بوابة التربية- كتب د.مصطفى عبد القادر:
لم يكن توفيق الحوري رجلاً عادياً بل عمل منذ نعومة أظفاره في العمل التربوي كان رفيق والده الدائم في العمل المؤسساتي والذي أثمر في بداية الستينيات جامعة بيروت العربية بدعم مباشر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حيث كان تأسيسها لتكون جامعة الفقراء في لبنان والوطن العربي .
لقد أشتغل أبو راشد في بداية شبابه بالعمل المقاوم ولكن سرعان ما فرغ غالبية وقته للعمل الأكاديمي التربوي وكان نائب رئيس جامعة بيروت العربية لعدة عقود من الزمن ورئيس مجلس الأمناء في كلية الإمام الأوزاعي منذ تأسيسها في أواخر السبعينيات وحتى الأمس القريب وقد أسس كلية إدارة الأعمال في بداية التسعينات ضمن مشروع جامعة الإمام الأوزاعي .
من يجلس مع الحاج توفيق الحوري ينسى الوقت والزمان ويخط في الإنسان معاملة يقل نظيرها عند كثير من البشر.
يترك تعامله مع الأخر أثرا يصعب على المرء أن ينساه ،حديثه شيق مدعوم بالأدلة وتتمنى أن لا ينتهي حيث يملك موسوعة معرفية تغنيك عن مكتبات برمتها.
كان يذهب إلى القاهرة بالسنة عدة مرات لحضور إجتماعات جامعة بيروت العربية في مصر لأنها بالأصل فرع لجامعة الإسكندرية ،ويقتنص فرصة وجوده في أرض الكنانة للتجول في معارض كتبها ومكتباتها ليحمل معه شنطا متعددة من الكتب والمراجع لطلاب الدراسات العليا الذين كانوا ينتظرونه في بيروت وكنا نتشوق لما يحمل وننتظر بفارغ الصبر ترتيب الكتب والمراجع في المكتبة من أجل استخدامها .
له فضل كبير من الناحية التربوية والعلمية على من يحفظ الوفاء لهذا الرجل.