بوابة التربية – Tarbia gate بوابة التربية – Tarbia gate
مقالات مشابهة
بوابة التربيةـ كتب هشام عطية حيدورة*:
لو أقمنا مقارنةً بين العادات والتقاليد الإجتماعية والتربية البيتيّة (الأسريّة) السائدة في واقعنا الحالي مع ما كان يتميّز به مجتمعنا اللبنانيّ عامّة والجنوبيّ خاصةً منذ أربعين سنة وأكثر …
نجد بأنّ المجتمع آنذاك كان أفضل بكثير على جميع الأصعدة الثقافية والإجتماعية والتّربويّة والنّفسيّة، أقله كان الصغير يحترم الكبير، والإبن يسمع كلام والديه… بينما في عصرنا الحاضر كثرت الجرائم من قتل وسلب وتجارة للمخدرات، وأصعبها على الإطلاق العمالة مع العدو ضد الوطن ….
كلّ هذا مردّه إلى السلطة الضعيفة للدولة اللبنانية التي تنتهج نهجاً طائفياً لا يمت إلى نهوض الدولة بصلة، بل هذا النّظام يقيّد حركة المحاسبة وتفعيل الطاقات البشرية، إضافة إلى ذلك التّفكّك الأسريّ الذي يزيد من الفساد وارتفاع نسبة الجريمة… كذلك حوادث السير المتزايدة لا سيما مع أولئك الذين يقودون الدراجات النارية من الشباب الصغار في العمر، الذين يقودون بتهوّرٍ وسرعة غير طبيعية مما يؤدي إلى حوادث سير مروعة تتسبّب بالوفاة في أكثر الأحيان….. وهذا يعتبر تفلتًا وفوضى كبيرة ناجمة عن عدم وجود دولة قويّة وقادرة على ضبط “الشواذات” من السائقين، وعدم ضبط “موتوري” سائقي الدراجات النارية.
وعلى صعيد آخر نلحظ أيضًا عدم ملاحقة تجّار ومتعاطي المخدرات كما يجب، ومما نلحظه كذلك التعدي الحاصل على الأملاك العامة (جديد التعدي هو السماح لأصحاب المحلات والتجار بإنشاء محلات جاهزة أمام محلاتهم) وهذه المساحات المجاورة للخط العام هي حق للمواطن بحرية المرور فيها، وهذا يؤدي إلى حرمان المارّة من حقهم في السير بمكان آمن جانب الاوتوستراد أو الشوارع العامة.. لذلك تكثر عملية الدهس وحوادث السير وارتفاع نسبة الوفيات والمعوّقين والجرحى….
لذا، وأمام هذا الإستهتار من القيّمين على هذا الوطن والتراخي الحاصل من أجهزة الدولة لا سيما وزارة الداخلية وملحقاتها من البلديات…. يجب الإسراع في تفعيل عمل الجمعيات الثقافية والاجتماعية والتربوية والنفسية والأندية الرياضية وغيرها… لكي تساهم في نشر المحاضرات التوعوية الهادفة…. مع إعتماد تطبيقات نموذجية على الأرض في كل قرية وبلدة ومدينة….
وبذلك نعيد بناء العائلة على اسس سليمة بعيداً عن التجاوزات والشوائب.. ولعل هذه المبادرات تخلق صدى ايجابيًّا لدى المسؤولين في الدولة اللبنانية وتشكّل حافزاً لديهم لكي يحاسبوا المرتكبين والمخالفين مهما كانت وضعيتهم السياسية والطائفية والمناطقية….
*مدير ثانوية قانا الرسمية
