بوابة التربية- كتبت المرشدة التربوية *جمال مرهج:
شو هي اول كلمة بالتوصيات؟
سؤال مشترك تم ترداده على لسان كل التلامذة خلال الامتحانات الرسمية وكأنه حبل خلاص لحياتهم المستقبلية المهنية. فما معنى اول كلمة؟ وما معنى توصيات؟ وما مدى انعكاس هذا السؤال على العملية التعلمية عند التلاميذ؟
“اول كلمة” هي الكلمة المفتاح التي تتوالى وراءها جميع الكلمات والافكار من اجل الاجابة عن السؤال. هي الكلمة التي تدل على مدى اعتماد التربية والتعليم على التلقين، وخاصة التلقين السلبي المبني على الحفظ الببغائي. اذ يحفظ التلميذ المقرر ومن ثم يعود الى تقيئه عند التقييم في ورقة الامتحان، وبالتالي ينسى هذه المعلومة لاحقا، في وقت كان يجب ان تكون هذه المعلومة قد دمغت في فكر الطالب فيحملها معه مدى الحياة في تفكيره وثقافته، فيخلق له التلقين حالة من التبعية الآنية للمعلومة تجعله عبدا لها، فتغيب عنه اهم المهارات الفكرية لا وهي التحليل والنقد وبالتالي الابتكار.
ننتقل الى معنى كلمة “توصيات”، والتوصيات هي خلاصة ما تعلمه ودرسه التلميذ، وذلك من اجل تقديم او ابتكار حلول للمشكلات التي تم درسها. وهنا نرى انها عملية مبنية على التحليل والنقد، وهما مهارتان تفكيريتان تساعدان الطالب على فهم دقيق للمحتوى، وبالتالي دمغ المعلومات في فكره فلا يعود بحاجة الى استذكارها، فتصبح في بنك معلوماته ليستعملها عند الحاجة. وهنا نشدد ان هاتين المهارتين تساهمان في خلق تلميذ مبادر ومبتكر.
فما هو الرابط بين المفهومين “اول كلمة” و”توصيات”؟ علما انهما من حيث ما تم ذكره في الفقرتين السابقتين، يدلان على انهما مفهومين نقيضين يبينان كم ان التريبة والتعليم في وطننا ومناهجنا اضافة الى طرائق التدريس يرتكزون على التلقين والحفظ الببغائي ويفتقرون الى الحس التحليلي، ما يجعل من الطالب تابعًا للمحتوى وليس مبتكرًا او منتجًا.
*خريجة كلية التربية