب في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة, التي تنسقها اليونسكو.