الأربعاء , أكتوبر 9 2024

جامعات بلا أساتذة!!

school-42
توفير كل ما يحتاجه الطالب من حواسب ومعدات على مدار الساعة

 

تخيل لو كنت أحد الوالدين، وكنت ترافق أبنك في سنته الأولى في الجامعة، في أول يوم له في الكلية، والمفاجأة عدم وجود أساتذة في الكلية للترحيب بالطلاب الجدد. في الواقع، لا يوجد أساتذة على الإطلاق. وعلى الرغم من غرابة الأمر، إلا أنه توجد فعلياً كليات من هذا النوع في كاليفورنيا.

وتركز الكلية التي ستكون مجانية في المقام الأول على البرمجة والتفكير الريادي، وستحمل اسم 42، في إشارة إلى كتاب “دليل المسافر للمجرة” Hitchhikers Guide to the Galaxy، حيث الرقم 42 هو الجواب لـ “الحياة، والكون، وكل شيء”.

 

تأسست الجامعة لأول مرة في باريس في عام 2013 من قبل الملياردير الفرنسي المتخصص بالتكنولوجيا كزافييه نيل، وهدف إلى تعليم مئات الطلاب كل عام، حول كيفية الترميز وتطوير البرمجيات.

وقد تبرع نيل بمبلغ 100 مليون دولار أميركي لإقامة كلية تقنية في وادي السيليكون، وهي تخطط لتدريس نحو 10,000 طالب في الأعوام الخمسة المقبلة.

xavier_niel
الملياردير الفرنسي كزافييه نيل

 

وكان نيل، الذي ترك الدراسة قبل أن يكمل الثانوية وأحد أكبر عمالقة التكنولوجيا في فرنسا، قد أنشأ أول مدرسة تحت اسم 42 في باريس في العام 2013. وكان الهدف من هذه الخطوة تغيير القالب التقليدي للتعليم الفرنسي، وجذب الطلاب الذين يبرعون في حل المسائل الرياضية.

وقد حظيت كلية 42 الجديدة بتأييد ودعم عدد من رواد التقنية في وادي السيليكون، مثل مؤسس خدمة التراسل المصور سناب شات، إيفان شبيغل، والمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لتويتر، جاك دورسي. إذ وصفها الأول بأنها “كلية المستقبل”، في حين قال الآخر: “نتطلع دائمًا إلى المهندسين الكبار من أي خلفية وأي تعليم مثل 42”.

 

يُذكر أن كلية 42 لا تتطلب أي شهادة تثبت إتمام المرحلة الثانوية، ولا تعطي شهادة تقليدية بعد التخرج منها. ويُقبل الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30، في الكلية من خلال امتحان قبول يركز على المنطق ولا يُطلب أن يكون لدى الطالب أي خبرة في البرمجة.

 

وبعد ذلك يأتي الطلاب المقبولون إلى الكلية لحضور دورة مدتها شهر مقسمة على 100 ساعة وتسمى Piscine، وهي مصممة لمعرفة من يستطيع الصمود في الكلية، ليواصل المقبولين الدراسة التي تمتد من 3 إلى 5 سنوات.

فكرة 42 تهدف للسماح للطلاب للتعاون في ما بينهم، والتعلم، وتعليم أعمال بعضهم البعض من خلال مشاريع التعلم القائمة. هذا يعني أنه يمكن للطلاب اختيار المشروع الذي يريدون أن يشاركوا فيه، بناءً على “الوظيفة الهدف” التي يريدون الحصول عليها  في المستقبل. على سبيل المثال، إذا أرادوا أن يكونوا مستقبلاً مهندسي برمجيات، فمعظم المشاريع التي تقدم لهم، تكون على علاقة بهذا الإختصاص.

وتمتاز الكلية عن غيرها بأنها لا توفر للطلاب أي مدرسين، إذ يُقسَّمون إلى مجموعات من 2 إلى 5 لتخطي تحديات في البرمجة. وتُطلق الكلية على هذه الطريقة اسم “تعلم نظير إلى نظير”، ويُتوقع من الطلاب العثور على ما يحتاجون من الإنترنت مع توفير كل ما يحتاجون من حواسب ومعدات على مدار الساعة.

 

يُذكر أن 42 ستُقام على مساحة 200,000 قدم مربع بمدينة فريمونت في ولاية كاليفورنيا، وستجهز سكنًا مجانيًا للطلاب قادر على استيعاب 300 شخص، وتقول الكلية إنها تسعى إلى زيادة العدد إلى 600.

 

تجدر الإشارة إلى أن النسخة الفرنسية من الكلية قد قبلت منذ إطلاقها قبل 3 أعوام أكثر من 200,000 طلب، ولكنها لم تقبل سوى 2,500.

يبدو للوهلة الأولى أن هذه الطريقة في التعلم أشبه ما تكون بالفوضى التعلمية، في ظل عدم وجود أستاذ يشرف على عملية التعلم. غير أن للمؤسس نيل، نظرة مختلفة للأمر، إذ أنه يعتبر أن هذا النوع من التعلم يجعل الطالب يدافع أكثر عن الفكرة التي لديه من خلال عمله مع الآخرين، ويؤكد أن هذه الطريقة هي مهمة جداً لتأكيد مهاراته في العالم الحقيقي.

ويضيف: “التعلم الند للند (أو النظير للنظير) يطور الثقة لدى الطلاب للبحث عن الحلول بأنفسهم، وفي أغلب الأحيان عبر وسائل مبتكرة جدا وبارعة”.

قد تكون الفكرة لا تزال جديدة وغريبة، ولكن يبدو أن الكلية تقوم بشيء صحيح، لأن الكثير من خريجيها يعملون بالفعل في شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل آي بي إم، تسلا، وأمازون بينما عدد كبير بدأوا في تأسيس شركاتهم الخاصة.

 

عن mcg

شاهد أيضاً

مشاركة تحالف تكنولوجيا التربية في الندوة الاقليمية حول ريادة الأعمال وتمكين المرأة في تونس

بوابة التربية: شارك مؤسس تحالف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتكنولوجيا التربية ربيع بعلبكي ونائب الرئيس …