* البرفسور علي منيمنة
روادتني كتابة هذه الدراسة منذ سنوات ولكنني كنت أتراجع عن هذه الكتابة خشية من تفهم بطريقة غير الذي أبغي تناولها في هذه الدراسة وهو عدم الخلط بين التكوين المعرفي للمواد العلمية لكافة المراحل أو الحلقات المنهجية التعليمية من الإبتدائي حتى الجامعي وبين التعليم أو التكوين المعرفي للغات العربية ، الإنكلزية ، الفرنسية ، الألمانية ، ألإسبانية وغيرها ….لأن اللغة لم تعد فقط تعبر عن المواطنة بل أصبحت وسيلة تواصل مهمة بين الشعوب وتساهم وتساعد في الإنخراط في سوق العمل ليس فقط في وطن المتخرج بل في أسواق العمل العالمية بالإضافة إلى المعرفة الجيدة للمعلوماتية وتكنلوجية المعلومات في كافة الإختصاصات من العلوم الإنسانية إلى الطب (كوكبنا الأرض أصبح قرية كونية). ونلاحظ في لبنان بأن معظم السفراء للبعثات الدبلومسية على معرفة جيدة للغة العربية (من عرف لغة قوم أمن شرهم – حديث شريف). ويلاحظ بأن معظم جيل الشباب لديه ضعف بالتكوين المعرفي للغة العربية وقواعدها ويستسهل الكتابة بلغة الوتس أب والفيسبوك نستنتج أنه لابد من العودة إلى التشدد في تعليم اللغة العربية بشكل جيد(لغة مخائيل نعيمة وأمين الريحاني وطه حسين وإليا أبوماضي …) قبل الإنتقال إلى تعليم المواد العلمية باللغة العربية.
اللغة العربية هي من أقدم اللغات في التاريخ وقد تمكن علماء اللغة في القدم من إنجاز أهم مهمة وهي وهي وضع الأبجدية والقواعد للغة العربية وهي لغة مرنة بإمكانها التأقلم مع كافة التطورات الإجتماعية والعلمية.
لماذا تعليم المواد العلمية أو التكوين المعرفي العلمي باللغة العربية ؟
أولا”- نوضح للقارىء كما يعلم بأن معظم دول العالم (دون ذكر الأسماء) الكبرى والصناعية والقوية والنامية ….الخ تتبع التكوين لكافة المواد العلمية وغيرها ولكافة الحلقات المنهجية للتكوين بلغة الوطن أو لغة ألأم كما يقال (بما فيها الدكتوراة) وطبعا” يهتمون بالتدريس بشكل جيد للغات الأجنبية وفي مقدمتها اللغة الإنكليزية ثم اللغات الأخرى مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية وألعربية ( صادفني الحظ بأنني تعرفت على بعض الشباب الفرنسي يدرسون اللغة اللعربية ليتكمنوا من إيجاد فرص عمل في دول الخليج بالإضافة لمعرفتهم باللغة الإنكليزية) مما يؤكد الدور المهم لمعرفة عدة لغات طبعا” بالإضافة للمعرفة العلمية الجيدة لإيجاد فرصة عمل على كوكبنا الأرض الذي أصبح تعداد سكانه حوالي سبعة مليارات وينتظرأن يصل إلى تسعة مليارات عام 2050 .
ثانيا”- حصلت تجارب فاشلة للتعليم في بعض الدول العربية والأسباب تعود إلى بأنها كانت مجتزئة يعني انها كانت لحلقة واحدة أو اكثر بالإضافة أن المعادلات أو الرموز العلمية العالمية تكتب بالأحرف العربية وتكتب من اليمين إلى اليسار وعلى التلميذ عندما ينهي هذه الحلقات أن يعود الى التعلم باللغة الأجنبية الفرنسية أو الإنكليزية وأن يكتب كل شيء من اليسار إلى اليمين حتى المعادلات والرموز العلمية بالأحرف اللاتنية . ماذا عسانا أن نقول عن هذا النوع من التكوين وهذه الفلسفة التربوية.
مما يجعلنا بأن نطرح السؤال التالي : الم يحن الوقت تربوبيا” للتعليم أو التكوين المعرفي العلمي باللغة العربية ضمن الشروط والمعايير التالية :
– التنسيق التام بين وزارة التربية- المركز التربوي والجامعات لوضع خطة عمل (خريطة طريق) .
– تعزيز التكوين المعرفي للغة العربية أولا” ثم اللغات الأجنبية وأهمها الإنكيزية ويليها الفرنسية والإسبانية والألمانية …. وأن يكون من بين معايير التقييم للتمليذ أو الطالب مطالعته لمنشورات علمية بإحدى اللغات الأجنبية .
وأنا أستغرب لعدم الإهتمام بتعليم اللغات الإسبانية والبرتغالية وهي اللغات التي يتكلم بها شعوب دول أمريكا اللاتينية ويتواجد فيها أكبر الجاليات من المغتربين اللبنانيين والعرب مما يساهم بفتح أفاق لسوق العمل مما يعزز الإقتصاد اللبناني بتصدير المنتوجات اللبنانية ويشجع حركة السياحة بين لبنان وهذه الدول .
– أرجع وأكد أنه عندما يتقرر بان يكون التكوين المعرفي العلمي باللغة العربية يجب الحفاظ على كتابة المعادلات وإستخدام المصطلحات العلمية بالأحرف اللاتينية ، وعندما يذكر كلمات تقنية باللغة العربية يجب كتبتها بين قوسيين بلغة اجنبية او لغتين .
- رغم علمي بالمعارضة الكبيرة للأفكار الذي وردت في هذه الدراسة أرجع واكد تربويا” بأن التكوين المعرفي العلمي باللغة العربية في كافة الحلقات المنهجية (بما فيها الجامعية) هي الوسيلة الوحيدة لعودة تعزيز التعليم ورفع مستواه الذي بدء يهبط . ولكن هذا لا يكفي يجب التغيير في طرائق التكوين المعرفي وطرائق التقييم المعرفي (راجع دراستي أفاق طرائق التعليم الجامعي في القرن الحادي والعشرين المنشورة على الموقع الإلكتروني بوابة التربية)
*عميد سابق لكلية العلوم – الجامعة اللبنانية